شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز
رئيس التحرير: حيدر مصطفى
تبرير وضع الأقفاص أو السياج على الأفران بهدف تنظيم دور الخبز، يفتح الباب أمام ضرورة إجراء مراجعة شاملة للذهنية والعقلية التي يتم فيها اتخاذ القرارات في سورية وعلى مختلف الأصعدة، سواء كانت قرارات حكومية أو حتى إدارية تنفيذية، إذ تكشف لنا مراراً وتكراراً عن الاعتباطية والغوغائية في اتخاذ قرارات تقي أجهزة الحكومة الحرج أمام الرأي العام.
مسألة أقفاص التنظيم هذه تدلل مرة جديدة على الخلل والسرطان المنتشر في المؤسسات والأجهزة، والتي تؤكد أن هنالك من يعمل ليل نهار على إثارة الجدل والبلبلة وخلق الأزمات وتجديدها وإثارة سخط المواطنين والرأي العام، وضرب روابط الثقة المتبقية بين المواطن وحكومته.
سؤال يطرح، ألا تتابع الحكومة وأجهزتها حالة السخط والانتقادات التي تنهال على رأسها يومياً، وكيف أن السوريين اليوم صار كل شيء بالنسبة لهم يوضع على شماعة الحكومة، وكيف أن “تابو” الفساد لم يعد بعبعاً يخاف أحد التكلم به أو فضحه، نعتقد أن الحالة السورية تحولت واختلفت، والمفاهيم والأساليب تغيرت، وصار السلاح الأقوى بيد الناس، لتسقيط الإجراءات المنافية للمنطق أو فضح المتجاوزين، عبر السوشال ميديا، وهو السلاح الذي لم تمتلكه الحكومة حتى الآن، ولم تجد التعاطي معه بديناميكية وعملية، وهي مدعوة فعلاً لأن تفتح قنوات تواصل مع الناس، لتوضح لهم حيثياتها، ولتعتذر منهم إذا اتهمت بارتكاب أخطاء بحقهم، ولا يقلل ذلك من شأنها أبداً، بل على العكس تماماً قد يزيد من شعبيتها.
على العموم ثلاثة هزات للرأي العام في أسبوع واحد، تبدو كافية للتمحيص وإعادة التفكير بكيفية سير الأمور، ونحو أي مستقبل نسير، وطالماً أن تراتبية الأحداث توحي بأن الهزات الثلاثة جاءت كصدف، يقع الواجب على المعنيين وغيرهم لدراسة المشهد بدقة، ورصد ردات الفعل، بدءاً من فيديو “المدام فاتن” الشهير وفيديو التشفيط والتفحيط وقطع الطريق وسط دمشق من قبل ثلة من المترفين، وصولاً إلى مشهد أقفاص الذل على الأفران، كلها استحقاقات تستحق الدراسة، لمعرفة مكامن الخلل واجتثاثه من جذوره، في حال كان لدينا الرغبة الحقيقية بالارتقاء بمستقبل البلاد نحو الأفضل، أو أن العكس سيحصل.
