«واحد ثلاثة» أمسية ربيعية حافلة بالشعر والموسيقا … شفيق ديب: نعمل على إدخال الشعر الزجلي إلى نطاق المدينة

احتضنت قاعة «زنوبيا» في فندق الداما روز ثلاثية الشعر والزجل والموسيقا صداقة حميمة جعلت الشعر يبتكر ميناء جديداً يهوى ويعشق ويحط بين قلوب دافئة ترسل إشعارات الجمال المطلق. الأول من آذار ذلك التاريخ الربيعي حمل مصادفة ذكرى ميلاد الشاعرين شفيق ديب وأيمن الذهبي، ليكون سبباً لتوثيقه بأمسية تحمل تاريخاً من الشعر والزجل والفن.
لم يكن الاختلاف في الأسلوب والأداء مشكلة، فكل قدم لونه في خليط دافئ أحيته الموسيقا. لنكون أمام ثلاثية مباشرة رجعتنا إلى أيام الزمن الجميل والسهرات التي لطالما جمعت الناس تحت ضوء القمر فكان الحضور متعطشاً وهتف بقوة لتذوق أسمى معاني الجمال.
والأمسية الشعرية كانت بعنوان: «واحد ثلاثة» ورافقها على الإيقاع عفيف دهبر، والبزق هوشنك حبش، والكمان حمزة بوريش.

استجلاب الذكريات
وعن تزامن الأمسية مع يوم ميلاده بيَّن الشاعر شفيق ديب في حديث خاص لـ«الوطن» إنني: «لا أحب الاحتفال بالمناسبات المتكررة، ولا أحب استجرار الفرح إلى موعد سيأتي، بل أحب استجلاب الذكريات اللطيفة من موعد أتى، أما في ما يخص هذه الأمسية، حقيقةً لم نقمها كعيد ميلاد، بل كانت فكرة من الصديق أيمن الذهبي نتيجة تصادف موعد ميلادي وموعد ميلاده في الأول من آذار ولقد استحسنت هذه الفكرة نتيجة اشتياقي للمسرح الشعري بعد هذا الشتاء القارس ونتيجة صدق المبادرة».
وعن العلاقة والفكرة التي جمعته مع الذهبي أكد ديب أن: «اللون الذي قدمه الذهبي يختلف عن اللون الذي أقدمه ولا بأس في إقامة الأمسيات المشتركة بين ألوان متنوعة، ففي سالف السنين اجتمعت مع شعراء الفصحى ومع شعراء النبطي وتارة مع رسامين وتارة مع سياسيين وتارة مع ممثلين في أمسيات مختلفة، وكلما كان الفارق شاسعاً بين الفقرات شعرت بامتحان جديد يجب اجتيازه».
الهدف من تلك التجارب والأساس من هذه المناسبات بالنسبة للشاعر أنها: «تعمل على إدخال الشعر العامي أو الزجلي إلى نطاق المدينة، ونرى أنه في كل مناسبة تتفوق وتتحسن عن سابقتها».
كعادته غازل المرأة وكان في الأمسية أكثر اندماجاً وأعمق إحساساً وعن سبب ذلك أوضح ديب أنه: «أصبحت متأكداً، أن القصيدة الغزلية لا تُــصنع نتيجة التمكن من النظم، بالفعل، إذا امتلأت الحياة بالظل المؤنث كانت القصيدة الغزلية رطبةً خفيفة محبوبة، وعدا ذلك ستكون القصيدة شيئاً آخر بعيداً من الغزل، وأعتقد أن اليوم كان هناك بعض من القصائد الرطبة، باختصار أصبح عمري ٣١ عاماً».
أما عن طرحه كتاب «الميزان» خلال الأمسية وهل سيكتفي بذلك أم سيوقعه بشكل خاص وأوسع قال ديب: «الأمسية لم تكن مخصصة لكتابي الجديد الميزان ولكنني قد تسلمت بعض النسخ منذ عدة أيام فوضعتها على هامش الأمسية، ولا أعتقد أنني سأقيم له حفل توقيع هذا العام ولكنه سيرافق جميع أمسياتي».
وعن الجديد الذي يحمله كتاب «الميزان» بيَّن ديب: «الجديد على الصعيد الشعري قد يلحظه المختصون، على حين الجديد على صعيد «بحث» الميزان في نهاية الكتاب، هو التجرّؤ والحديث عن التباسات الأوزان في الشعر الزجلي وتشخيصها لإنهاء كل فوضى النقاشات التي تتكرر شهرياً عشرات المرات على صفحات رواد هذا النوع من الشعر، وتكلمت أيضاً عن رؤيتي بالتعامل مع الوزن، ولم أتوسع في ألف باء الأوزان لأنها أصبحت كثيرة الانتشار وبديهية وتكرار الكلام عنها سيجعل هذا البحث نسخة عن عشرات المواضيع السابقة، لذلك تفاديتها وتكلمت عمّــا بعدها».
كعادتها دمشق وسورية لها مكانة خاصة في شعر ديب حيث قال: «أفتخر أنني أنتمي إلى مجموعة من الناس ما زالت تشعر بالنشوة والفخر اللاإرادي كلّما ذكرت كلمات مثل «النشيد، التراب، الأرض، العلم» وما شابه، على الرغم من كل المتغيرات والمآسي».
وعن الجديد الذي حملته الأمسية أفاد ديب: «الجديد في أمسياتي كل هذه الفترة هو القصيدة الافتتاحية الطويلة على قافيتين فقط، وهذا النوع من النظم اندثر منذ أكثر من ستين عاماً ولي في هذا النهج ما يقارب ٦ سنوات، أما الجديد في هذه الأمسية فهو الأداء المباشر الخاضع للإيقاع مع الموسيقيين المحترفين في الفقرة الأخيرة».

