(لا وقت للعيد) مجموعة من الكتابات النثرية التي اختارت مؤلفتها الكاتبة سعاد سليمان موضوعا لا نجده كثيرا في الإصدارات الأدبية المواكبة للحرب الإرهابية على سورية ويتمثل في رصد حياة ومشاعر الناس في ظل هذه السنوات وعن تبدل مفهوم العيد خلالها.
وسعت سعاد عبر كتابها لتجسيد جانب من الواقع السوري الذي عاشته بين محافظتي حمص وطرطوس خلال فترة الحرب مقدمة عبر 250 صفحة من القطع المتوسط أكثر من 120 قطعة أدبية من القطع المتوسط كانت نشرت معظمها في جريدتي الوحدة والعروبة.
ورغم أن المجموعة الصادرة عن دار أرواد بطرطوس تعنى بأحوال الناس فترة الحرب الإرهابية على سورية إلا أنها غير مرتبطة بزمن أو بوقت معين كما ذكرت سعاد في حديث مع سانا لأن العيد بالنسبة لها هو تلك الفرحة التي نراها بوجه طفل وتلك السعادة التي تغمر شخصاً ما عندما نكون إلى جانبه في موقف إنساني وهو الجندي البعيد عن أهله الذي يواجه مصيره وما يخبئه له القدر لتحثه رسالة بعثتها له على الصمود والثبات لتتحدث في جانب آخر عن أمنيتها لتعود المدينة التي أحبت إلى سابق عهدها فكتبت “حمص فهل تعود”.
وتستذكر سعاد في نص بعنوان “عند اللقاء” تفاصيل المدينة التي اتعبتها الحرب وأخذت الكثير من جمالها الذي لا تزال تراه حاضراً رغم كل الخراب والدمار بينما تناجي في نص بعنوان “طرطوس الجميلة” المدينة التي احتضنتها وأصبحت تربطها بها علاقة حب لزمان ومكان مستعرضةً جانباً من الحياة الاجتماعية والجمالية فيها بينما يضيء بزوايا أخرى من الكتاب إهداء إلى ذلك الجندي الذي حمل السلاح طوعاً وحباً لحماية سورية من دنس الظلام والظلاميين.
وتجد سعاد نفسها في أي مادة تكتبها فهي لا تحب أن تكتب الخيال لأن الواقع يستحق أن نسلط عليه الضوء والصدق هو شعارها في كل شيء.
سعاد التي تمتهن العمل الصحفي منذ سنوات تفرق بين العمل عند السلطة الرابعة وبين الأدب فلكل منهما أسلوبه وقواعده الخاصة وتحرص في كليهما على اختيار الألفاظ السهلة والبسيطة المفهومة لدى الجميع.
ورغم أن المؤلفات التي أصدرتها سعاد من المجموعة القصصية الموجهة للأطفال “زين..الطفل المدلل” إلى كتاب نور ونار الذي كان أشبه بسيرة ذاتية إلا أنها مع ذلك تميل إلى الشعر النثري الذي تجد فيه فضاء أوسع للتعبير عن مكنوناتها.
سعاد التي تهوى الأدب القديم وأعمال رواد الكلاسيكية العربية من حنا مينه واحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت فرصة مهمة وقدمت مواهب أدبية شابة وصنعت حضورا نافس النشاطات والملتقيات الأدبية التقليدية نظراً لسرعة انتشاره ووصوله للقارئ بشكل أسرع.
ويشكل الرصيد الحقيقي للكاتب برأيها مدى قبول ورضى القارئ على نتاجه الأدبي مشيرة إلى أنها عبر تجربتها التي تصفها بالقليلة سعت لأن تلامس هموم الناس وكانت معهم على أرض الواقع لتكتب منهم وإليهم.
ورغم أن ملكة الكتابة ظهرت عند سعاد وهي على مقاعد الدراسة الأولى حيث شجعها على الاستمرار المدرسات ثم صقلتها لاحقا بالعمل الصحفي وكتابة الزوايا والمقالات إلا أنه مع بداية الأحداث والحرب على سورية آلمها مشاهد القتل والدمار الذي حل بمدينتها حمص فانتقلت إلى مدينة طرطوس لترصد منها جوانب مختلفة لاثر الحرب على الناس.
يذكر أن الكاتبة سعاد سليمان تحمل إجازة في الآداب قسم اللغة الفرنسية من جامعة دمشق وتدرجت بالعمل الصحفي في جريدة العروبة بحمص منذ عام 1986 كمترجمة من الصحف الفرنسية لتتولى بعد ذلك رئاسة أقسام الأخبار والتحقيقات ثم أمينة تحرير للشؤون السياسية حتى عام 2012 وهي الآن مديرة لمكتب جريدة الوحدة بمحافظة طرطوس كما تحضر لطباعة مجموعة قصصية للأطفال وهي بصدد كتابة رواية جديدة.