إصرار أسطوري يترجم عملياً خلال حفل تكريم لجرحى الجيش بحلب

شام تايمز – حلب – أنطوان بصمه جي

استطاع الشاب أحمد محمد هنداوي (31 عاماً) أن يقدم درساً في الإصرار والعزيمة، خلال حفل تكريم أقامته جمعية القلب الأبيض لجرحى الجيش العربي السوري بالتنسيق مع المشفى العسكري بحلب، والذي تضمن توزيع منح مالية وهدايا عينية على 50 جريحاً، ليعبر عن فرحته على طريقته الخاصة برفقة عكازاته بعد تعرضه لخسارة قدمه اليمنى خلال العمليات العسكرية بمدينة حلب، وبحماسه المفعم قدم رقصة فنية أمام عدد من جرحى الجيش السوري الذين غرسوا أيضاً جزءاً من ذواتهم في تراب الوطن المقد.

الجريح “هنداوي” غرس قدمه اليمنى بعد إصابته عام 2014 في حي سيف الدولة، بعد أن اخترق فخذه الأيمن طلق ناري (14.5 مم) نتج عنه ثلاثة كسور وقطع شرياني وخضع على إثرها لأربعة عمليات جراحية لم تتكل جميعها بالنجاح، لأن الطلقة الغادرة كانت معبئة بـ “سم الزرنيخ” الأمر الذي أفقده ساقه من خلال عملية البتر، وتأقلم الجريح مع وضعه الجديد من خلال إيمانه وإرادته الصلبة وصبره الحليم.

         

لم يرضخ الجريح هنداوي (أب لثلاثة أولاد) لواقعه الصعب بل تابع حياته وكأنه لم يفقد قدمه وافتتح مشروعه الصغير المتمثل بمحل لبيع مواد التنظيف في حي سيف الدولة، ليستطيع كسب رزقه بالحلال، مضيفاً “لو عادت لي قدمي مرات متعددة بدي أرجع عالجبهة وأقاتل جانب رفاقي”.

إصرار الجريح على تأدية رقصته أمام الجميع بدون مساعدة أشخاص ودون مساعدة عكازاته أيضاً لا يختلف كثيراً عن إصرار الجريح “عبد الرزاق عبد الله جدوع” الذي وضع عكازاته بجانب كرسيه المتحرك الذي لازمه بعد تعرضه للإصابة عام 2015 في جمعية الزهراء نتيجة طلقة قناص في الفخذ وأدت إلى تسمم وبتر ساقه اليمنى من أعلى الركبة، ليكمل الحفل بتصفيق حار وضحكة لم تفارق وجهه.

         

 

في حين أن الجريح “محمد خان شيخون” والذي وصلت نسبة العجز لديه 100% عند تعرضه لشلل سفلي واستئصال كلية وطحال في حقل شاعر عام ،2016 بعد هجوم كبير شنه تنظيم “داعش” مدعوماً من الاحتلال الأمريكي، للسيطرة على الآبار النفطية واستمر في تأدية حياته الطبيعية حيث حصل على شهادتي التعليم الإعدادية والثانوية وسجل في كلية الحقوق، ولم يقف عند دراسته فقط بل تابع نشاطاته، مشيراً إلى أنه حالياً لاعب منتخب سورية بكرة السلة للكراسي، مضيفاً أنه خلال فترة الحرب على سورية كان وزملاؤه يقاتلون على الجبهات واليوم بعد الإصابة سيشارك بالمسيرات المقامة في المحافظات السورية دعماً للاستحقاق الدستور.

 

المسؤول عن الإطعام في إحدى الوحدات العسكرية، الجريح “محمد فادي عجمي” الذي تعرض للإصابة عام 2016 بعد تعرض سيارته العسكرية لسقوط قذيفة غادرة في جادة الخندق وسط مدينة حلب، حيث اخترقت بعض الشظايا ظهره وأدت إلى شلل نصفي، وبدأ بمرحلة العلاج بعد خمسة أشهر من إصابته في المشفى العسكري وبالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، مؤكداً أن الانتخابات القادمة حق وواجب لكل سوري شريف ليكون يوم الانتخابات رسالة مباشرة لدول محور الشر التي تكالبت على سورية وشعبها.

بدورها، أشارت رئيسة جمعية القلب الأبيض الدكتورة هوري كوشكريان لـ “شام تايمز” إلى أن فعالية تكريم جرحى الجيش السوري تعتبر خطوة فعلية نحو زرع الأمل من خلال العمل الجاد وتجسيد الحقائق والشعارات بأفعال عملية، وتشكرت كل من تعاون مع إدارة الجمعية للوصول إلى الجرحى واللقاء بهم وتحفيزهم والتكرم بهم واكتساب الحماس والعزيمة منهم، مضيفة أن الفعالية تضمنت أغانٍ وطنية قدمها الفنان مصطفى هلال تلاها توزيع مبالغ مالية على 50 جريحاً منهم 8 جرحى على فراش المشفى العسكري بحلب وتوزيع هدايا عينية عليهم، ليترجم الشعار الذي رفعته جمعية القلب الأبيض “العطاء الحقيقي هو عندما نعطي من القلب”، بالإضافة إلى توزيع هدايا عينية للعاملين القائمين على نظافة المشفى العسكري.

شاهد أيضاً

“الاقتصاد” تحدد أصناف الأقمشة المصنرة المصنعة محلياً

شام تايمز – متابعة أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التعليمات المتعلقة بتحديد أصناف الأقمشة المُصنرة …