خرجت اللحوم الحمراء من قائمة الغذاء لشريحة واسعة من المواطنين الغالبية منهم.. وها هي قائمة اللحوم البيضاء تتبعها بالارتفاع المطرد وبشكل يومي لأسعار الفروج والبيض والأسماك، وأعتقد أننا أمام موجة جديدة من الغلاء لكل أنواع الخضار والفواكه والحبوب جراء شح الأسمدة والبذار والأدوية البيطرية والوقود والعمالة والنقل…إلخ، وبالتالي ارتفاع أسعارها الكبير جداً، ولا أريد أن أتكلم عن أسعار الحليب ومشتقاته والمنظفات والأدوية ووو…. إلخ، فأنتم تعرفون ذلك جيداً.. وعلى سبيل المثال فاتورة أدوية وصلت قيمتها أمس إلى ٤٧ ألف ليرة وهي أدوية عادية ومراجعة روتينية للطبيب.
بصراحة كبيرة، نحن الآن مازلنا نتمتع بانخفاض أسعار بعض المحاصيل الموسمية كالبطاطا والبندورة والكوسا والبامياء والباذنجان والملوخية.. إلخ، التي تمت زراعتها قبل تشديد العقوبات الجائرة لتجويع الشعب السوري كـ«قانون قيصر» وغيره من هذه المسميات.
وأعتقد أنه خلال هذه الأيام لابد أن تعود العائلات السورية وبقوة إلى نظام «المونة» والتخزين اللذين فقدا خلال العقدين الماضيين الكثير من شعبيتهما لتوفر جميع المواد في الأسواق وفي كل الأوقات بأسعار مقبولة.. أما الآن فلابد على أغلبية العائلات من أن تعود لهذا النظام كاستراتيجية لمحاربة الحصار والتصدي له، وخاصة أن أسعارالخضار مازالت معقولة ورخيصة نسبياً، فلابد من تيبيس الملوخية وتخزينها وكذلك البامياء والفاصولياء واللوبياء والكوسا والباذنجان والبندورة.. إلخ، فهذا النوع من «المونة» والتخزين اشتهرت به العائلات السورية وصدرته للعالم، وأعتقد أن الاعتماد على «المونة» خلال المرحلة القادمة سيخفف بشكل كبير من حدة الحصار الاقتصادي وخاصة في فصل الشتاء القادم وسيدعم الاقتصاد الوطني إلى حد كبير.. ودمتم.

عماد نصيرات