حطّت كاميرا المخرج باسل الخطيب رحالها مؤخراً في كنيسة الزيتون في دمشق لتصوير المشاهد الأخيرة من العمل التاريخي الأضخم في إنتاجات المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني «حارس القدس» عن نصّ الكاتب حسن م. يوسف، وذلك بعد جولتها لأشهر عدّة في محافظات سورية عدّة.
مخرج العمل باسل الخطيب أوضح في تصريح صحافي له أن العمل يتحدّث عن سيرة المطران الراحل هيلاريون كبوجي الذي تميّز بمواقفه الوطنية والنضالية على مستوى العالم العربي، خصوصاً القضية الفلسطينية ما جعل من حياته أشبه بأسطورة بما تضمنته من مواقف مشرفة وأصبح يمثل نموذجاً لرجل الدين الحقيقي المعبّر عن جوهر الإيمان في محبة الوطن والحقّ والخير.
ولفت الخطيب إلى أن العمل يمتد على مساحة تاريخية كبيرة تبدأ من عام 1933 حتى عام 2017 إضافة إلى أحداث عاصرها المطران كبوجي من النكبة والنكسة وحرب تشرين التحريرية، إضافة إلى أحداث لبنان وبعدها الحرب على سورية مشيراً إلى أن كبوجي ظل يناضل من أجل وطنه سورية حتى عندما كان منفياً في إيطاليا داعماً شعبه وجيشه ووطنه.
وعن أهم الصعوبات التي واجهها العمل أوضح أن إخراج أي عمل درامي تاريخي يواجه صعوبة إيجاد أماكن التصوير التي يجب أن تكون قريبة للواقع ولا سيما إذا كان العمل يحمل الكثير من الأحداث والأزمان، ما تطلب فترة تحضير شاقة ومتابعة حثيثة لأدق التفاصيل لتخطي كل العقبات.
الخطيب الذي سينتهي من التصوير الأسبوع المقبل أوضح أن الاتفاق مع مؤسسة الإنتاج تضمّن تصوير فيلم مع المسلسل، حيث ستكون مدة الفيلم ساعتين مع إمكانية ترجمته ليعرض في أنحاء العالم.
النجم رشيد عساف الذي يجسد شخصية المطران كبوجي أوضح أن تأدية الفنان لشخصية حقيقية هو أمر صعب ولا سيما مثل شخصية المطران التي وصلت إلى مرحلة الأسطورة وهي شخصية معاصرة استطاع صاحبها تجسيد حالة المقاومة الحقيقية والنضال الذي سيبقى في الذاكرة..
مدير عام مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني زياد الريس، لفت إلى أن شخصية المطران كبوجي ذات بعد قومي ووطني ناضلت وضحت بحياتها لأجل قضية قومية ومبدأ الحق وتستحقّ أن تقدم في عمل درامي ضخم يتناول حياتها نصرة للحق، ودعماً لقضية القدس، معتبراً أن أهمية العمل أنه الأول من نوعه عربياً الذي تناول شخصية رجل دين مسيحيّ ناضل لأجل القضية الفلسطينية.
وأضاف: العمل يعتبر بصمة للدراما العربية والسورية وإضافة حقيقية لمسيرة المؤسسة التي تسعى لتكريس هذا النهج ضمن مشروع خبز الحياة للإضاءة على مثل هذه الشخصيات التاريخية التي نستخلص منها العبر، حيث سعت المؤسسة بكل الوسائل لتجاوز الصعوبات الإنتاجيّة بهدف إنجاح العمل.
أما الفنان أمير برازي الذي يجسد شخصية الأب بطرس فبيّن أن دوره في العمل محوري لكونه يجسد شخصية دينية كانت موجودة مع المطران كبوجي أثناء وجوده في مدينة القدس المحتلة. وهي مرحلة كانت حساسة ومهمة في حياة المطران معبراً عن أهمية العمل باعتباره وثيقة تاريخية للأجيال المقبلة.
ويرصد العمل سيرة المطران كبوجي المولود في حلب عام 1922 الذي أصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965 حتى اعتقله الاحتلال «الإسرائيلي» عام 1974 بتهمة تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية ليبعد إثر ذلك إلى روما ويقضي ما تبقى من حياته فيها دون أن يتخلّى عن دوره الوطني والديني المقاوم للاحتلال والداعم للقضية الفلسطينية ولوطنه سورية حتى رحيله عام 2017.
يشارك في بطولة العمل كل من الفنانين صباح الجزائري وسليم صبري ونادين قدور وسوزانا الوز وربا الحلبي وسوسن أبو عفار وجيما دريوسي وجمال نصار وآخرون.