رقصة كيشاك.. رقصة تروي ملحمة رامايانا في جزيرة بالي

موفد شام تايمز إلى إندونيسيا: إياد سلفيتي

متابعة من دمشق: جود دقماق – لينا فرهودة

تعزيزاً للثقافة والسياحة، وجهت السفارة الإندونيسية دعوة خاصة لشبكة “شام تايمز” الإعلامية، وذلك لإجراء رحلة سياحية تعريفية في مدن جمهورية إندونيسيا استمرت لمدة أسبوعين، وشملت الرحلة زيارة للعديد من المناطق السياحية والتاريخية.

وبدأت “شام تايمز” رحلتها من مدينة جاكرتا والتي تشكل فيها السياحة الجزء الأبرز من دليل السياحة في إندونيسيا، بينما انطلقت في اليوم التالي إلى محطة القطار السريع “ووش” وذلك بهدف التوجه إلى باندونج، باعتباره قطار فائق السرعة يجمع بين مدينتي جاكارتا وباندونج في 45 دقيقة.

فيما بعد واصلت “شام تايمز” رحلتها في أهم المدن السياحية وثاني أكبر مدينة في إندونيسيا وهي “باندونج”، والتي تعد وجهة آلاف السياح المحليين والأجانب لما تتمتع به من مقومات طبيعية خالصة كالغابات الكثيفة والبحيرات والشواطئ الساحرة والعيون العلاجية والينابيع الحارة الكبريتية البركانية، وغيرها.

وتوجهت الشبكة عند الانتهاء إلى محطة قطار باندونج للانتقال إلى يوجياكارتا بقطار أرغو ويليس، وتمتعت الشبكة بجمال “يوجياكارتا” التي تعد إحدى مقاطعات إندونسيا الخاصة، وغاصت خلال ثلاثة أيام في تفاصيل هذه المدينة ومشاهدها الخلابة وطبيعتها الآسرة.

وفي يومها الرابع، توجهت شام تايمز إلى مطار يوجياكارتا الدولي للانتقال إلى جزيرة بالي، واستغرقت الرحلة في الطائرة ما يقارب ساعة ونصف، ومن خلال هذه الرحلة يمكنك الانتقال إلى عالم لا يمكن مقاومة جماله، سواء من حيث الشواطئ الاستوائية أو الأجواء المدهشة أو السكان المحليين الودودين، فهذه الجزيرة الرائعة تأسر قلوب الناس.

ولن تكتمل زيارة جزيرة بالي المثيرة من دون مشاهدة بعض العروض التقليدية الجميلة التي تقدمها الجزيرة، وبصرف النظر عن أداء بارونغ ورقصة جانغير، هناك أداء رائع آخر وهو رقصة كيشاك التقليدية، إحدى روائع الفن الباليني في شكل رقصة ومسرحية موسيقية، هو أسلوب رقص إندونيسي تقليدي.

ويُعتمد أداء الرقصة في الهواء الطلق عند غروب الشمس، وعادة ما تقام فوق الجرف المواجهة للبحر، وتعتمد بالكامل على الضوء الطبيعي في النهار ابتداء من الغسق، وتستمر حتى الظلام عندما يكون الضوء فقط من مشاعل الخيزران المحترقة.

وهذا ما يجعل هذه الرقصة فريدة بشكل خاص حيث أنها لا تستخدم خلفية صناعية، ولا تنطوي على أي آلة موسيقية، وتعتمد على دوائر متحدة المركز تتألف من 50 إلى 60 رجلاً، عارين الصدر، يجلسون حول مجموعة من المشاعل في المركز.

رقصة “كيشاك” ببساطة يرافقها ترديد جوقة الرجال الذين يمثلون جيشاً من القرود يرددون باستمرار “شاك! شاك! شاك! أو كيه شاك!” بأصوات ذات إيقاعات متعددة تقريباً تستمر حتى الانتهاء من الأداء بشكل كامل، ويقود هذه الأوركسترا البشرية المذهلة من قبل شخص منفرد، وهو المسؤول عن الإشارة إلى الملاحظات للإيقاعات العالية والمنخفضة، ويعمل أيضًا كراوي، وبعد ذلك يظهر التأثير الصوتي من خلال جدار من الصوت الدرامي الذي يتم فيه تفعيل عمل المسرحية.

ويتعلق أداء الرقصة بنسخة أقصر من قصة ملحمة رامايانا ساغا مع راقصين يلعبون شخصيات القصة مثل راما، شينتا (سيتا)، لاكشمانا، راهوانا (رافانا)، هانومان، سوجريوا (سوجريفا)، وشخصيات أخرى.

وتبدأ القصة عندما يتجول الأمير راما في الغابة مع زوجته شينتا وشقيقه لاكشمانا، وهناك راهوانا العملاق الشرير يخطف شينتا ويحملها إلى قصره. ثم يسعى الأمير راما للحصول على المساعدة ويرسل لـ لاكشمانا ليجد صديقه سوجريوا، ملك مملكة القرد، سوجريوا يرسل قائده القرد الأبيض، الذي يسمى هانومان، للتحقق من شينتا في قصر راهوانا.

وهذا المقطع يصور مشهد درامي عندما يتم إلقاء القبض على هانومان من قبل قوات راهوانا ووضعه داخل دائرة من النار لإحراقه حياً. فبدلاً من أن يحترق، لا يزال القرد الأبيض المحارب دون أن يصاب بأذى ويحرق قصر راهوانا وهكذا، بدأت المعركة بين القوتين.

وفي البداية، تمكن راهوانا وقواته من اجتياح راما ومع ذلك، سوجريوا وهانومان جائوا إلى معونة راما إلى جانب بقية جنود القردة، وهزموا الملك الشرير مرة واحدة وإلى الأبد.

ويقال أن رقصة كيشاك تنبع من طقوس بالينية قديمة تسمى سانغيانغ، تهدف بشكل من أشكال إلى طرد الأرواح الشريرة أو لصد الأرواح الشريرة التي يقع فيها الراقصون في غيبوبة. ظهرت الرقصة لأول مرة في عام 1930، بعد ظهور الرقصات البالينية، وايان ليمباك مع الرسام الألماني والتر سبيس قاموا بإنشاء نسخة أداء رقصة دراماتيكية من سانغيانغ من خلال دمج قصة ملحمة رامايانا، وبعد ذلك أخذوا الابتكار في جولة حول العالم، وبالتالي أصبحت الرقصة شعبية منذ ذلك الحين.

ويتم تنفيذ رقصة كيشاك بانتظام في العديد من الأماكن في جميع أنحاء جزيرة بالي، ومع ذلك، فإن أفضل مكان لمشاهدة هذا العرض المذهل هو في معبد “بورو أولواتو”، حيث يتم تنفيذ الرقصة يومياً مع خلفية غروب الشمس الرائع.

وتضم جمهورية إندونيسيا 17 ألف و508 جزيرة ويبلغ عدد سكانها نحو 266 مليون نسمة وشعارها الوطني هو “الوحدة في التنوع” وهي عضو مؤسس في رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي كما أنها عضو في مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية في العالم واقتصادها هو الـ 16 عالمياً.

ويغلب على إندونيسيا السياحة البحرية حيث تشكل الشواطئ الرملية فيها وجهات محببة لمعظم السيّاح فيها، كما أنها تضم الكثير من الأماكن الطبيعية الساحرة كالشلالات والبحيرات وغيرها، بالإضافة إلى الكثير من المعابد الأثرية و المباني التاريخية.

وتعد السفارة الإندونيسية في الجمهورية العربية السورية ممثلةً بالسفير “واجد فوزي” رائدة في إقامة وتنظيم الفعاليات والأنشطة المجتمعية والثقافية، كما تعمل السفارة على تعزيز العلاقات الإندونيسية السورية على الأصعدة كافةً.

كما تسعى السفارة السورية في جاكرتا ممثلةً بالسفير “عبد المنعم عنان” إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وتعمل على إقامة مختلف الفعاليات والأنشطة بهدف توثيق الارتباط وتطوير العلاقات.

شاهد أيضاً

الأمن الجنائي بدير الزور يقبض على شخصين بجرم الاتجار بالأشخاص وتهريب مطلوبين من العدالة

شام تايمز – متابعة ألقى فرع الأمن الجنائي في دير الزور القبض على شخصين ينتميان لشبكة …