في ذكرى عيدهم.. الشّهداء يكتبون اسم سورية على الشمس التي لا تغيب

شام تايمز – عيد الشهداء

تكلّلت معظم منازل سورية بأغصان الغار وشربت كأس الخلاص والشرف، بعد أن فقدت شبابها وأبطالها شهداء في سبيل الوطن، لعلّهم اليوم يجمعون أنفسهم على مائدة النصر في الجنة، فيما ينحني الوطن إجلالاً لأرواحهم، وتغيب الشمس خجلاً منهم.

وتحتفل سورية بذكرى عيد الشهداء في يوم السادس من شهر أيار في كل عام، تخليداً لذكرى شهداء سورية ولبنان، الذين أعدمتهم السلطة العثمانية ممثلةً بـ “جمال باشا السفاح”، في نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1916، وقد اتُخذ هذا التاريخ ذكرى للشهداء الكثر الذين نالوا شرف الشهادة في هذا التاريخ، حيث قدمت سورية عبر تاريخها الطويل منذ الدولة العثمانية إلى انتهاء الانتداب الفرنسي قوافلَ من الشهداء الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم في سبيل عِزة وطنهم.

ولو أن ساحات الشهداء لها أفواه لتحدثت! مثل ساحة “المرجة” في مدينة دمشق وساحة “البرج” في العاصمة اللبنانيّة بيروت، عن تنفيذ حكم الإعدام لقامات وطنية لبعض رجال الفكر والسياسة، ممن امتلكوا الحس الوطني في كلٍ من سورية ولبنان، فاعدموهم نتيجةً لإخفاقات العثمانيين في حرب “السفربرلك” في قناة السويس في مصر.

واتهم الوالي العثماني “جمال باشا السفاح” هؤلاء الهامات بتهم زائفة، وتأتي في مقدمتها الخيانة العُظمى للبلاد، ونذكر أسماء الشهداء الذين أعدموا في 6 أيار عام 1916م في مدينة دمشق: “الشيخ عبد الحميد الزهراوي، الأمير عمر الجزائري، شفيق بك مؤيد العظم، سليم الجزائري، شكري بك العسلي، رفيق رزق سلوم، رشدي الشمعة، عبد الوهاب الانكليزي”.

وحفرت بيروت أسماء الشهداء هم “جرجي الحداد، سعيد فاضل عقل، بترو باولي، عمر حمد، عبد الغني العريسي، الشيخ أحمد طبارة، محمد الشنطي اليافي. توفيق البساط، سيف الدين الخطيب، علي بن عمر النشاشيبي، محمود جلال البخاري، أمين لطفي الحافظ”.

واشتهر تعليق لصديق مقرّب للسلطان العثماني “جمال باشا السفاح” في فترة ولايته على بلاد الشام، هو “لو أنفقنا كل القروض التي أخذناها لستر شرورك وآثامك لما كفتنا”، ما يعكس الوحشية والإجرام الذي ارتكبه العثمانيين بحق الشهداء الأبرار.

وكما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدته “عندما يذهب الشهداء إلى النوم”: “عِنْدمَا يَذْهَبُ الشُّهَدَاءُ إِلَى النَّوْمِ أَصْحُو، وَأَحْرُسُهُمُ مِنْ هُوَاةِ الرِّثَاءْ أَقُولُ لَهُم: تُصْبحُونَ عَلَى وَطَنٍ، مِنْ سَحَابٍ وَمِنْ شَجَرٍ، مِنْ سَرَابٍ وَمَاءْ”.

وينسحب العيد إلى يومنا هذا، اعتزازاً بسلسلة الانتصارات التي حققها السوريون على الإرهاب الذي اجتاح بلادهم، وحزناً على عشرات آلاف الجراح النازفة، والقلوب المكلومة بسبب الفقد وغياب الأبناء والآباء والأمهات، ممّن قدموا أنفسهم قرباناً في سبيل بقاء سورية وسلامة ووحدة أراضيها.

شاهد أيضاً

5 ميداليات لناديي العربي والكفر في بطولة الدوري الممتاز بالكاراتيه

شام تايمز – متابعة حقق ناديا “العربي والكفر” خمس ميداليات خلال مشاركتهما في بطولة الدوري …