الشريط الإخباري

سلطنة عُمان في أوراق “كارنيغي” تحذيرات ومسارات في الملف السوري

شام تايمز – نوار أمون   

حذر تقرير نشره مركز “كارنيغي” الأمريكي للباحثين “جورجيو كافيرو” و”بريت ستوديتش”، من أن تحركات عُمان في سورية قد تثير عدداً من المحاذير في “واشنطن”، فما يسمى قانون “قيصر” الأميركي قد يمثل تحدياً للسلطنة التي تحاول المساعدة في عملية إعادة الإعمار وتطوير سورية من جديد، ولعب دور محايد منذ عام 2011.

وحاول التقرير رسم محددات عديدة، قد يرى مراقبون أنها تمثل جوهر ما تريده واشنطن من عُمان في الفترة القادمة، على اعتبار أن الأخيرة ستحاول مثل بقية الدول الأخرى التي أعادت علاقاتها مع سورية كالإمارات، التصرف بحذر حتى لا تخرق العقوبات الأميركية، ورغم عدم استعداد الحكومات الغربية للتعامل مباشرة مع “دمشق” دبلوماسياً أو عبر كل من إيران وروسيا، فربما واصلت عمان دورها للقيام بدور الوسيط بين سورية والغرب، وربما أسهمت عُمان بدور ما في عملية إعادة دمج سورية في العالم العربي والمجتمع الدولي، حسب ما جاء في التقرير.

“دمشق – مسقط” سلك دبلوماسي متين:

في فترة الحرب على سورية، حافظت سلطنة عُمان على علاقات دبلوماسية مع الحكومة السورية بعد أحداث 2011، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة وحلفاء خليجيين آخرين، وتكللت في عام 2020 بإعادة سفيرها إلى دمشق “تركي بن محمود البوسعيدي” لاستلام مهامه سفيراً لسلطنة عُمان في سورية.

وفي تشرين الأول عام 2015، زار وزير الخارجية العُماني “يوسف بن علوي” دمشق، وهي الزيارة التي سبقتها بنحو الشهرين زيارة لوزير الخارجية الراحل “وليد المعلم” للعاصمة العُمانية مسقط.

وقُرأت تلك الزيارة أنها تأتي ضمن التزام السلطان الراحل “قابوس بن سعيد” بسياسته الصارمة المتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الإقليمية، فزيارة “بن علوي” أتت ضمن إطار المبادرات العديدة التي قدمتها عُمان من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة السورية عبر تواصلها مع الأطراف المختلفة، وفي تلك الزيارة بالتحديد أكد “بن علوي” على أهمية عودة سورية إلى الجامعة العربية.

وعاد “بن علوي” الذي اعتُبر الوزير الخليجي الوحيد الذي زار سورية في السنوات الثماني الأخيرة إلى دمشق في تموز2019، وقضى ساعتين في لقاءين منفصلين، أولهما لقاء مغلق مع الرئيس “بشار الأسد”، والآخر جمعه بوزير الخارجية الراحل “وليد المعلم”، وذكرت وكالة “سانا” حينها أن الرئيس الأسد وابن علوي ناقشا آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، بما في ذلك محاولات طمس الحقوق العربية التاريخية في ظل الأزمات والظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حالياً.

المحلل السياسي العماني “سالم بن حمد الجهوري” في تصريح لـ “سبوتنيك” أكد أنه لا توجد قطيعة بين عُمان وسورية أصلا، وخلال زيارة وليد المعلم إلى مسقط تم مناقشة العديد من الجوانب، وكان هناك الكثير من الآراء المتبادلة، حسب تعبيره.
ورجحت مصادر دبلوماسية، أن عُمان تلعب دوراً دبلوماسياً لافتاً ومهماً ومؤثراً، ولديها تجربة سباقة في محاولة تقريب مواقف الدول العربية بين بعضها وخصوصاً تجاه سورية.

وسيط الأزمات الناجح:

رغم أن السلطنة هي الجارة لكل من السعودية واليمن الذي يتصدر عناوين الصحف ووسائل الإعلام العالمية، إلا أن سلطنة عُمان تتصدر الصحف بطريقة أخرى، وهي المعروفة بلعب دور الوسيط في الأزمات وصراعات المنطقة.

وساهمت عُمان سابقاً في التقريب بين “طهران” والدول الغربية، كما لعبت وتلعب حالياً الدور نفسه في أزمة جارتها اليمن.
وفي وقت سابق من هذا العام شرح وزير الخارجية العماني في مقابلة مع قناة “CNN” الأمريكية سياسة بلاده قائلاً: “نحن لا ننحاز لهذا الجانب أو ذاك، بل نحاول أن ننقل لكلا الطرفين ما نعتقد أنه جيد بالنسبة لهما”، حسب تعبيره.

وبعدما لعبت دوراً في الاتّفاق حول الملفّ النووي الإيراني مع القوى العالميّة في 2015، من دون أن يؤثّر ذلك على عضويّتها في مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، ويرى مراقبون، أن عُمان برزت في الخليج كوسيط موثوق يعمل بتكتّم شديد، حيث تحدثت صحيفة “القدس العربي” في 17 آب 2015 اعتماداً على ما سمتها مصادر إيرانية، حسب زعمها، عن اجراء محادثات “أميركية سورية” بشكل سري برعاية سلطنة عُمان في مسقط.

شاهد أيضاً

“المارديني” يبحث مع عدد من الوفود المشاركة في مؤتمر الألكسو تعزيز التعاون

شام تايمز – متابعة على هامش المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو بدورته …