على مدى عشرة أيام ضم بهو المتحف الوطني باللاذقية ملتقى “زكريا شريقي” للفن التشكيلي بمشاركة مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين أرادوا من خلال أعمالهم تكريم الفنان زكريا شريقي الذي تميزت مسيرته بالغنى في مجالات الفن والآدب.
الملتقى جاء ضمن اهتمام وزارة الثقافة بتكريم القامات الثقافية في المجالات المختلفة وتعريف الأجيال الشابة بها وهي لا تزال مستمرة بالعطاء وفق مدير الثقافة مجد صارم الذي أوضح في تصريح لـ سانا أن هذا الملتقى سيكون تقليداً سنوياً يحمل في كل دورة اسم فنان تشكيلي من محافظة اللاذقية له بصمته وأثره في الفن التشكيلي في سورية عامة واللاذقية بشكل خاص.
بدوره رأى الفنان شريقي أن الفن يمثل ذاكرة الحضارة في كل مكان ولولاه ما عرفنا عن أجدادنا شيئاً.. وهو الوسيلة للتعبير عن واقع معاش أو نطمح إلى أن نعيشه معبراً عن سعادته بالتقاء الفنانين ضمن أجواء من المحبة والسعادة وبالأعمال التي قدمها الفنانون الذين قدموا أجمل ما عندهم.
الفنان محمد بدر حمدان المشرف على الملتقى أشار إلى أهمية مبادرة وزارة الثقافة في إقامة مثل هذه الملتقيات لما لها من أهمية لإعلاء قيم الثقافة والفن بالمجتمع وخاصة مع إقامة الملتقى في المتحف الوطني حيث امتزج الفن بالمعالم التاريخية في المكان ومع وجود فنانين عملوا بمحبة وإحساس ليقدموا أعمالاً مليئة بالقيم الجمالية والثقافية من إحساسنا.
وشكل الملتقى بالنسبة لأغلب الفنانين المشاركين فرصة للتعارف ومساحة جميلة للنقاش والحوار في فضاءات الفن التشكيلي ونافذة على كيفية ومراحل إنجاز العمل الفني لطلاب مراكز الفنون التطبيقية والتشكيلية في الوزارة الذين زاروا الملتقى.
الفنان التشكيلي نذير تنزكلي اعتبر أن الملتقى يسهم في نشر ثقافة اللوحة وثقافة الفن التشكيلي كحياة يومية لافتاً إلى التفاعل الإيجابي مع نشاطات الملتقى ومنها مشاركة الأطفال بأعمالنا لتصبح جزءاً من العمل وهو ما خلق حالة من تواصل الفنان مع محيطه لتكون اللوحة جزءاً من الحياة وليست عبارة عن تابلو للعرض وتأطير لأفكار معينة.
الفنانة رادا حميدوش أشارت إلى أن الملتقى فضلاً عن أنه يذكر بأسماء فنانين كان لهم حضورهم وبصمتهم على الساحة الفنية فهو أيضاً يمثل استمرارية للفن وفرصة للتعرف على فنانين آخرين والاستفادة من خبراتهم بينما رأى الفنان حمود سلمان ابن محافظة الرقة أن وجود الملتقيات أمر في غاية الأهمية بعد سنوات الحرب الطويلة التي تعرضنا لها على أمل أن تعود إلى كل منطقة في سورية ومنها الرقة.
وضمن فعاليات الملتقى أقيمت ندوة بعنوان “زكريا شريقي نموذجاً” حيث قدم الفنانان التشكيليان أنور الرحبي وأحمد عساف مداخلتين عن الموضوع وفي ختام الندوة قدم مدير الثقافة درعاً تكريمياً للفنان الكبير.
يذكر أن الكاتب والفنان التشكيلي زكريا شريقي ولد في اللاذقية عام 1940 يحمل إجازة في الحقوق.. شغل منصب رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية وسفير سورية لدى جمهورية الصين الشعبية وله العديد من المؤلفات الأدبية والدراسات وأقام ثمانية معارض فنية شخصية وله مشاركات في معارض داخل وخارج سورية.
فاطمة ناصر