شام تايمز – جود دقماق
بمناسبة الذكرى الـ 79 لاستقلال إندونيسيا، شبكة “شام تايمز” تعيد نشر المواد التعريفية بأهم المناطق والمعالم السياحية والتاريخية الإندونيسية.
تعد جزيرة بالي واحدة من أشهر الجزر الساحرة، وتُعرف أيضاً باسم “أرض الآلهة”، وتشكل متحف ثقافي قديم في الطبيعة، حيث تحتضن المناظر الطبيعية المتنوعة من التلال والجبال والسواحل الوعرة والشواطئ الرملية وحقول الأرز الخصبة والمنحدرات البركانية، وتوفر جميعها خلفية جميلة لثقافة بالي الملونة والروحية الفريدة من نوعها حيث تمثل الجنة بعينها على الأرض.
تقع الجزيرة في الشمال الغربي للمحيط الهندي (غرب جزيرة جاوة)، وهي الجزيرة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في إندونيسيا، وعاصمتها دينباسار، أكبر مدينة في هذه المقاطعة، والتي تقع في جنوب بالي.
وتبلغ مساحة بالي حوالي 5700 كيلومتر مربع، وهي ثاني أكبر جزيرة في إندونيسيا بعد جاوة، ويعيش فيها حوالي 5 ملايين شخص، وتقتصر هذه الجزيرة على جزر جافا ولومبوك في الشمال، وجزر نوسا تينجارا ونوسا بينيدا في الشرق، وبحر جاوة وبحر بالي في الغرب.
أما بالنسبة للغة، يتم التحدث باللغات واللهجات المختلفة في جميع أنحاء إندونيسيا، ولغة الشعب البالي هي اللغة الأم لبالي والتي تسمى “باسا بالي”، يتحدث معظم سكانها بهذه اللغة وتستخدم في الغالب في مناطق جزيرة بالي، بالإضافة إلى اللغة البالية، تُستخدم اللغة الإندونيسية الرسمية.
وعلى عكس الغالبية العظمى للديانة الإسلامية في إندونيسيا، ما يقارب 83.5% من سكان بالي يدينون بالديانة الهندوسية المحلية والمتشكلة من مزيج من بعض الاعتقادات المحلية والهندوسية الموجودة في جنوب آسيا، حيث تشمل الديانات الأخرى الإسلام والمسيحية والبوذية.
تُعتبر جزيرة بالي واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم، حيث تمكنك من سماع هدير الدراجات النارية في شوارعها، وضجيج الموسيقى الصادر من المقاهي المحلية، لكن يسود الصمت في الجزيرة بأكملها خلال يوم واحد من أيام السنة، وذلك أثناء “نييبي” (Nyepi)، أو ما يُسمى بالسنة الجديدة في بالي.
وخلافاً مع العديد من الثقافات الأخرى، لا يحتفل الهندوس في جزيرة بالي بالعام الجديد من خلال الألعاب النارية أو الحفلات، وبدلاً من ذلك، يلتزم الأشخاص بالصمت لمدة 24 ساعة بدءاً من الساعة 6 صباحاً، حيث يصوم الهندوس في بالي، ويتأملون، ويطفؤون الكهرباء، ويبقون في منازلهم مع عائلاتهم.
يمتد التقويم في بالي لـ 210 أيام، وتوافق فترة “نييبي” اليوم التالي لظهور القمر الجديد للشهر القمري العاشر، ويسبق يوم “نجروبوك” (Ngrupuk) يوم “نييبي”، وتُعرض خلاله دمى وحشية عملاقة تُسمى “ogoh ogoh”، والتي تمثل الأرواح الشريرة، في موكب من قِبَل الأطفال المحليين.
تدهش الثقافة الغنية في بالي الجميع، حيث يؤثر المزيج بين الثقافة البالينية والهندوسية على جميع جوانب الحياة في الجزيرة، وتشتهر بالي بالقطع الفنية الجميلة التي يمكن مشاهدتها في كل ركن من أركان الجزيرة، كما تشتهر أيضاً برقصاتها التقليدية المرحة، بما في ذلك رقصة الكيشاك التقليدية، إحدى روائع الفن الباليني بشكل رقصة ومسرحية موسيقية.
و “الكيشاك” هو أسلوب رقص إندونيسي تقليدي، حيث يتم التوجه إلى شاطئ ميلاستي لمشاهدة العرض مع الاستمتاع بإطلالة مثالية على أمواج المحيط، ومع بدء العرض، يتم مشاهدة مجموعة من الراقصين الموهوبين وهم يتحركون بشكل ساحر ويبهرون الجمهور بمهاراتهم وأزيائهم الملونة التي تعكس ثقافتهم.
يُعتمد أداء الرقصة في الهواء الطلق عند غروب الشمس، وعادة ما تقام فوق الجرف المواجه للبحر، وتعتمد بالكامل على الضوء الطبيعي في النهار، ابتداءً من الغسق، وتستمر حتى الظلام، عندما يكون الضوء فقط من مشاعل الخيزران المحترقة، وما يجعل هذه الرقصة فريدة بشكل خاص هي أنها لا تستخدم خلفية صناعية، ولا تنطوي على أي آلة موسيقية، وينصب التركيز بشكل كامل على دوائر متحدة المركز تتألف من 50 إلى 60 رجلاً، عارين الصدر، يجلسون حول مجموعة من المشاعل، ويتنشدون باستمرار “شاك! شاك! شاك! أو كيه شاك!.
يقال أن رقصة كيشاك تنبع من طقوس بالينية قديمة تسمى “سانغيانغ”، تهدف بشكل من أشكال إلى طرد الأرواح الشريرة أو لصد الأرواح الشريرة التي يقع فيها الراقصون في غيبوبة.
وحضر الحفل وزيرة الثقافة الدكتورة “لبانة مشوح”، ووزير المالية الدكتور “كنان ياغي” وعضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الفلاحين المركزي “أيمن الدقاق” ومحافظ ريف دمشق “أحمد خليل” ومعاون وزير الخارجية والمغتربين “أيمن رعد” وعدد من مديري الإدارات في الوزارة وعدد من أعضاء مجلس الشعب والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في سورية وفعاليات اقتصادية ودينية.
وتعد السفارة الإندونيسية في الجمهورية العربية السورية ممثلةً بالسفير “واجد فوزي” رائدة في إقامة وتنظيم الفعاليات والأنشطة المجتمعية والثقافية، كما تعمل السفارة على تعزيز العلاقات الإندونيسية السورية على الأصعدة كافةً.
التغطية الإعلامية: شبكة “شام تايمز” الإعلامية، بالتعاون مع مؤسسة المدربين السوريين.