شام تايمز – من إندونيسيا: إياد سلفيتي
متابعة من دمشق: لينا فرهودة
إذا أردت الغوص في جمال الطبيعة الخلّاب، والحصول على لوحة واقعية لروعة الهياكل المعمارية ذات الهندسة المتطورة، ستكون العاصمة الإندونيسية “جاكرتا” وجهتك السياحية الأفضل، فهي تعد واحدة من أجمل المدن التي تجذب الأفواج السياحية من مختلف العالم.
وتضم جاكرتا العديد من المناطق السياحية والتاريخية، وعندما ترغب في الاطلاع على تاريخ هذه المدينة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن؛ عليك بزيارة متحف جاكرتا التاريخي المسمى بـ “متحف باتافيا”، والذي يقدم لك وجبة تاريخية وثقافية دسمة للغاية عن العاصمة الإندونيسية جاكرتا، ويروي لنا تاريخ المدينة وتطورها الهائل على مر العصور عن طريق القطع الأثرية والمقتنيات التي يضمها.
يقع متحف جاكرتا التاريخي في قاعة بلدة المدينة القديمة التي تقع في الجزء القديم من المدينة والتي تعرف الآن باسم “جاكرتا كوتا”، على بعد بضع مئات من الأمتار خلف الميناء والمستودعات في سوندا كيلابا، حيث كان هذا المبنى في الأصل يسمى”ستادهويس”، وكان المقر الإداري لشركة الهند الشرقية الهولندية، وبعد ذلك استخدمته الحكومة الهولندية.
يوجد متحف باتافيا داخل مبنى تاريخي، ويعد من الممتلكات الثقافية للدولة، وتم بناءه من عام 1707 حتى 1710، وافتتح في عام 1974 ويعرض أشياء من فترة ما قبل التاريخ في منطقة المدينة.
يقع هذا المبنى أمام ساحة عامة والتي كانت تعرف في الماضي باسم Stadhuisplein ساحة City Hall، وفي وسط الساحة نافورة تم استخدامها كمصدر للمياه خلال الحقبة الاستعمارية، كما يوجد في هذه الساحة مدفع برتغالي يُعرف باسم مدفع “سي جاغور”، كما تم استخدام الساحة كمكان لعمليات الإعدام.
يضم متحف باتافيا مجموعة من حوالي 23500 قطعة بعضها موروثة من متحف “de Oude Bataviasche”، حيث تتضمن المجموعة أشياء من شركة جزر الهند الشرقية الهولندية، وخرائط تاريخية ولوحات خزفية وأثاث وأشياء أثرية من عصر ما قبل التاريخ، مثل النقوش القديمة والسيوف.
كما يحتوي المتحف على 37 غرفة مزخرفة، إضافة إلى بعض الزنازين الموجودة تحت الرواق الأمامي والتي تم استخدامها كزنزانات للسجناء، وظلت تعمل حتى عام 1846، وقد تم سجن مقاتل الحرية الجاوي الأمير “ديبونجورو” الذي تم اعتقاله غدراً في عام 1830 قبل أن يتم نفيه إلى مانادو شمال سولاويزي.
ويوجد أسفل مبنى المتحف، سجن على شكل نصف دائرة، وبه الكرات الحديدة التي كانت تربط في أرجل السجناء؛ لشل حركتهم وتعذيبهم، حيث يقدم لك المتحف عدة مرافق مميزة، أبرزها متجراً لشراء الهداء التذكارية، وسينما، ومكتبة، وحديقة رائعة.
ويضم المتحف أيضاً أغنى مجموعة من أثاث نمط بيتاوي من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، وتنقسم المجموعات إلى عدة غرف مثل غرفة جاكرتا ما قبل التاريخ، وغرفة تارومانيجارا، وغرفة جاياكارتا، وغرفة فتح الله، وغرفة سلطان أجونج.
كما يشتمل المتحف على نسخة طبق الأصل من نقش “Tugu الأصل” الأصلي في المتحف الوطني من عصر الملك العظيم “Purnawarman”، وهو دليل على أن مركز مملكة Tarumanegara كان يقع حول ميناء تانجونج بريوك على الساحل جاكرتا، إلى جانب نسخة طبق الأصل من خريطة القرن السادس عشر لنصب “بادراو” البرتغالي وهو دليل تاريخي على ميناء سوندا كيلابا القديم في متحف جاكرتا التاريخي.
وتضم جمهورية إندونيسيا 17 ألف و508 جزيرة ويبلغ عدد سكانها نحو 266 مليون نسمة وشعارها الوطني هو “الوحدة في التنوع” وهي عضو مؤسس في رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي كما أنها عضو في مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية في العالم واقتصادها هو الـ 16 عالمياً.
ويغلب على إندونيسيا السياحة البحرية حيث تشكل الشواطئ الرملية فيها وجهات محببة لمعظم السيّاح فيها، كما أنها تضم الكثير من الأماكن الطبيعية الساحرة كالشلالات والبحيرات وغيرها، بالإضافة إلى الكثير من المعابد الأثرية و المباني التاريخية.
وتعد السفارة الإندونيسية في الجمهورية العربية السورية ممثلةً بالسفير “واجد فوزي” رائدة في إقامة وتنظيم الفعاليات والأنشطة المجتمعية والثقافية، كما تعمل السفارة على تعزيز العلاقات الإندونيسية السورية على الأصعدة كافةً.
كما تسعى السفارة السورية في جاكرتا ممثلةً بالسفير “عبد المنعم عنان” إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وتعمل على إقامة مختلف الفعاليات والأنشطة بهدف توثيق الارتباط وتطوير العلاقات.