هي تساؤلات ربما تجول في خاطر أي مواطن أو متابع للشأن أمام جائحة تم تصنيفها من أعتى الأزمات ،كشفت العالم بكل واقعه وصوره المزركشة وجبروت بعض دوله المصنفة بالعملاقة ، أين ادعاءات الكيانات الضخمة، وأين وأين ..؟!
ماتمت ملاحظته حقيقة وبتجرد أن الجهات الرسمية والمواطن على حد سواء عملا في قارب واحد ،جمعتهما مصلحة صحة السوريين ككل، وهو أمر عمّق من اعتزاز الجميع بالجهات الرسمية ،فالقرارات التي صدرت كان الحرص والمهنية العالية عناوين أولية لها ،وتعاطت تلك الجهات بحس عال من العمل والمسؤولية ،ونأمل أن تبقى تعمل بوتائرها لنتجاوز تداعيات هذه الجائحة…
جملة من الإيجابيات ظهرت وسجلت بصمة كبرى كشفت أن معدن المواطن السوري يمتاز بالأصالة والمقدرة على التكيف والتحمل ،وقلب التحديات ليشق طريقه نحو التغيير ، فقطاع الصناعة مثلاً قدم أمثلة تؤسس لمرحلة جديدة من الإنتاج في حال الإحساس بتغير الواقع وفتح جبهات جديدة ،تعامل بنوع من الديناميكية فوصل إلى إنتاج يجاري متطلبات السوق ،وفتح مجالاُ لتشغيل الأيدي العاملة التي تعطلت لفترة محددة ..ولا يخفى أيضاً كيف انتفض قطاع الزراعة الخارج من بوتقة أضرار الإرهاب بكافة أشكاله ، وأثبت القدرة على تلبية احتياجات المستهلك ،بعيداُ عن تلاعبات وارتفاعات أسعار الأسواق ، وظلت عجلة الإنتاج تعمل رغم سيل من الصعوبات كارتفاع مستلزمات الإنتاج المرهقة جداً …!
أمام المتغيرات الكل مطالب بإظهار مايملك من خطط ورؤى لمرحلة مابعد الفايروس لكي يتم التأسيس لمرحلة جديدة قوامها الاستشراف للواقع والمستقبل معاً، بعد ما تم من تراكم الخبرات الكافية لدى الجميع بكيفية التصدي لأي أزمات أو كوارث لا سمح الله وتحويلها إلى دروس للاستفادة منها .
لنحافظ على حالة الثقة بكل المؤسسات التي أثبتت بجدارة حرصها على العطاء والإخلاص التام والمهنية العالية ،وكذلك على تعاون المواطن .. فالصورة قدمت أنموذجاُ متقدماً ،ماكان ليتم لولا الحرص والحس بالمسؤولية من جانب الجهات الرسمية ،وتعاون المواطن ومشاركته جهاته الإدارية والالتزام بكل ماخرج عنها .

هني الحمدان