غريب.. قبل أن تلدني أمي كانت أسرتي تزرع الفول السوداني، تقلعه (تشفطه) تيبسه، وتبيعه لشركة عامة.. وكان المرحوم والدي يخصص مونة منه، ويوزع لأصدقائه وأقاربه.. وكل أهالي قريتنا والقرى المجاورة يزرعون الفول السوداني ويكثرون من تناوله، مشوياً ومسلوقاً ومحمصاً ونيئاً أيضاً
والأغرب أن كل (شباب) عائلتي صلعان، حتى خالي رحمه الله كان أصلع إضافة إلى أن عدداً من رجال القرية صلعان أيضاً، والتجاعيد في وجوههم مثل جداول الماء التي تحدثها الينابيع بعد موسم الأمطار، أما عن المرارة المحصاة فقد زرت في المشافي عشرات الأقارب والأصدقاء الذين (تفنن) الأطباء في استئصال مراراتهم (بالتنظير) أو الجراحة..!!
أحسست لحظة بأن هذه الوصفات التي يتم تسويقها على أنها مجربة مثل بعض تقارير التفتيش (مظبطة) فهي لا تدين فاسداً ولا تعيد مالاً مسروقاً إلى الدولة تماماً مثل التقرير(اب 22 / 1 / 10 / 4) تاريخ 3 / 1 / 2016 المعد عن المخالفات المرتكبة بخصوص توزيع المحروقات في طرطوس.. هذا التقرير طالب باسترداد أكثر من 141 مليون ليرة، ودعاوى، وكف يد وقضايا جمركية لأكثر من مليون ليتر مازوت في خبر كان.. هكذا حوله المال الفاسد من حجة على الفاسدين إلى تشكيل لجنة، وثانية طار المال وما زال الجناة يختالون ليس في طرطوس فقط، بل هناك غيرها الكثير وفي قضايا مشابهة ومختلفة أحياناً ،أو مثل بعض القرارات الإدارية التي يصدرها السادة المديرون لتلبية بعض المتطلبات، ثم تطوى، وتباع الأوراق لمحلات الفلافل..!

سلمان عيسى