زجليات
وكْتار قالولي شو صرلك يا شفيق
هاجرت من منبر صنعتلو البَريق
أقنعتنا قبل الظروف المربكة
نْحب الزجل، ونْساند الفنّ العريق
قلتلهن: هالفارس الما بيشتكي
غبّ المحيط ووسّع (تنعشر) مضيق
لا تحاججوا الفارس بأصغر معركة
ولا تفاوضوا اللي بلّ ريق، يبلّ ريق
كْتار ظنّوا تفكفكت هالمملكة
والدّيب حلمو صار بالعجقة غريق
نسيوا اللي عندو ألف خطوة مْباركة
لا بيفزع النّار ولا بيخاف الحريق
أحيان بتكون الصّداقة مَضحكة
وأحيان بتكون الصّداقة عالغميق
وان كان قانون الفريق مْشاركة
ما في حدا فهمان بيشارك فريق
واليوم موعد عيد ميلادي الذكي
خاوى صديق، وبس عن حق وحقيق
ما جيت عيّد بالكلام وبالحكي
اليوم جايي عيّد بْمولد صديق

علم مراقبة الخطوات
بينما يعبر أيمن الذهبي عن الشعر بتلك الطريقة قائلاً: «الشعر هو كالرقص والحديث عنه هو علم مراقبة الخطوات وأنا أحب الرقص دون أن أفكر بحركة قدميّ، لأنني مجرد أن أفكر بحركتهما سأفقد توازني، فلذلك أترك القلم يسترسل وحده لتخرج الفكرة بطريقة أدبية سواء كانت موزونة أم لا، فهناك شيء يسمى الشعر الحر، وموجودة عند كل شاعر حتى نزار قباني كان لديه شعر غير موزون، وأنا أعتبر نفسي من مدرسة نزار».
الشعر ينطق عنده حينما يتأثر بموقف ما لتفيض مشاعره حيث قال: «ألجأ للشعر عند تأثري بحدث أو موقف معين تفيض مشاعر معينة، وألجأ للقلم والورقة وأنزوي لنفسي وأترك الفكرة تتبلور وحدها».
الشعر كما يقول الذهبي فهو يشكل كل شيء في حياته، وسبق له أن كتب أغاني عديدة غناها عدد من الفنانين في الوطن العربي، وعن جديده قال الذهبي: لديّ 3 دواوين سابقة إلا أنني: «سأوقع قريباً كتاباً بعنوان «صاحب الجلالة» ويعني ذلك الحزن الذي يتربع على حياتنا بعد الحرب التي مرت علينا وجعلتنا جميعنا لسنا بخير وأثرت في كل شاعر وفنان وبكل سوري ووطني».

لست أنا
ومن بعض ما جاء في شعره: قصيدة «لست أنا» أتعبني رمشك سيّــدتي.. صبّ الزيت على النار.. أرسلت لك أزهار الحب.. والقلب منتظر لاهٍ.. فلو تعلمين مرارة الانتظار.. أتعبني حبك سيدتي.. أكثر من تعبي من أي جرح.. من أي همّ، من أي دوار.. لي فخر بصدك وباسمك.. لي فخر بصوتك وبحبك.. ولي فخر بهيامي.. فأنا من بدء التكوين أحببتك.. ولا أظن أحداً أحبك كل هذا الحب.. ولا أظن أحداً أحبك وعظم اسمك ومجده.. تمجيدي.. فانصفي هذا القلب.. وطمئني شوقي، واطفئي ناري».

شاهد أيضاً

ماهي حقيقة عودة “حنان الترك” إلى التمثيل؟

شام تايمز – متابعة تحدثت المخرجة “منال الصيفي” عن الأخبار التي تحدثت عن عودة الممثلة …