لوحات متنوعة برؤية غير تقليدية وبتشابكات لونية مميزة رانية الألفي: اللوحة هي التي تحدد ما ستؤول إليه النهايات

تنوعت لوحات الفنانة رانية الألفي التي ضمها المعرض الذي افتتح مؤخراً في صالة الفنون التابعة لفرع اتحاد التشكيليين في حمص، في أحجامها وموضوعاتها، بين البورتريه والثنائيات (رجل وامرأة)، وهي لوحات منسوجة بمشاعر عدة، لا تخفي خيوط الحرب وما عاشته الفنانة رانية في مدينتها، فبعض اللوحات جاءت بألوان داكنة تشي بالحزن الذي في داخل الشخوص وآلامها، وتفصح عن الارتباك والحيرة والتأمل وربما تكون نعياً للأمل، وتكرار لوحات الوجوه المكتنزة بالألم لا يعني التكرار في طريقة عرض عناصر اللوحة، وإن ظل ما يجمعها الأسلوب والمناخ العام لها.
والأسى في لوحات البورتريه لم يمنع الفنانة من تقديم لوحات، فيها شخوص ضمن البيوت القديمة التي زادت الحرب من دمارها، فاستعادتها في لوحات لونت فيها أقواسها وقناطرها وحَنِيَاتها بألوان مزدهية مشرقة ربما تريدها أن تبقى هكذا في أذهاننا، بمعنى أنها جاءت لوحات برؤية غير واقعية تقليدية، فزادها ذلك غنىً ورسوخاً في عين المشاهدين.
وعن هذا المعرض وجهّت «تشرين» للفنانة رانية التي شاركت في معارض جماعية وإفرادية كثيرة، داخل سورية وخارجها، الأسئلة الآتية:
• يلاحظ أن بعض لوحاتك التي اشتغلت على تفاصيل البيوت القديمة من دون أن تتخلى عن الشخوص، جاءت بعلاقات لونية خاصة بك وليست برؤية واقعية تقليدية، فهل أنت ضد الواقعية في تناول تلك البيوت؟
•• في اعتقادي أننا كفنانين نحن نتاج بيئتنا التي عشنا فيها وحياة الناس وأسلوب عيشهم، ولذلك تأتي أعمالنا إعادة صياغة للواقع بكل معطياته لكن بصياغة ورؤية خاصة. ولأن الإبداع هو دائماً خروج عن المألوف والمعتاد فسوف يظل دائماً فيه شيء من اللاتقليدي، والبعد عن الواقعية لا يعني أنني ضدها، وإنما محاولة لتقديم رؤيتي الخاصة وبصياغة جديدة.
• غابت ملامح وجوه لوحاتك التي اعتمدت الثنائيات (رجل وامرأة)، ما الذي يفرض غيابها؟
•• هم أشخاص لا على التعيين، بشر يحيطون بنا لهم المشاعر ذاتها التي تنتابهم في كل يوم، من حالات (حب، انتظار، شوق، خذلان….) وينظرون إلى القمر ويشتاقون لحبيب غائب أو أخ مهاجر… إلخ. فالوجوه ذاتها، والشخصيات ذاتها، تتكرر كل يوم والمشاهد ذاتها، نراها برغم محاولتنا تجديد حركتنا، وهذا ما حاولت استلهام بعض منها في لوحاتي.
• كيف يمكن النأي عن التكرار في تقديم لوحات ذات فكرة واحدة كرصدك حالات الثنائيات؟
•• عندما أرسم لا أفكر كثيراً في الموضوع الذي سوف أطرحه بل أضع لوحتي الحبيبة وأرسم بالألوان مباشرة وبحرية مطلقة وأنا مملوءة بشحنات عاطفية كبيرة ويكون حاضراً في ذهني الإنسان كقيمة عليا من دون التعصب لأي اتجاه أو مدرسة واللوحة هي التي تحدد ما ستؤول إليه النهايات.
• ما الذي يحدد عادة حجم اللوحة فالبورتريه جاء في بعض لوحاتك بحجم صغير نوعاً ما وإن لم تتخل عن جمالياتها؟
•• نعم هناك بعض البورتريهات رسمت على أحجام صغيرة وبعضها الآخر رسم على حجم كبير، إذ لا شيء يحدد حجم اللوحة، وصدقاً، تنفيذ اللوحة الصغيرة يأخذ مني جهداً أكبر من تنفيذ اللوحة الكبيرة، ولكني أرسم على اللوحة المتوافرة حينها.
• ما الذي منحته لك الجوائز التي نلتها؟
•• بالتأكيد.. الجوائز كانت حافزاً لي لأثبت جدارة أكثر وأسعى دائماً لأستحقها.

شاهد أيضاً

“مرام علي” أم لطفلين في “امرأة”

شام تايمز – متابعة بعد التجربة التي خاضتها الفنانة في مسلسل “الخائن” والنجاح الكبير الذي …