“فياض” الرجل الذي شغل صفحات الفيس بوك

شام تايمز – الحسكة – صالح طعمه

على رأس كل شارع، ومن زقاق لزقاق، كان يحمل كيسه الغني بالأوراق المنوعة، تجده إما يجادل أحدهم، أو يلملم الأوراق بسرعة مذهلة، جمع بين العقل واللاعقل، وأصبح رمزاً خاصاً لأحياء الحسكة، وخصوصاً سوقها.

الرجل الذي ضجّت فيه صفحات الفيس بوك، وعدد كبير من المجموعات الخاصة بالحسكة، فياض بائع السجائر والجرائد،وبكيسة المهترئ، والذي مع إشراقة كل صباح تجده يتجول في شوارع وأزقة المحافظة.

“فياض الضللي” ابن حي غويران، يعرفة القاصي والداني، ويكاد لايوجد شخص في المحافظة لايعرفه بحسب كثيرين.

وفي يوم من الأيام، استغرب “أبوعبيده” صاحب مطعم وسط المدينة، عدم مرور “فياض” وأحس أنه فقد شيئاً كبيراً، ليتفاجئ هو وغيره بنشر خبر وفاة فياض، عبرصفحات الفيس بوك، غصة ملأت حناجر الآلاف، وبين المصدق والمكذب للخبر، أضحت الشوراع حزينة، لبرهة زمن، منهم من اتهم الجميع بعدم الوقوف معه ومساعدتة، وقسم آخر طالب بالبحث عنه.

ليتضح بعد 24 ساعة أن فياض الرجل البركة كما يطلق عليه الكثيرون، مريض وبحاجة لعمل جراحي، في إحدى مستشفيات الحسكة.

وسرعان ما عادت الابتسامة لمحبي الرجل الطيب، ولتعتذر صفحات الفيس التي أعلنت وفاته، وبدأت المناشدات للوقوف معه ومساعدته، ليتم نقل “فياض” إلى مستشفى خاص وإجراء عمل جراحي له من فاعل خير، الذي تكفل باجراء العملية، وذلك بعد رفض عدد من الأطباء إجراء العمل الجراحي له بحجة خطورتها، وأجراها أحد الأطباء لاحقاً وتكللت بالنجاح، والأغرب من كل ذلك وجود طلقة كانت مستقرة في صدرة منذ سنوات، وقد تعايش معها طوال السنين الماضية.

ويتساءل الكثير منا، كم من “فياض” يعيش بيننا، فياض الآن بصحة جيدة، ومازال الآلاف ينتظرون عودته، إلى شوارع المدينة، ليبقى ذلك الرجل الذي أنهكة الزمن حديثاً للحسكاويين، وبركة لمدينتهم.

شاهد أيضاً

وفاة المخرج السوري “عبد اللطيف عبد الحميد”

شام تايمز – متابعة نعت نقابة الفنانين والوسط الثقافي المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد”، أمس …