اعتقد أن ذلك ناتج عن تجارب سابقة ابتلعت فيها هذه الوزارة أو تلك، وهيمنت على عملها وقلصت صلاحيات العاملين فيها.. تم دمج وزارة «التموين» ووزارة الاقتصاد بوزارة جديدة هي وزارة الاقتصاد والتجارة، وبعد فترة تجريب فاشلة تم فك التلاحم وإنتاج وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.. وصلنا إلى ما هي عليه بعد سلسلة دمج لمؤسسات تموينية فقدت أولاً بعضاً من ألقها في وزارة الاقتصاد.. ثم فقدت القسم الآخر من هيبتها في رحلة الدمج التالية.. وأخيراً الثالثة.. لا شك في أن الدمج.. لو تم بناؤه بشكل جيد بعيداً عن التسرع قد ينتج عملاً إيجابياً.. نخص وزارة التموين لأنها أكثر الوزارات التي تعرضت (للاعتداء بالدمج) هي ومؤسساتها.. ماذا اختصرنا.. وحققنا فوائد مثلاً من دمج الخزن والاستهلاكية غير توريث السورية للتجارة 23 مليار ليرة خسائر وديوناً ومئات الأطنان من المواد الفاسدة ومنتهية الصلاحية.. وأطناناً من القرطاسية لم يتم تسويقها حتى الآن؟.. وبرغم ذلك فإن المؤسسة الوليدة قامت هذا العام بشراء كميات من القرطاسية يمكن أن تتعرض للتلف قبل تسويقها.. في حالات دمج كثيرة كان السبب فيها إبعاد شخص ما عن الواجهة لتغطية ارتكاباته.. وهذا ذاته ما يدفعنا للخوف في عملية الدمج الأخيرة (السورية للأقماح).. «الله يستر»..!!
عندما تم دمج وزارة البيئة بالإدارة المحلية.. ابتلعت البيئة وضاعت كل خطط الوزارة بعد وأدها لمصلحة الإدارة المحلية.. و(نحصد) النتائج في مكبات القمامة ومعالجتها.
هذه مقدمة لخشيتنا على البحث العلمي بعد (التهامه) بوزارة التعليم العالي.. خاصة أنه أي البحث العلمي في صلب التعليم العالي ووجود معاون للوزير لشؤون البحث العلمي ونواب لرؤساء الجامعات بهذا الشأن خير دليل على أن البحث العلمي هو في، ومن صلب التعليم العالي.. ينقبض قلبي لأن المقدمات التي ذكرناها.. أدت إلى النتائج التي خشيناها.. ونخشاها الآن…!.

سلمان عيسى