شام تايمز_ حلب _ أنطوان بصمه جي
شهدت مدينة حلب انطلاق الدورة الجديدة من مهرجانها المسرحي، حيث قدم مسرح حلب القومي عرضاً مسرحياً بعنوان “عويل الزمن المهزوم” على خشبة مسرح دار الكتب الوطنية، واستقبل الجمهور الحلبي العرض بحماس كبير، حيث امتلأت قاعة العرض بالكامل قبل بدء العرض.
تدور أحداث المسرحية حول رسام وشاعر يعيشان رحلة حياة مليئة بالتناقضات والتساؤلات، مستكشفين معاً معنى الوجود والحياة والموت، وقد تميز العرض بأدائه المتميز والإخراج الإبداعي الذي استطاع نقل المشاهد إلى عوالم مختلفة.
أكدت مديرة مسرح حلب القومي، رنا ملكي، على أهمية هذا المهرجان في دعم المواهب المسرحية الشابة وتقديم تجربة ثقافية غنية لجمهور حلب، وأشارت إلى أن المهرجان يشمل مجموعة متنوعة من العروض المسرحية التي تناقش قضايا مختلفة، وكشفت عن مشاركة 7 عروض مسرحية تعرض لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان حلب المسرحي بدورته الثالثة في حين سيتكون العرض الثامن هو ضيف للمهرجان وبعد العرض ستعلن نتائج العروض من خلال لجنة تحكيم خاصة مؤلفة من ثلاثة أشخاص وستمنح الجوائز لأفضل عرض مسرحي وأفضل ممثل وممثلة وأفضل مخرج، مبينةً أن العروض تمت قراءتها ومشاهدتها وانتقائها بحيث يمكن إعطاء الفرصة لمخرجين عدة كون مدينة حلب يتواجد بها خبرات مسرحية وإخراجية كثيرة لرفد المسرح القومي بطاقات جديدة
من جهته، أشاد الأديب محمد حجازي، رئيس مجلس محافظة حلب، بالإقبال الكبير على المهرجان، مؤكداً على أهمية المسرح كمنصة للتعبير عن هموم الناس وآمالهم، مما يدل على أن المسرح في حلب ما زال لديه الكثير ليلبي احتياجات الجمهور، وعن النص المسرحي المقدم أوضح أنه يتحدث عن جدلية الحياة والموت والصراع في الحياة منذ الأزل وإلى الآن، وبين أنه نص عميق في حين أن الإخراج إلى حد كبير استطاع أن يوائم ما بين النص وتجسيده على خشبة المسرح. وأن الكادر المسرحي كان يلبي احتياجات النص، لكنه اعتقد أن الرمزية المغرقة للنص كانت تشكل صعوبة بالغة لدى الجمهور لفهم الفكرة المقصودة.
المخرجة والممثلة المسرحية “سندس ماوردي” نوّهت إلى أن العرض يستحق المشاهدة، فمهرجان حلب المسرحي يرتقي دائماً إلى أنواع الفنون عالية المستوى بسبب أن المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة السورية فيتوجب على الممثلين الذين يقدمون أي عمل مسرحي أن يكونوا على مستوى عالٍ من الأداء المسرحي ومن فهم أنواع وقواعد المسرح لأنه لا يحتمل الخطأ.
مخرجة العمل المسرحي “غنوة حيدري” أوضحت أن العمل يندرج تحت العمل الوجودي العبثي الذي يتناول الصراع بين الحقيقة والخيال وبين الحياة والموت، وإحساس الإنسان بأن الحياة طويلة بمدتها وما يقدمه من تعب وانشغالات يومية ويتجاهل الكثير من المحطات المهمة من حيث علاقته مع الأهل والعلاقات الاجتماعية والعمل الكثيف والدراسة والسفر ولا يدرك أن العمر قصير المدة ولا نترك أثر ولا انطباع خاص.
وأضافت مخرجة العمل أن البروفات استمرت ما يقارب 45 يوماً وتحول الفريق لما يشبه معسكر تدريبي خصوصاً في عمليات الإخراج التي يقدر على عاتقها مسؤولية العمل وترك بصمة خاصة في المهرجان.
وبالنسبة لعمليات السينوغرافيا، بيّنت “حيدري” أن المسرح العبثي يعتمد على اللامعقول وغير المرتب بما يخدم العرض المقدم ورؤية الجمهور واستخدام الإضاءة كوجدان في كثير من الأحيان بسبب وجود تنقلات خيالية بين المراحل الحياتية، بالإضافة إلى استخدام رموز كالساعة المعلقة وإطارات الصور الفارغة التي ترمز لأشياء غير موجودة حالياً لكن كان لها أثر في السابق واستخدام الحقيبة التي ترمز للذكريات الإيجابية والسلبية التي يحملها الإنسان بحسب المواقف الحياتية التي يتعرض لها.
الجدير ذكره أن شبكة شام تايمز الإعلامية الراعي الإعلامي لمهرجان حلب المسرحي لعام 2024 بعروضه المسرحية كافة والذي يأتي احتفاءً بأيام الثقافة السورية والتي ترعاها وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات.
وشارك الممثلون محمد سباغ وسلام إبراهيم وعبدو حمال وريما سواس وهيفا حيدر في أداء شخصيات العرض المسرحي وهو من تأليف إسماعيل خلف وإخراج غنوة منذر حيدري.