اقتصاديون لشام تايمز : أضرار “الزيتون” ستشجع التجار على الاحتكار ورفع الأسعار

شام تايمز ـ ديما مصلح

خيبة أمل عاشها الفلاحون على امتداد الساحل السوري وفي ريف حمص بسبب الحرائق الأخيرة التي التهمت مئات الهكتارات من أراضيهم الزراعية، بعد ضياع مواسمهم الزراعية وتلاشيها جراء التهام النار لها، وهي التي كانت تؤمن احتياجات عائلاتهم لعام كامل.

وزير الزراعة “محمد حسان قطنا” أكد مساء الجمعة، أن المساحات المحروقة في اللاذقية قُدرت بحوالي 600 هكتار على مدار 5 ساعات، منها غابات عذرية، تحوي على نباتات متنوعة ونادرة، مضيفاُ أن هناك خسارة للفلاحين في أراضٍ مزروعة بالزيتون وأشجار تحمل ثماراً موسمية استنزفت جهد عام كامل للفلاح.

من جهته أكد المحلل الاقتصادي “سليمان سليمان” لـ “لشام تايمز” أن سورية لديها اكتفاء ذاتي بإنتاج مادة زيت الزيتون وهناك فائض للتصدير، ويمكن أن يكون هذا التصدير لديه عائدات بالعملة الصعبة على خزينة الدولة، والحرائق التي نشهدها ضمن مساحات شاسعة ستقلل من أنتاج مادة الزيتون للموسم الحالي.

وأوضح “سليمان” أن هذا سيشجع بعض التجار على الاحتكار ورفع الأسعار، وسيكون هناك أسعار جديدة كون المنتج قليل، ما يؤدي إلى فتح الباب على مصراعيه لبعض التجار الذين يسيرون على مبدأ “رب ضارةً نافعة”، وسيكون لديهم إجازات استيراد لمادتي الزيتون وزيت الزيتون، وسيؤدي لارتفاع الأسعار، التي ستحسب على سعر الصرف الجديد وليس على سعر صرف البنك المركزي، وسيضاف إليه تكاليف ممرات المال لأن سورية معاقبة اقتصادياً.

وأضاف “سليمان”: نعلم أن سورية تحقق مركزاً علمياً لإنتاج مادة الزيتون وأصبحت من الدول المتقدمة لإنتاج زيت الزيتون من حيث الفلترة والتعبئة، وأن الأسواق العالمية تطلب هذا المنتج من سورية، ويعتبر زيت الزيتون محصول استراتيجي للدولة السورية فهو يدخل قطع أجنبي على خزينة الدولة من جهة، وهو القطاعات التي تشكل المدخول الرئيسي لأهالي المناطق الجبلية والساحلية.

وبيّن “سليمان” أن الحرائق أدت إلى ضرر المواطنين، وهذا الموضوع خطير جداً، لأنا لا ننظر إلى الشجرة كموسم آني، وإنما الموضوع يحسب لعشرات السنين لكي يستطيع الفلاح زراعتها ويستثمرها من جديد، مشيراً إلى أن هذه الأشجار التي احترقت وخرجت من حسابات الموسم أثرت بالدرجة الأولى على المنتج وعلى الفلاح بالإضافة إلى تأثيرها على خزينة الدولة.

ونوه “سليمان” إلى أن نصف الإنتاج الزراعي لأشجار الزيتون من عفرين وإدلب، علماً أن هاتين المنطقتين خارج حسابات الاقتصاد السوري حالياً بسبب وجودها تحت يد الإرهابيين، وهذا يعني تصدير الزيتون إلى تركيا كون تلك المناطق بيد الإرهابيين المدعومين تركياً، بالإضافة إلى الحرائق الأخيرة كل ذلك سيؤدي إلى إنتاج ضئيل جداً للزيتون وزيت الزيتون وبالتالي سترتفع الأسعار بشكل رهيب وغير معقول.

بدوره أكد المحلل الاقتصادي “عابد فضيلة” أن الحرائق تؤثر على الفلاحين أصحاب الأشجار المثمرة سلبياً التي تضررت، ولكن بالنسبة لكميات الزيتون كلياً فهذه الحرائق لا تشكل إلا جزء بسيط من الأذى على الإنتاج السوري من الزيتون وزيت الزيتون.

وبين “فضيلة” أنه بالنسبة للأشجار المتضررة التي عمرها مئات السنوات، يتطلب تعويضها أيضاً لكي تعود كما كانت عشرات السنين وهذه خسارة ملموسة للبلد، مضيفاً أن هناك خسائر قاتلة للبعض، وهناك بعض العائلات تضررت بشكل كامل من محاصيل وأشجار وربما بيوت فإذاً هذه كارثة كاملة، متابعاً أنه لابد من مساعدة المتضررين على المستوى الرسمي لمساعدة المناطق المتضررة من هذه الحرائق

شاهد أيضاً

الرئيس الفلسطيني: على المجتمع الدولي الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة

شام تايمز – متابعة طالب الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن …