شام تايمز_حلب_ أنطوان بصمه جي
في رحاب قلعة حلب العريقة، حيث تتداخل أنفاس التاريخ مع نبض الحاضر، إذ احتضنت قاعة العرش، بعد ترميمها من آثار الزلزال المدمر، أمسية روحانية من فعاليات “نور من حلب” حملت عنوان “العشق الإلهي”. والذي نظمتها أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس ومديرية أوقاف حلب.
الحدث الفريد في قاعة العرش كان حين اجتمعت الأناشيد الصوفية والقصائد المغناة من التيار الهدوئي النسكي، لتجسد صورة حية عن التلاحم بين الإيمان والثقافة في حلب.
وبينت وزيرة الثقافة في حكومة تصريف الأعمال الدكتورة لبانة مشوح في تصريح للصحفيين أنّ الأمسية تلخص أسمى معاني القيم الإنسانية وخصوصيتها في إقامتها بقلعة حلب التي تعاقبت عليها الحضارات فأصبحت رمزاً للحياة بصمودها أمام مختلف الكوارث والحروب.
ولفت مطران أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس أفرام معلولي إلى هدف الأمسية في إيصال صوت المحبة وصورة التعايش المشترك من حلب إلى العالم أجمع، والتي جمعت أبناءها حول قيم التآخي من مسلمين ومسيحيين، فعشقوا الله وأحبوا بعضهم والوطن بالوقت ذاته.
بدوره أشار مفتي حلب الشيخ الدكتور محمود عكام إلى معاني الأمسية المتمحورة حول أساسات العشق لله والمحبة للإنسان وترجمتها من خلال فعل الخير، ما يجعل الأمسية انطلاقة جديدة نحو السير بالخير والمحبة.
ونوه الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس إلى أن الأمسية الإنشادية بمثابة صورة مصغرة عن سورية الحاضنة لأطيافها كلها ككنز تميزت به عبر التاريخ، وهي رسالة قوية إلى كل من أراد زعزعة هذه الصورة ولم يتمكن.
وتحدثت عضو المكتب التنفيذي المختص بمجلس مدينة حلب المهندسة سمر قريو عن رمزية قاعة العرش وأهمية إقامة الأمسية في رحابها بعد الترميم الذي شهدته بفضل الجهود الوطنية الجامعة للنهوض بواقعها وإعادة الألق إليها.
تضمنت الأمسية كلمات ابتهالية قدمها الشيخ عكام والمطرات أفرام معلولي ومقتطفات عن أصول الأناشيد الصوفية والتيار الهدوئي النسكي من التراث البيزنطي ولوحات من الرقص المولوي، وفي ختام الأمسية تم توزيع دروع النور على المشاركين والمساهمين في إنجاح الفعالية.