من تحت الجلد.. تخدير مجاني مع كل قرار!

شام تايمز – كلير عكاوي

“عقلية الضحية ستجعلك ترقص مع الشيطان ثم تشتكي أنك في الجحيم” لم يكن هذا القول لأحد الاختصاصين العالميين فقط، بل إنه من فم كل إنسان مضطرب نفسياً في سورية، في ظل هذه الأزمات الاقتصادية، بعد أن تراكمت فوق رؤوس المواطنين الكثير من الهموم، وجعلتهم حالمين بقضاء يومين في جزيرة السعادة.

ويسعى المواطن في محاولات دائمة بالبحث عن “هرم ماسلو” “ماعم اتفلسف”، ولكنه لا يبحث عنه عبر مقلمة “البيكار” المدرسية وما شابهها، بل بشوارع سورية، ونوافذ بيع السكر والأرز، وبين أتمتة البطاقة الإلكترونية، وتنظيم دور البنزين، وعلى كرسي الخيزران الدمشقي داخل المنزل العربي، وغيرها الكثير من أماكن البحث عن هذا الهرم، هرم الاحتياجات الإنسانية، الذي يتحدث عن حاجة الإنسان الفيسيولوجية من التنفس، الطعام، الجنس، المال، التوازن، النوم، والملبس، وحاجته إلى الأمان، وأيضاً حاجته الاجتماعية، وحاجته للتقدير، وأخيراً تحقيق الذات، الذي بات صعباً وأقرب إلى المستحيل في سورية بسبب هذه الظروف.

ولا نستطيع نكران أن البلاد تعاني من تداعيات حرب ما زالت مستمرة منذ عشر سنوات، وأن المعنيين لطالما أرجعوا أسباب ضعف الواقع الخدمي، إلى ضعف التوريدات والإمكانات في ظل الحصار التي تشهده سورية، بداية مع انقطاع التيار الكهربائي لـ 16 ساعة في مناطق عدّة، مثل “الزبلطاني، والقصاع الميسات شارع بغداد المزة”، ومناطق أُخرى منسية في ريف دمشق، لا تأتي فيها الكهرباء سوى ساعة كل يومين أو ثلاثة أيام مع تغذية عشوائية، مثل بعض الأحياء في جديدة عرطوز وضاحية قدسيا.

ورغم الجهود المبذولة من قبل الورشات في وزارة الكهرباء المتواجدة في دمشق وعربين داريا سقبا القنيطرة عرنة السويداء وغيرها، لتصليح الأعطال في ظل الإمكانيات القليلة والوضع الصعب، إلا أن الانقطاعات المتكررة قد تكون قاسية أكثر من صفعة ثلجية أو منخفض على المواطن، خصوصاً وهو يرى في أُمّ عينه توزيع الكهرباء “الخيار والفقوس”.

وأكد رئيس مجلس الوزراء “حسين عرنوس” مؤخراً، على عدالة توزيع المشتقات النفطية والكهرباء والالتزام بأوقات التقنين وساعات وصل التيار الكهربائي، داعياً إلى التعاطي بشفافية مع كل ما يعاني منه المواطن.

ويستمر الجدل الحاصل بين المواطن والمسؤول الذي لا يستجيب بغالب الأحيان عند الاتصال به، أو يتبّع نظرية “الإبرة تحت الجلد” عند تصريحاته، عبر جمل متكررة ومملة مثل: “لم نزيد السعر ويزداد، الازدحام على الكازيات بسبب نقص التوريدات”، ليستيقظ المواطن فجأة على زيادة السعر في “الليالي” بـ 25 ليرة سورية، علماً أن الـ 25 ليرة ضاعت من جيوب السوريين منذ مدة طويلة، عند تحديد ثمن كيس الخبز بـ 25 ليرة أيضاً، ما يجعلك تبحث عن حقيقة الارتباط والعلاقة المشتركة ما بين القرارات الحكومية والـ25.

يُذكر أن وزارة التجارة الداخلية حددت سعر المبيع للمستهلك من مادة البنزين الممتاز بسعر 475 ليرة لليتر الواحد المدعوم، وبسعر 675 ليرة لليتر غير المدعوم، بدءاً من اليوم، الأربعاء، وحددت سعر المبيع للمستهلك لمادة البنزين أوكتان 95 بسعر 1300 لليتر الواحد، بدءاً من صباح  الأربعاء.

شاهد أيضاً

الرئيس الفلسطيني يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة

شام تايمز – متابعة جدد الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال …