بعد أن جادت السماء بغيثها، ومن (المطرة) الأولى، وخلال دقائق تحولت الشوارع والأحياء إلى سيول و طوفانات، وباتت الحارات شبه محاصرة ببحيرات من تجمعات الأمطار ومستنقعات الطين ليزيد الطين (بلّة) إغلاق بعض فتحات الصرف الصحي كما يحدث في الأحياء الشعبية مثل منطقة مزة ٨٦ – وهذا غالباً شبيه بكل مناطق العشوائيات – كما أن شوارع المدينة لديها أصلاً معاناتها في بعض المناطق.
لكن المشاهد الأكثر مرارة تتركز في مناطق العشوائيات، حيث تؤدي بضع دقائق من المطر إلى إغلاق الشوارع، لأنه لا شوارع مخدمة، ولا تقنية لتصريف الفيضانات.. وفي حال وجدت تكون مهملة ومعطلة وتحتاج إلى صيانة دورية مسبقة .. لأنه في مناطق تلك العشوائيات غالباً ما تكون الخدمات على عاتق ساكنيها ، هم وحدهم من يجيد التعامل مع زواريبهم وحاراتهم حيث تتموضع الأبنية السكنية بطريقة تشعرك بأنها ستسقط من أول عاصفة، ففي ظل غياب أدنى اهتمام بتلك الأحياء الشعبية بالتأكيد سيكون لموسم الشتاء بصمات وتبعات كارثية .
قد لا يتخيل أي مسؤول تفاصيل الحياة فيها… تفاصيل يومية للأطفال أو حتى سلوكهم ممرات حيث يعمد بعض الأهالي إلى وضع حجارة في كل حي ، حتى يتمكن السكان من العبور خلالها إلى أعمالهم ومدارسهم ..
هل تساءلت الجهات المعنية يوماً عن حال الخدمات في تلك المناطق لأن حال (مزة ٨٦) هي حال جميع الأحياء الشعبية، علماً بأنها ليست مسألة (كيمياء) ، لأن كل بلدية لديها ميزانيتها وخططها ..فماذا قدمت بلدية ما من تلك المناطق ؟و ماذا نفذت من خططها المرسومة ، ما هي تحضيراتها تحسباً لحدوث مالا تحمد عقباه، حتى لا يتكرر سيناريو الشتاءات السابقة أم فعلاً جاء موسم هذا العام هو الآخر مفاجئاً..؟!

بادية الونوس