حال الناس لا يسر الخاطر, ولسان حالهم بات عاجزاً عن الكلام وبات لا حول ولا قوة له وقصير اليد أمام حاجات أسرهم المتزايدة ومتطلبات أطفالهم.. حتى مبادرات التدخل الإيجابي التي تتخدها الحكومة لتوفير السلع الغذائية بأسعار مقبولة أمام توحش بعض التجار الذين لم يتورعوا عن مد مخالبهم الحادة إلى جعب الحكومة وتدخلها الإيجابي بطرق شتى من خلال بث سموهم وسماسرتهم في صالات ومنافذ بيع السورية للتجارة التي أخذت بالتوسع والانتشار في مختلف المدن والقرى وباتت لاعباً مهماً في توفير السلع والحاجات المعيشية للمواطن واللجوء إلى استجرار هذه السلع بأسعارها وطرحها وبيعها في أسواقهم وخاصة المواد المدعومة من الدولة من السمون والزيوت والسكر التي استطاعت أن تكسر احتكارهم لها وتوفرها بأسعار منافسة.
هذا التدخل الإيجابي اليوم وأمام تغيرات سعر صرف الدولار صعوداً بات يواجه تحدياً وعربدة غير مسبوقة من قبل حيتان السوق المتضرر الأول من توسع نشاط الدولة وتدخلها الإيجابي وقد بلغ الجشع لديهم مبلغاً إذ «بلغ سيلهم زبى المواطن» ضعيف القدرة الشرائية أمام تدني أجره ودخله المحدود, وراح بعضهم يثير الشبهة ويطعن بما تقدمه مؤسسات الدولة من سلع عبر تدخلها الإيجابي لإساءة السمعة إلى بعض منتجاتها على أنها فاسدة وخصوصاً اللحوم منها عبر المتضررين منهم وللأسف أخذت بعض اجتماعات المعنيين بتبني هذه الإساءة وتوسيع دائرة الاتهام بسلع ومنتجات صالاتها ولاسيما اللحوم منها بعد أن نبتت للخروف ولحوم العواس أجنحة وحلقت بأسعارها بعيداً وتوفرت في صالات المؤسسة بسعر منافس لهم, ما يحتم على وزارة التجارة الداخلية توسيع رقابتها وتفعيل قروض السورية للتجارة ولاسيما قرض 300 ألف ليرة الذي مازال حبيس أدراجها ولم يرَ النور كإحدى أدوات التدخل الإيجابي التي أعلن عنها ولم تفعّل من شهور.

معذى هناوي