الحسكة عطشى مجدداً وسط صمت دولي على انتهاك حقوق مليون إنسان

شام تايمز – مارلين خرفان

تتواصل جريمة قطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة مع استمرار الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية بإيقاف ضخ المياه مجدداً من محطة “مياه علوك”، مهددين مليون نسمة في المدينة وريفها بالعطش.

وأكد مراسل “شام تايمز” في الحسكة، دخول المشكلة يومها الـ 20 في أغلب أحياء المدينة، لكن انخفاض استهلاك الأهالي للمياه في فصل الشتاء، فضلاً عن تخزينهم كمّيات سابقة، أدى إلى تأخّر ظهور معاناتهم هذه المرّة، قبل أن يبدأوا بتداول هاشتاغ “الحسكة عطشى”، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، للفت الأنظار إلى مأساتهم.

وعمل مرتزقة الاحتلال التركي مع دخول فصل الشتاء على توصيل خط كهرباء من البئر رقم 29 ضمن محطة علوك إلى حي الصناعة بمدينة “رأس العين” في تعد واضح على خطوط تغذية المحطة بالكهرباء، ما أثر بشكل مباشر على تغذية الآبار في محطة علوك، كما أقدمت قوات الاحتلال التركي على تمديد خط كهربائي من البئر ذاته باتجاه نقاطها غير الشرعية في قرية “مريكيز” وغيرها من القرى، ليستكمل المرتزقة سلسلة التعديات على الخط ذاته وسحب خطوط كهرباء إلى مواقعهم على امتداد الطريق الواصل من رأس العين حتى ناحية “أبو راسين”، ما أثر بشكل مباشر على خط التوتر الكهربائي وزاد من الأعطال الحاصلة على الخط الذي يتم تحميله أكثر من استطاعته، بحسب المراسل.

وأفادت مصادر أن جيش النظام التركي ومرتزقته له قاموا بسحب خطوط لمقرّاتهم، وأخرى لسقاية أراضٍ تابعة لبعض قادة الجماعات المسلحة، من خطّ مياه علوك الذي يتغذّى من محطّة الدرباسية، ما أدّى إلى خروجها عن الخدمة بفعل الضغط الفائض”.

وأضافت المصادر أنه رغم الصيانات الواسعة التي تمّت في المحطة خلال الفترة الماضية، إلا أن الاستجرار الزائد للكهرباء أدّى إلى ارتفاع الحمولات على الخطّ، وضعف الجهد الكهربائي، وخروج الآبار والمضخّات بالتدريج عن الخدمة، مشيرةً إلى أن ميليشيا “قسد” قامت بتخفيض مُحوّلات الشدّة “منظّم الجهد الكهربائي” من 300 ميغا إلى 150، من دون التمكّن من ضبط التعدّيات”، لافتةً إلى أن الميليشيا قطعت الكهرباء عن مدينتَي رأس العين وتل أبيض المحتلّتين، ردّاً على انقطاع المياه عن مدينة الحسكة وأريافها”.

ويعتبر قطع المياه عن أي مكان في العالم مخالفة صريحة لكل القوانين الدولية والإنسانية للضغط على السكان والتحكم بمصائرهم، بحسب المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية “عهد خضور”، الذي أكد لـ “شام تايمز” أن قطع المياه عن محافظة الحسكة من قبل المحتل التركي يعتبر جريمة في القانون الدولي فعندما تقطع المياه عن مليون نسمة فهذا يدل على مدى همجية الاحتلال والدور السلبي الذي يلعبه في المنطقة.

ورأى “خضور” ضرورة رفع دعاوى قضائية أو مقاومة هذا التصرف في المحافل الدولية وعبر مجلس الأمن، معتبراً أن هؤلاء المرتزقة والدول التي تدعمهم كانت ولا زالت تحاول محاصرة أهالي الحسكة الذين رفضوا كل إجراءات تركيا وأعمالها الهمجية التي تقوم بها تركيا وأدواتها وأصروا على البقاء إلى جانب الدولة السورية والجيش العربي السوري.

وتوقع الباحث أن هذه الجريمة البشعة لن تستمر طويلاً، لافتاً إلى وجوب تدخل منظمات المجتمع المدني والمنظمات الرسمية وغير الرسمية وإلا هذه المنطقة ستعاني من كارثة اقتصادية كبيرة في هذا المجال.

ومنذ احتلال القوات التركية مدينة “رأس العين” ونهب المدينة وتهجير سكانها على أيدي المجموعات المسلحة المرتبطة بتركيا، أضحت الآبار الكائنة في “محطة علوك” المغذي والمصدر الوحيد لتزويد مدينة الحسكة وريفها بالمياه الصالحة للشرب ورقة بأيدي تركيا ومرتزقتها من الجماعات المسلحة لتعطيش سكان الحسكة، تحت ادعاءات الضغط على “قسد”.

شاهد أيضاً

المقاومة الفلسطينية: تصريحات غراهام دليل على عقلية الإبادة عند النخبة السياسية الأمريكية

شام تايمز- متابعة  أكدت المقاومة الفلسطينية أن دعوة السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام الاحتلال الإسرائيلي إلى ضرب …