هناك قلوب طيبة تشعر بأحزان الآخرين ولا تتخطاها، بل تفكر وتعمل كيف تخفف من الحزن وكيف تمسح لوعة الألم..فكانت المبادرة الجميلة والفكرة الخلاقة التي رسمت الفرح على الشفاه وبدأت ببث الأمل في القلوب لتكون البصيرة بدلاً من البصر.
بدأت الحكاية من عينين تبصران أكثر من الظاهر لشابة جميلة فكرت بمبادرة من القلب للقلب تقوم على تسجيل الكتب صوتياً للمكفوفين وضعاف البصر.. وانطلقت بها، وبدأت نور قاسم بنشر فكرة المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي في الرابع من تموز عام 2016.. ثم بدأ العمل على التسجيل وتوزيع المهام بين المتطوعين في الأول من الشهر التاسع لتبدأ الإنطلاقة الفعلية في نشر أول تسجيل في الثالث والعشرين من الشهر ذاته.. ووجدت المبادرة قلوباً جميلة فكبرت وتوسعت إلى أن بلغ عدد المتطوعين عشرين متطوّعاً.. وهو كل يومٍ في ازدياد.
المبادرة اختارت الإنسان الضرير إيماناً بقدرته وعلمه ومَلَكَته وتعتمد في مضمونها على تسجيل الكتب صوتياً للمكفوفين وضعاف البصر بما في ذلك المقررات الجامعية والمناهج الدراسية في إطار مساعدة هذه الفئة وتمكينها لبناء الحياة والإسهام في تعزيز الجمال والإبداع عبر ترميم حاسة البصر المفقودة بحواس تفيض بالأمل والجمال.
الكثير من الأشخاص ترددت أسماؤهم على الألسن.. تركوا بصمات واضحة في مسيرة الفكر والحضاره.. حفظهم التاريخ وخلّد إنجازاتهم.. فقدوا لكنهم كانوا أقوياء.. أثبتوا بكلّ حبّ تمسكّهم بالحياة.. فامتلكوا ملَكتهم الخاصة.. فكانوا أنموذجاً للاستمرار ودليلاً على أن الإعاقة لا تشكل حاجزا فعلياً أمام العقل والفكر…

يسرى المصري