شام تايمز- مارلين خرفان
كما يهاجر السوريون تهاجر أشجار الزيتون أيضاً وهي التي استعان بها الشعراء للتعبير عن المقاومة والصمود، متمتعةً بالمقدرة على التكيف مع المتغيرات والعيش طويلاً في ظروف قاسية.
هكذا مضت الشجرة المباركة من موطنها الأصلي سورية بعد أن عاشت في حضن هذه الأرض 6 آلاف عام متحملة المواجع والآلام راسخة ثابتة منذ أعرق الحضارات.
الشجرة التي يشهد التاريخ أنها اكتشفت في مملكة “إيبلا” في سورية هكذا مضت رمزاً للسلام وأغنية يعشقها الفلاحون وحكايات سنوية تنسج خيوطها مع مواسم القطاف.
تألمت شجرة الزيتون خلال سنوات الحرب على سورية وتوجعت لابتعاد أهلها عنها بعد أن كانت لصيقة بهم، ما يذكرنا بقول الشاعر محمود درويش “لو يذكر الزيتون غارسه، لصار الزيت دمعاً”، ويتجدد الألم والوجع بعدما تلظت الشجرة بالنيران الملتهبة التي أحالت بعضها إلى رماد، ولم تكن تعلم أنها ستقدم “طقوس الرثاء” لشجرة معمرّة لم يحركها احتلال عثماني ولا احتلال فرنسي ولا إرهاب.
واليوم تثمر الزيتونة القادرة على التكيف بحقول العراق، في بستان رجل الأعمال السوري “سليمان شيخو” بأربيل، الذي نقلها من مسقط رأسه “عفرين” عام 2017 إلى إقليم “كردستان” العراق، لتمتد جذورها في أرض جديدة.
أنشأ الرجل العفريني مشروع إنتاج زيت الزيتون من أشجار بلدته، بعد أن هاجرت معه 42 ألف شجرة في عامها الثالث.
باع رجل الأعمال الكثير من تلك الأشجار لفلاحين من مناطق متفرقة في إقليم “كرد ستان” العراق، واللافت للنظر أنه يوجد في “كوردستان” 6 معاصر زيتون أغلب العاملين فيها من بلدة “عفرين”.
ولسخرية القدر أطلق النظام التركي ” غصن الزيتون” الإرهابية على العملية التي أدت لنزوح عشرات الآلاف من أهالي عفرين، وما يثير السخرية أكثر أن الأمم المتحدة تتخذ “شعار الحمامة وغصن الزيتون” للتعبير عن السلام.