الشريط الإخباري

سجال بين رئيس الحكومة وصحفي يُصدِّرُ أزمة الكهرباء في حلب

شام تايمز – حسن عيسى

فتح الإعلامي “رضا الباشا” مؤخراً النار على الحكومة، إثر الوضع المزري الذي وصلت إليه مدينة حلب “المنكوبة كهربائياً” فيما يتعلق بموضوع التغذية الكهربائية، بعدما وصلت ساعات القطع فيها لـ 13 ساعة، مقابل ساعة وصل واحدة فقط، في وقتٍ تنعم فيه باقي المحافظات بتقنينٍ “مقبول” تمثّل بأربع ساعات قطع مقابل ساعتي وصل، كمعدلٍ وسطي، وثبوت تقنين العاصمة عند 3/3، وهو ما نفاه رئيس الحكومة حسين عرنوس مؤكداً أنه لا توجد محافظة في سورية تنعم بتقنين 4 بـ 2.

العاصمة الاقتصادية لسورية كانت على مدار الأيام الماضية محور السجال الكبير الذي أطلقه “رضا الباشا”، وخاطب به الحكومة مؤخراً بأشد العبارات عتاباً وانتقاداً، ليصل ذروته مع زيارة الوفد الحكومي الذي ترأسه وزير الإعلام للمحافظة، عندما طالب “الباشا” الإعلاميين الذين سيحضرون الاجتماع بأن يتركز دورهم على سياسة التمييز الكهربائي بحق حلب وأهلها، ومخاطر هذا التمييز على علاقة الحلبيين بالحكومة، وما قد يترتب عليها من زعزعة الثقة بالدولة، وفق تعبيره.

ومع زيارة رئيس الحكومة “حسين عرنوس” قبل أيام لحلب أثار “رضا الباشا” جدلاً كبيراً عندما نشر على صفحته الشخصية في “فيسبوك”، فيديو يوثق الجدال الذي جرى بينه وبين “عرنوس”، إذ اعتبر الأخير أن كل المحافظات مظلومة بالكهرباء وليس فقط حلب، ليقول “الباشا”.. “إن مدير مؤسسة التوزيع والنقل الكهربائي صرح قبل أيام أن برنامج التقنين المتبع حالياً 4 بـ2، بكافة المحافظات التي ذكر اسمها دون أن يأت على ذكر مدينة حلب”.

وأظهر الفيديو رئيس الحكومة وهو يطالب “الباشا” بسؤال النواب، ليقول له إنه ليس نائباً، فيرّد رئيس الحكومة: “اسألن بس رجعوا، مانن ممثلينك، ولا كمان ما بتعترف عليهم”، ما دفع بالـ”الباشا” للقول: “سيادة الرئيس لا تقولني كلام ما قلتو”، ليقول رئيس الحكومة: “كل واحد يضب تصريحاتو، إذا واحد صرح كلام مانو مسؤول عنو ومو صحيح مع احترامي الو، ما عنا ولا محافظة 4 بـ2 من 20 يوم لهلا بما فيها العاصمة”.

“الباشا” لم يسلك طريق المجابهة وحده، بل تبعه نداءات وحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب المعنيين بإيجاد حل لمشكلة الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي في حلب، بالتزامن مع إنفاق أهالي المدينة مبالغ خيالية على شراء “الأمبيرات”، وذلك لتأمين الحد الأدنى من الإنارة اللازمة لهم، خاصة وأن ساعات الانقطاع تصل في غالب الأحيان لـ 24 ساعة متواصلة.

النداءات الأهلية عبر “فيس بوك” نتج عنها “هاشتاغ” يحمل عنوان “حلب بدها كهرباء”، ولقي ذلك ردود أفعالٍ كبيرة نددت بشح الكهرباء وباستغلال القائمين على موضوع “الأمبيرات”، الذين وجدوا التقصير الحكومي فرصة لملء جيوبهم، بحسب تعبير البعض، بيد أن الاشتراك الشهري فيه يتجاوز المئة ألف ليرة ولساعات محددة، بالرغم من إعلان وزير الكهرباء “غسان الزامل” قبل أيام، أنه لن يسمح بتطبيق هذا النظام طالما هو على رأس الوزارة.

ولم تتأخر نتائج تلك المناشدات عن الانبثاق إلى سطح القرارات الحكومية، التي تمثّلت بزيادة حصة حلب “المتواضعة” من الميغايات الكهربائية لتصبح 230 ميغا واط، منها 190 للمنطقة الصناعية في “الشيخ نجار” و30 ميغا للمناطق السكنية البالغ عدد سكانها حوالي 3,5 مليون نسمة، وفق ما صرح به مصدر خاص في وزارة الكهرباء لـ “شام تايمز”، في حين تبلغ حصة العاصمة دمشق 600 ميغا واط، وهي الحصة الأكبر من بين جميع المحافظات.

قرارات الحكومة جاءت عقب زيارة رئيس الوزراء “حسين عرنوس” إلى حلب واطلاعه على الواقع الخدمي في المحافظة، ليعود الزميل “رضا الباشا” ويشعل المواجهة مجدداً بانتقاده القرار الحكومي، مطالباً بإنصاف المحافظة التي ورغم زيادة مخصصاتها، فإنها ما تزال تتذيّل ترتيب باقي المحافظات بابتعادها حوالي 80 ميغا واط عن أقل المحافظات تخديماً بالكهرباء، وفقاً لكلام “الباشا”.

وتعاني المحافظات السورية منذ فترة من زيادة ملحوظة في ساعات التقنين، حيث أرجع المعنيون في وزارة الكهرباء سبب ذلك لنقص التوريدات، فيما يرى العديد من المواطنين أن هنالك ظلم وعدم عدالة في التوزيع، وذلك نتيجة تفاوت التقنين بين محافظة وأخرى، لكن مدينة حلب تصدرت هذه الواجهة مؤخراً باستغاثات الأهالي الذين يعانون من انقطاع شبه دائم للتيار، أجبرهم على دفع أموال طائلة ثمناً للاشتراك بـ “الأمبيرات”، التي تعمل لساعات محددة فقط.

شاهد أيضاً

“ريما عبسي”: من المهم جداً إقامة مثل هذه الدورات التدريبية التي تختص في المراسم والتشريفات والإتيكيت وآداب السلوك

شام تايمز – جود دقماق تصوير: مأمون كلحو نظّم المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين …