ربيع سورية 2021.. أحرج شتاء 2011 وحجّم التأثير الخارجي!

شام تايمز – بقلم رئيس التحرير: حيدر مصطفى

ساعات تفصلنا عن دخول البلاد في حالة الصمت الانتخابي، قبيلَ يوم واحد من توجه السوريين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس لبلادهم. بعد نحو عشرة أيام من الحملات الانتخابية والفعاليات الشعبية التي أخذت مداها على امتداد الجغرافيا السورية، وحتى في داخل المناطق بعض المناطق المحتلة أو في محاذاتها.

عشرة أيام بعد عشر سنوات من الحرب، غيرت الكثير، وعدلت المزاج، وحولت الأنظار إلى سورية رغم انشغال العالم بحرب الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة. ولم يكن مستغرباً ربط بعض الوسائل الإعلامية لكلا الاستحقاقين (الانتصار الغزاوي والاستحقاق السوري) ببعضهما البعض، نظراً للدلالات والمتغيرات والنتائج التي تفرض نفسها على جداول وأجندات مراكز البحث والتقييم، في الدول المعنية سواء الحليفة أو المعادية.

في سورية، ساد اعتقاد ضمني عند بعض المراقبين، أن نتائج الحصار والأزمات الاقتصادية والمعيشية التي سطت خلال الأشهر الأخيرة على معيشية السوريين، ستكون كارثية على مسار الانتخابات الرئاسية، واعتقد آخرون أن حرباً من نمط الجيل الرابع والخامس فرضت على سورية، بغرض تفجيرها داخليها عبر الخنق والحصار ومحاولات التأليب من الداخل، ستنجح في تعديل المزاج وتدفع دفة القرار الشعبي نحو خيارات المساومة والتسليم.

ولا يمكن الإنكار أن البعض ومن شدة السخط عبّر عن قبوله بأي حلول مقابل فك الخناق المعيشي، لكنها لم تكن حالة عامة، وبعيداً عن المبالغة أو المحاباة، ما أظهرته الشوارع والساحات في الأيام العشرة الأخيرة كان دليلاً واضحاً على قرار شعبي بالغالبية على عدم تبديل المسار مهما كانت الأثمان.

يقول أحدهم.. “ما الذي يدفع أحدهم لا يتجاوز مرتبه الشهري 50 أو 70 أو حتى 100 ألف بأفضل الأحوال للمشاركة في الانتخابات” سؤال قد يبدو مشروعاً، والجواب عليه كان في الشارع بمشاركة مئات الآلاف وربما ملايين على مساحة البلاد للتأكيد على أن المعيار الوطني لا يقاس بحجم المعاناة أو الحاجة.

وللحقيقة بدا لافتاً بحسب استطلاعنا واطلاعنا على عشرات التصريحات والآراء، أن الأولوية بالنسبة للسوريين هي حماية دستور بلادهم وشرعيته، ورفضهم للإملاءات الخارجية وللتدخلات الهادفة إلى مصادرة حقهم المكفول في القانون الدولي، في تقرير المصير واختيار الرئيس الأنسب إلى بلادهم.

ومن الطبيعي أن يكون المشهد الحاصل ابتداءً من مشاركة عشرات الآلاف من السوريين في المغترب بانتخابات الخارج، والهبات الاحتجاجية للجالية السورية في ألمانيا وتركيا وتونس وأميركا اعتراضاً على منعهم من الانتخابات، وصولاً إلى الداخل السوري، قد أحرج الإعلام الذي يسوّق لعدم شرعية الانتخابات، والحكومات الداعمة والممولة له ولشخوصه، لاسيما بعض المحسوبين على “قادة الرأي العام” والمؤثرين الذين حاولوا حرف البوصلة عن أهمية المشاركة كواجب وطني.

خلاصة الكلام، أن المشهد الحاصل كذوبان الثلج بعد شتاء عاصف، ربيع سورية أزهر إحراجاً وتحجيماً لكل مفاعيل الـ 2011، وما أخرجته من فئات وأشخاص حاولت تصوير نفسها على أنها غالبية عظمى، وكان الرد في الأمس بدوما وحمص، وكافة المناطق وصولاً إلى ريف إدلب وريف الرقة المحررين، وحتى في مواجهة الاحتلال الأمريكي بالحسكة، حيث صدحت الأصوات تنادي.. سترحلون ولو بعد حين.. لن نساوم.. لن نساوم.

شاهد أيضاً

ما هي الأطعمة التي تساعد النساء في سن اليأس؟

شام تايمز- متابعة كشف أحد الخبراء عن أفضل الأطعمة وأنواع التمارين الرياضية لإنقاص الوزن خلال …