من وحي تشرين
آتٍ من الشّوقِ مشتاقاً لمن ركبا موجَ البطولةِ ميّاساً بها طَرِبا
وهجّ من الحبَّ في الأعماق يدفعني كيما أُقَضَّي إليها واجباً وجَبا
هذي هي الشّامُ في شعري تعاتبهُ ما قيمةُ العِشقِ إن لم يَقْبَلِ العَتَبا
هذي هي الشّام في صَدْري وورْدَتُها تعانِقُ الرُّوح والأحلامَ والعصبا
ما مرَّت الشَّامُ في شعري بلا سببٍ وإنها اليوم صارتْ للشّذا ســببا
هي الحبيبـــةُ كـــــم غَنَّيْتُها أدبـــــاً وكم نسجتُ لها من وهجها الأدبا
فاخرتُ فيها جموع الناس قاطبةً فالمجد في الشّام في أيامِها انسكبا
قلبي مع الشّام أحياها وقد رفضتْ خطَّ العمالةِ واختارتْ ضروب إبَّا
عودوا عن الشام لا جدوى لمن حلموا برجعةِ الشـام عن دّرْبٍ لها كُتبــــــا
تشرينُ قبلَــكَ ما لوَّحْتُ أشرعتي ولا اعترفتُ بأني صِرْتُ مُغتربا
أخشى الرحيلَ فهل تدري لنا سبباً إني تركتُ شراعَ الشعرِ مُنتصبا
رجعتُ آخذُ من تشرين تذكرتي فبعدَ تشرينَ أضحى قحطنا خَصِبا
وقبلَ تشرين لم ألعبْ على بردى ولا عتبتُ ولا أحببْتُ من عَتَبــــــا
وبعد تشرين قد أرجعتنَي وطناً وقبل تشرين كنتُ الموطن السّــُلِبا
وكنتُ أكرهُ أن ألقاكَ منزعجاً الآن أعْبُدُ فيك الحُلْمَ والغضـــــــبا
نضاُلنا الحقُّ أن نرقى بوحدتِنا ونُرجع الأرض من باغِ لها اغتصبا
أسلست قيدَكَ يا بن الشعبِ فانطلقتْ تُعانق الشّمـــــسَ والآمالَ والسُّـــحبا
يا أُختَ خولةَ يا سمراءُ ليت يدِيْ تكونُ سيفَكِ مســــلولاً ومنتصــــــِبا
مُرَّي على الشّمس كوني وهْجَ طلعتِها وجاوري الريحَ والجوزاءَ والشُّهبا
وأمطري البعثَ في عليائهِ قُبُلاً يا عِزّةَ البعثِ في تشرينَ كَمْ وهبا
بشارُ يَقْبِسُ من هديٍ ومن قيمٍ ليســـتعيدَ لنا الحــقَّ الذي سُــــــلبا