شام تايمز – جود دقماق
بمناسبة الذكرى الـ 79 لاستقلال إندونيسيا، شبكة “شام تايمز” تعيد نشر المواد التعريفية بأهم المناطق والمعالم السياحية والتاريخية الإندونيسية.
وخلال زيارة شام تايمز لـ “يوجياكارتا” إحدى مقاطعات إندونسيا الخاصة، حظيت بفرصة التعرّف على “الباتيك” والذي يعد الكنز الوطني القائم على الكلمة الجاوية “أمبا” و “تيتيك”، وتعني كتابة النقاط، وهو فن لتزيين النسيج باستخدام الشمع وعملية الصباغة، ويوجد عدة أنواع من الباتيك مثل “باتيك تولس، باتيك كاب، باتيك برينت، والنتيجة مختلطة من التقنيات.
ويعد الباتيك أكثر من مجرد شكل فني مذهل بصرياً؛ إنه نسيج منسوج بالرمزية الغنية ورواية القصص، ويحمل كل شكل وكل تصميم معقد معنى أعمق تم تناقله عبر الأجيال، كما يحمل ثقل التقاليد والمعتقدات الثقافية، بدءاً من شكل بارانغ الأيقوني، الذي يمثل قوة ومرونة الشعب الجاوي، إلى نمط كاوونغ المعقد، رمز الانسجام والتوازن، يروي كل تصميم قصة يتردد صداها في قلب وروح الثقافة الإندونيسية.
وعندما تتعمق في عالم رسم الباتيك، ستكتشف الأهمية العميقة وراء هذه الزخارف، وتكشف النقاب عن طبقات المعنى والحكمة التي تم الحفاظ عليها بعناية وتناقلها عبر العصور، والباتيك هو اسم مشتق من العبارة الجاوية “mbat” و”tik”، والتي تُترجم إلى “الكتابة بالشمع”، حيث كان جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الإندونيسية لعدة قرون.
يمكن إرجاع أصول الباتيك إلى ممالك جاوة القديمة، حيث كان يُمارس في البداية كشكل من أشكال التعبير الروحي وكان مخصصاً للملوك والنخبة، وبمرور الوقت، تجاوز هذا الشكل الفني حدوده الحصرية وأصبح تقليداً محبوباً بين عامة الناس، وتطور إلى تعبير حيوي ومتنوع عن الإبداع.
اليوم، لا يتم الاحتفال بالباتيك باعتباره شكلاً من أشكال الفن الإندونيسي الجوهري فحسب، بل تم الاعتراف به أيضاً من قبل اليونسكو باعتباره تحفة من التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية، وهو دليل على أهميته الثقافية العميقة وإرثه الدائم، وتمتلك في مدينة يوجياكارتا فرصة الانغماس في ورشة رسم الباتيك، حيث تقدم ورش العمل هذه، والتي غالباً ما يقودها حرفيون ماهرون، لمحة نادرة عن عالم الباتيك المعقد، وتتشبع كل خطوة برمزية غنية وتقنيات عمرها قرون.
عند دخولك إلى ورشة العمل، سيتم الترحيب بك بالرائحة الترابية الدافئة للشمع المذاب والصوت الإيقاعي لأدوات التمايل، وهي الأدوات التقليدية المستخدمة لوضع الشمع على القماش. هنا، ستتعلم فن “klowongan”، وهي العملية المعقدة لرسم الأنماط على القماش باستخدام الحياكة، وهي مهارة تتطلب أيدياً ثابتة وصبراً وعيناً حريصة على التفاصيل.
وبتوجيه من المدربين المهرة، سوف تستكشف تعقيدات رسم الباتيك، بدءاً من فهم المعاني الرمزية وراء الزخارف المختلفة وحتى إتقان الفن الدقيق لتطبيق الشمع، حيث ستشهد تحول لوحة قماشية فارغة إلى نسيج نابض بالحياة من الألوان، حيث تكشف كل طبقة من الصبغة عن الأنماط والتصميمات المعقدة التي تقع تحت الشمع.
واستمر فن رسم الباتيك لعدة قرون، فإن بقائه لا يخلو من التحديات في عالم يعطي الأولوية في كثير من الأحيان للإنتاج الضخم والكفاءة، يمكن أن تطغى التقنيات الأكثر حداثة على العملية المضنية لإنشاء أنماط الباتيك المعقدة، ومع ذلك في يوجياكارتا، روح الحفاظ على هذا التراث الثقافي وتقديره حية ومزدهرة، ومن خلال ورش العمل والبرامج التعليمية والمبادرات المجتمعية، تعمل المنظمات المحلية والحرفيون بلا كلل لضمان نقل تراث رسم الباتيك إلى الأجيال القادمة.
وتضم جمهورية إندونيسيا 17 ألف و508 جزيرة ويبلغ عدد سكانها نحو 266 مليون نسمة وشعارها الوطني هو “الوحدة في التنوع” وهي عضو مؤسس في رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي كما أنها عضو في مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية في العالم واقتصادها هو الـ 16 عالمياً.
ويغلب على إندونيسيا السياحة البحرية حيث تشكل الشواطئ الرملية فيها وجهات محببة لمعظم السيّاح فيها، كما أنها تضم الكثير من الأماكن الطبيعية الساحرة كالشلالات والبحيرات وغيرها، بالإضافة إلى الكثير من المعابد الأثرية و المباني التاريخية.
وحضر الحفل وزيرة الثقافة الدكتورة “لبانة مشوح”، ووزير المالية الدكتور “كنان ياغي” وعضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الفلاحين المركزي “أيمن الدقاق” ومحافظ ريف دمشق “أحمد خليل” ومعاون وزير الخارجية والمغتربين “أيمن رعد” وعدد من مديري الإدارات في الوزارة وعدد من أعضاء مجلس الشعب والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في سورية وفعاليات اقتصادية ودينية.
وتعد السفارة الإندونيسية في الجمهورية العربية السورية ممثلةً بالسفير “واجد فوزي” رائدة في إقامة وتنظيم الفعاليات والأنشطة المجتمعية والثقافية، كما تعمل السفارة على تعزيز العلاقات الإندونيسية السورية على الأصعدة كافةً.
التغطية الإعلامية: شبكة “شام تايمز” الإعلامية، بالتعاون مع مؤسسة المدربين السوريين.