حرق خيام “المنية” بذكرى استشهاد “خضر خازم وحسين غنام” كي لا تنسى الذاكرة!

شام تايمز – رئيس التحرير: حيدر مصطفى

تتشابه تواريخ الألم، حتى صارت كل الأيام تسجل ذكريات أحداث أليمة عند الكثير من العوائل السورية، من قتلٍ وغدرٍ وتهجيرٍ وتنكيل، تغص الذاكرة السورية، بآلاف القصص التي شكلت مسار ألمنا الذي بدأ عام 2011 ولم ينتهي مع نهاية 2020.

يصدف الثامن والعشرين من الشهر الأخير، ذكرى استشهاد “حسين غنام وخضر خازم”، في حادثة كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بدمشق، التي سالت فيها دماء عدد من الطلاب بعد إطلاق نار متعمد من قبل زميلهم “عمار بالوش” الذي وجه رصاصات مسدسه نحوهم دون تردد مردياً غنام اللبناني وخازم، ومتسبباً بإصابة كلٍ من الطلاب سلطان رضوان وجورج فرح وبيير لحام.

استذكار تلك الحادثة يدفعنا للتفكير بماهية الانقلاب والتحول الذي حصل بالنسبة لكثير من السوريين، من خانة السكينة والهدوء واستكمال الحياة بطبيعية، إلى إيجاد دوافع القتل بلا هوادة، وأن نسأل عن طبيعة القناع الذي نزع عن وجوه كثيرين، وأي حقد تفجر بين ليلة وضحاها، وما السبب الذي قد يدفع طالب هندسة طبية لقتل زملاءه عمداً، مهماً كان الخلاف السياسي محتدماً.

كانت تلك الحادثة من أول الجراح التي فٌتحت بجسدنا السوري، إضافة إلى حادثة اغتيال آل التلاوي، وغيرها من عمليات التنكيل الأليمة التي وقعت وراح ضحيتها الآلاف من المدنيين، من كل الأطياف والأصناف، قضوا ضحية محاولات طرفٍ تغليب العنف على المشهد العام، وصبغ البلاد بلون الدم، ونشر الرعب، وتأليب الرأي العام.

وبعد تسع سنوات على المشهد الأليم، لا يمكن أن يعبر في الذاكرة دون التوقف عنده والتفكير بحيثياته ودوافعه، واستذكار امتزاج الدم اللبناني والسوري معاً منذ تلك اللحظة، وكيف صارت اليوم خيام السوريين عرضة للحريق ومنازل لجؤهم في دائرة الاستهداف العمد بين فينة وأخرى، من قبل بعض العنصريين اللبنانيين، وللأسف الشديد رغم وحدة المأساة والآلام والدم، إلا أن الفرقة ما زالت تتغلغل والشرخ السوري اللبناني يكبر، دون الاعتبار من شهادة “خازم وغنام” قبل تسعة أعوام.

وكي لا تنسى الذاكرة السورية، رحل “خضر” و”حسين” وقتل “عمار” أو “سفاح جامعة دمشق” كما لقبته وسائل الإعلام، وترك فعله أثراً أليماً وصدمة في عقولنا وقلوب الكثيرين، لا ينسى، وجريمة لا تسقط في التقادم، وما زالت مسؤوليتها تقع على عاتق من حرض وأجج وساهم في تفجير قنابل الطائفية وتبرير القتل والتخريب في سبيل تمرير المشاريع السياسية.

شاهد أيضاً

مقتل 6 أشخاص جراء انفجار في مقديشو

شام تايمز- متابعة قتل ستة أشخاص من موظفي شركة “هرمود تيليكوم” جراء انفجار قنبلة في …