من وحي حضارتها يأتي مهرجان “أوغاريت الوطن الأم” الذي تقيمه جمعية أصدقاء أوغاريت بالتعاون مع وزارة الثقافة بالمتحف الوطني غنياً بالفعاليات الثقافية من معارض فنية وعروض مسرحية وسينمائية وموسيقية إضافة إلى الندوات الفكرية.
المهرجان يمثل استمرارية لمهرجان ملامح أوغاريتية الذي انطلق عام 1999 واستمر لغاية عام 2010 على مدى تسع دورات ليشكل في وقتها أحد أهم الفعاليات الثقافية باللاذقية كما يوضح المشرف على المهرجان سجيع قرقماز مشيراً في تصريح لـ سانا إلى أن المهرجان يقدم أوغاريت “كحالة مسرحية وفنية متنوعة وميثولوجية واقتصاد نحاول من خلاله أن نلم بملامح عامة عن هذه الحضارة بما فيها من ثقافة وفن وملامح وأساطير لتقديم مادة ثقافية جيدة لجمهورنا”.
رئيس جمعية أصدقاء أوغاريت الباحث الموسيقي زياد العجان لفت إلى أن الجمعية تأسست في العام 2007 بهدف التعريف بحضارة وإرث أوغاريت من خلال الأنشطة الثقافية والفكرية والاجتماعية وتسليط الضوء على دورها الريادي في الحضارة الإنسانية.
مدير الثقافة مجد صارم رأى أن حضارة أوغاريت الممتدة بالتاريخ منذ آلاف السنين وبرغم كل الحروب ما زالت باقية والمهرجان بفعالياته المختلفة يأتي من وحيها ما يؤكد أن الحضارة السورية أصل الحضارات الإنسانية وهي عميقة ومتجذرة في نفوسنا.
النحات محمد بعجانو المشارك في المعرض الخاص بالمهرجان قال: “نحاول من خلال المهرجان أن نبني ثقافة التعريف بحضارة أوغاريت التي تعني لنا الكثير كسوريين.. فضلاً عن كونه مناسبة لتوجيه التحية والوفاء لكل من قدم شيئاً لهذا البلد وإعادة ذاكرة مجتمع حتى لا يكون عرضة للنسيان”.
المهرجان الذي انطلق مساء أمس وتمتد فعالياته على مدى خمسة أيام يتضمن معرضاً فنياً للتصوير الزيتي والضوئي وأعمالاً نحتية لنخبة من الفنانين منهم نزار صابور ومصطفى علي وعلي مقوص وسموقان ومحمد بعجانو ونزار علي بدر وهيثم شكور ومنذر مصري وهيشون وبولس سركو ولينا ديب ورانيا كرباج وحسن حلبي وجابر أسعد إضافة لقيس محجازي وسري حداد ومنير كباس وعبدو أنبيعة.
كما يشهد المهرجان عرض العمل المسرحي رسالة سلام إعداد وإخراج لؤي جميل شانا إضافة إلى محاضرات لباحثين حول أوغاريت تضيء على بعض من جوانب الحضارة الأوغاريتية كالمعابد والتاريخ الأيقوني للآلهة عشتار والمرأة بمشاركة زهوت منلا وجمال حيدر وسجيع قرقماز وفراس سواح وبسام جاموس وصفوان سلمان ليختتم المهرجان بزيارة للموقع الأثري لمملكة أوغاريت في رأس شمرا.
فاطمة ناصر
سانا