خضر الماغوط: القصة القصيرة جداً أقدر على الوصول إلى المتلقي ومعالجة قضايا المجتمع

تعتبر القصة القصيرة جداً من الأجناس الأدبية الوافدة حديثاً في الساحة الثقافية السورية حيث يعد القاص خضر الماغوط واحداً من أهم كتاب هذا الفن لما تتسم به نصوصه من اختزال ودهشة بالقرب من قضايا المجتمع والناس.

القاص الماغوط أوضح في مقابلة مع سانا أنه اختار هذا النوع الأدبي لأنه أسرع في الوصول إلى القارئ فهو حدث وحيد بزمن واحد وبكلمات قليلة ومكثفة يصل إلى المتلقي بسهولة ودون تكلف وجهد أما القصة الطويلة فتحتاج إلى تركيز ووقت أطول.

ويؤكد الماغوط أن هذا النوع موجود في أوروبا منذ أيام انطون تشيخوف وغيره من الأدباء الروس الذين قدموا نصوصاً قصيرة لم تصل إلينا كما وجد في دول أوروبية أخرى معتبراً أن الأم الحقيقية لها هي الطرفة حيث ترك لنا إيسوبو اليوناني أمثولات قريبة من القصة القصيرة جداً على ألسنة الحيوانات أما بالنسبة للأدب العربي فيعتبر الجاحظ في كتاب البخلاء أول من كتب النص القصير إضافة إلى حكايات التراث العربي مثل أشعب وجحا.

كما أوضح الماغوط أن تلك الحكايات قصص قصيرة جداً تتشابه معها في عنصر الدهشة وعامل انتظار القفلة ولكنها تختلف بأنها مجهولة المؤلف أو متعددة المؤلفين وتناقلها الناس عبر العصور.

أما شروط هذا النوع الأدبي فبين الماغوط أنها تتلخص بالاختزال والتكثيف والبعد عن الحشو وكل كلمة فيه لها موقعها وسبب وجودها إضافة إلى عنصر المفاجأة بقفلة غير متوقعة ولكنها تخدم القصة وهي أحد أهم مكوناتها أما العنوان فيجب ألا يشرح القصة بل أن يحمل عنصر الدهشة.

وهذا النوع من الأدب برأي الماغوط يصلح لكل هموم الحياة خاصة القضايا الاجتماعية إضافة إلى الهموم الوطنية والإنسانية والاقتصادية وسواها وهو يحتاج إلى مقدرة عالية لتناولها لذلك يقل عدد كتابها لأن القاصين يفضلون القصة القصيرة العادية التي تترك لهم المجال الأوسع لشرح فكرتهم.

كما أن القصة القصيرة جداً بحسب الماغوط لا تعطي الحل الكامل للمشكلة المطروحة ولكنها تترك باب الاحتمالات مفتوحاً للمتلقي لكي يحلل ويفكر وربما تحتمل أكثر من معنى وطريقة للفهم مشيراً إلى أن هذا الفن يتقاطع مع الدراما في اللوحات القصيرة.

ويشير الماغوط إلى بروز عدد من كتاب القصة القصيرة جداً في سورية خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات ثم حصلت قطيعة بينهم وبين هذا النوع الأدبي.

وحول تجربته الخاصة في فن القصة القصيرة العادية أشار إلى أنه حافظ على بعض العناصر المتقاطعة مع القصيرة جداً مثل الحدث والزمن الواحد وعدم تشتيت المتلقي في المعنى رغم أن النقاد لفتوا إلى أن هذا النوع رغم طوله النسبي يمكن أن يوضع تحت بند القصة القصيرة جداً.

وعن نتاجه القصصي تحدث الماغوط عن مجموعتيه “سيف من ورق” و”حفل ديمقراطي” قيد الطباعة اللتين احتوت كل واحدة على حوالي 150 نصاً ضمن 150 صفحة عالج فيهما قضايا اجتماعية بأسلوب ساخر كما تعالجان القيم الاجتماعية الفاسدة والفساد الإداري وترصدان حياة الإنسان في الأسرة والشارع والمدرسة والعمل.

بلال أحمد

شاهد أيضاً

إلينا بيسكوبيا أول امرأة تحصل على الدكتوراه في الفلسفة بالعالم

شام تايمز – متابعة إلينا كورنارو بيسكوبيا والتي تعرف باسم هيلين كورنارو “5 يونيو 1646 …