شام تايمز – جود دقماق
بمناسبة الذكرى الـ 79 لاستقلال إندونيسيا، شبكة “شام تايمز” تعيد نشر المواد التعريفية بأهم المناطق والمعالم السياحية والتاريخية الإندونيسية.
وخلال زيارة شام تايمز لـ “يوجياكارتا” إحدى مقاطعات إندونيسيا الخاصة في يومها الثالث، وبعد أخذ جرعه من الجمال في “بونثوك سيتومبو”، انطلقت الشبكة في رحلة إلى المجد “معبد بوروبودور”، أحد أعظم آثار الإيمان الإنسانية، حيث يُعد معبد “ماهايانا” البوذي الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع.
ويقع المعبد في منطقة “ماجلانج” جاوة الوسطى أعجوبة حقيقية، حيث يتميز بنقوش معقدة توضح تفاصيل حياة بوذا التي تتصاعد نحو التنوير، تماماً كما تصعد عبر مستوياته، وتخلق سيمفونية من الأناشيد والبخور وأشعة الشمس الأولى أجواءً غامضة ستحملها ذاكرتك لفترة طويلة بعد الزيارة.
ويعد معبد بوروبودور أكبر أثر بوذي في العالم، وهو موقع أثري يعتبر على نطاق واسع لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم، ويتربع بشموخ على قمة تل يطل الحقول الخضراء الخصبة والتلال البعيدة، كما يزين المعبد ما يقارب من 2600 نقش بارز ومنحوت بدقة، مع المنحوتات الحجرية في النحت الغائر والتي تمثل صور من حياة بوذا، وتدعي المعلقين أن هذه الفرقة الأكبر والأكثر اكتمالاً من النقوش البوذية في العالم، غير مسبوقة في الجدارة الفنية.
يتميز هذا المعبد البوذي بهندسة معمارية مذهلة وتاريخية، وتعترف به اليونسكو كموقع للتراث العالمي، ليس ذلك فحسب، بل إن جمال بوروبودور هو أيضاً نقطة جذب للسياح من مختلف البلدان.
يقف معبد “بوروبودور” حارس القرون الماضية، بصمت تحت مظلة سماء الصباح، وعندما تخترق أشعة الشمس الأولى الأفق يصبح هذا البرج القديم لوحة فنية لضربة الطبيعة الرائعة، وتنبض النقوش الحجرية والأبراج البوتيكية بالحياة بلون ذهبي ناعم، مما يكشف عن قصص معقدة محفورة في الحجر، قد تتساءل كيف كان الأمر عندما تم وضعت هذه الحجارة لأول مرة وما هي الحكمة والحكايات التي تحملها، حيث يعد شروق الشمس في بوروبودور بمثابة اتصال بالتاريخ حيث يمكنك الانغماس في همسات الماضي الغامضة.
بُني المعبد في القرن التاسع في عهد أسرة “سايلاندرا” التي كانت تحكم في ذلك الوقت، ويبلغ ارتفاعه 35 متراً، ويمتد على قاعدة مربعة ضخمة تبلغ 123 متراً لكل جانب، ويرتكز على 1600000 كتلة حجرية ضخمة، ويفتخر بوجود 2672 نقش بارز و504 تماثيل بالحجم الطبيعي لبوذا، حيث يقع المبنى على تل يطل على الحقول الخضراء الخصبة والتلال البعيدة.
غُمر المعبد بحطام ثوران بركاني عنيف، ولأكثر من عشرة قرون بقي مخبئاً تحت بساط من النباتات والكثيفة، قبل أن يعاد اكتشافها في عام 1814، وقد عملت الحكومة الاندونيسية بالتعاون مع اليونسكو على ترميم المعبد، ومنذ ذلك الحين ولا يزال يتم صيانته بعناية واهتمام دائمين حتى اليوم.
وبالنظر إلى عظمة المكان المعمارية، يعتبر المعبد أحد أغلى كنوز إندونيسيا، وأكبر نصب بوذي في العالم، وواحد من أكثر وجهات الحج زيارة للبوذيين والهندوس، وينظر إليه موقعاً أثرياً محاطاً بأجواء نادرة الجمال، قادرة على تقديم عرض رائع لمشاهديها، خاصة عند شروق الشمس وغروبها.
