جواز سفر وإقامة.. هروب الشباب السوري إلى أين؟

شام تايمز – رهف عمار

تكاد لا تخلو أحاديث الشباب السوري عن فكرة السفر، والبحث عن الفرص، وتقديم الأوراق للبعثات على أمل بالخروج نحو مستقبل جديد، وبينما تتصفح على مواقع التواصل الاجتماعي لا بد أن يمر من أمامك “منشور” يطلب المساعدة في تقديم أوراق السفر، وعن الدول التي مازالت تفتح باب اللجوء أمامنا كسوريين ولا يهم إن كانت أفضل.

ويبدو مؤسفاً أن تبدو الغالبية وكأنها تخلت عن شهادتها الجامعية للبحث عن فرص بمدخول مادي يؤمن لهم الطعام والشراب والمسكن، ولن نطيل بالأحلام لنقول منزل وسيارة، حيث تقلصت قائمة أحلامنا حتى باتت في العقل مرتكزة ليل نهار، ولا حاجة للأوراق والتدوينات، وكتابة المذكرات عن مراحل الصبا والمغامرات، فنحن بالكاد نستلقي آخر الليل مختبئين خلف فلاتر السوشال ميديا، نحاول أن نجمل أنفسنا ليقتنع بنا الآخرون أننا بحال أفضل، بينما الدوامة ذاتها لا نحن بخير ولا هم أفضل.

لا شك أن العولمة لها تأثير كبير، بعد أن حولت العالم إلى مدينة صغيرة يسهل معرفة كل أسرار بيوتها، فهناك العديد من البلدان كرست جزءاً لا يستهان به من الإعلام لجذب العقول إن كان من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب، مما شجع شبابنا لبذل أقصى طاقته للذهاب إليها والانخراط في ثقافتها، حتى لو كانت بعيدة عن تاريخنا ومبادئنا، وبفطرة الإنسان يحاول دوماً البحث عن الكمال والرفاهية حتى لو كان يعلم أنها غير موجودة.

يقول الشاب “أسعد نخلة” بالنسبة لي السفر هو من التحديات التي تواجهنا كشباب نسعى لصناعة المستقبل، لكن ليس كل من سافر للخارج يعتبر ناجح فالأمر نسبي، ويعود لإرادة الشخص وهدفه، وأنا من الأشخاص الذين قرروا مواجهة الواقع والظروف والبحث عن فرصتي داخل بلدي.

أما “مصطفى رضوان” ينتظر فرصته في السفر، والفرصة برأيه هي الطموح الذي يرفع الأحلام من العقل الباطن إلى الواقع.

بدورها الشابة “روان ديوب” أشارت إلى أنه بالنسبة للسفر فنعتبره الخلاص للشباب، في ظل قلة الفرص وقلة المردود المادي في حال وجد العمل بالرغم من حصول شبابنا على شهادات عالية، وأعتقد أن السفر هو الحل الأمثل والمناسب لنعيش ما تبقى لنا في الحياة.

ومن وجهة نظر أخرى نحن لم نكن نفكر بالسفر مسبقاً كشباب سوري متعلم ومتمكن سوى لزيادة خبرتنا بالأكاديميات الخارجية، أو بداعي السياحة واكتشاف الثقافات المختلفة حول العالم، لكن الحصار الاقتصادي المفروض علينا وسنوات الحرب المنهكة، هي من ساهمت بتحول نظرتنا للسفر بداعي العمل، ومع ذلك هناك قسم لا يستهان به، مازال يرفض الخروج حتى لو أتت فرصة مناسبة له مؤمناً بفرصته على أرضه مهما تأخرت في الوصول.

شاهد أيضاً

ياباني ينجو من فكي دب

شام تايمز- متابعة استعان ياباني بفنون الكاراتيه للدفاع عن نفسه ونجح في النجاة من هجوم …