يحتوي المعبد على تصميم مميز وفريد من نوعه حيث يصف أهم نظريات بوذا عن مفهوم الكون والحياة عامة، وفي بداية جولتك السياحية داخل هذا المعبد المميز، ستبدأ بدخول قاعدة المعبد والتي من خلالها سوف تصل إلى الممر المؤدي إلى المستويات التالية والتي قد ذكرها و عبر عنها بوذا، و من الجدير بالذكر أن الحجاج البوذيون أثناء زيارتهم إلى هذا المعبد فإنهم يبدؤون في التعبد من المستوى الأول والذي يقوم بتجسيد عالم الرغبات ولا يسمح لهم بالانتقال إلى المستوى الثاني أو الثالث إلا بعد أن يقوموا بإدراك مفهوم عالم الرغبات كما قد ذكرها بوذا ومن ثم ينتقل إلى المستوى الثاني عالم التكون وبعد إدراكه يسمح له للوصول إلى المستوى الثالث وهو عالم الفناء.
الجدير بالذكر أن كل مستوى داخل هذا المعبد يجسد درجة من درجات الإيمان كما أوضحها بوذا حيث أنه يجب اكتمال كل مستوى على حق حتى يمكنهم الوصول إلى المستوى الأخر وحتى يصلوا إلى المستوى الأخير والذي يعرف بمستوى التنوير، مما يجعله من أحد وأهم وأعقد المعابد المميزة من حيث البناء والتصميم، يتجمع الآلاف من البوذيين في إندونيسيا والمنطقة في معبد بوروبودور(Borobudur) الرائع في جافا (Java) الوسطى للمشاركة في سلسلة من الطقوس والاحتفالات يوم طقوس “فيساك”، حيث تبدأ من خلال الحصول على الماء المقدسة من الينابيع البكر في (Jumprit) بمنطقة (Temanggung)، وفي نفس اليوم سيتبع هذه الطقوس من قبل إشعال شعلة فيساك التي تتخذ من لهيب النيران الأبدية الطبيعية في (Mrapen ) بقرية (Grobogan )، في حي (Purwodadi ) من جافا الوسطى.
بعد ذلك يتم الاحتفاظ بالمياه المقدسة وشعلة النار في معبد (Mendut ) إلى أن تستخدم في الموكب خلال الحفل في بوروبودور(Borobudur) يوم فيساك(Vesak)، ثم يبدأ الحفل مع الصلوات في معبد (Mendut) ثم تتجمع الحجاج وتسير على الأقدام إلى معبد (Borobudur)، وتحمل الشعلة من النار الأبدية والمياه المقدسة والرموز البوذية التي كانت تحت حراسة مشددة في معبد (Mendut) لتوضع هذه الرموز على الهيكل الرئيسي الذي أنشأ على الجانب الغربي من معبد بوروبودور(Borobudur) .
ويواصل المحبون مع طقوس صلاة الطواف لثلاث مرات حول معبد بوروبودور والطواف يكون في اتجاه عقارب الساعة من الشرق إلى الغرب جزءاً لا يتجزأ من الطقوس والإضاءة وحتى من الشموع، وعند اقتراب الثانية الأخيرة من لحظة فيساك يقوم جميع المصلين بالتأمل في روحانية، وتجري هذه الاحتفالات سنوياً خلال اكتمال القمر في شهر أيار، حيث يحيي فيساك ثلاثة من أهم الأحداث في حياة بوذا سيدهارتا غوتاما أو المعروفة باسم (Tri Suci Waisak) .
أول حدث مهم هو ولادة الأمير سيدهارتا في حدائق لومبيني في 623 قبل الميلاد، الحلقة الثانية هي التنوير الذي أصبح الأمير سيدهارتا بوذا في بودهجايا في سن ال 35 في 588 قبل الميلاد والثالثة هي وفاة غوتاما بوذا في (Kusinara) في سن 80 في 543 قبل الميلاد.
وكان للشبكة نصيب في زيارة معبد “باون وميندوت” وهو معبد بوذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع، ويقع في قرية ميندوت، منطقة مونجكيد الفرعية، على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات شرق “بوروبودور، مندوت، وبوروبودور، وباون”، وجميعها معابد بوذية، تقع في خط مستقيم واحد.
وحضر الحفل وزيرة الثقافة الدكتورة “لبانة مشوح”، ووزير المالية الدكتور “كنان ياغي” وعضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الفلاحين المركزي “أيمن الدقاق” ومحافظ ريف دمشق “أحمد خليل” ومعاون وزير الخارجية والمغتربين “أيمن رعد” وعدد من مديري الإدارات في الوزارة وعدد من أعضاء مجلس الشعب والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في سورية وفعاليات اقتصادية ودينية.
وتعد السفارة الإندونيسية في الجمهورية العربية السورية ممثلةً بالسفير “واجد فوزي” رائدة في إقامة وتنظيم الفعاليات والأنشطة المجتمعية والثقافية، كما تعمل السفارة على تعزيز العلاقات الإندونيسية السورية على الأصعدة كافةً.
التغطية الإعلامية: شبكة “شام تايمز” الإعلامية، بالتعاون مع مؤسسة المدربين السوريين.