“حكاية 200 شاب وشابة”.. إطلاق برنامج دورات التدريب المهني لدعم المشاريع الصغيرة بنسخته الرابعة لرئاسة طائفة الأرمن البروتستانت في سورية

شام تايمز _ حلب_ أنطوان بصمه جي

في مدينة حلب، التي عانت من ويلات الحرب والزلزال، انبثقت شعلةٌ من الأمل من قلب طائفة الأرمن البروتستانت. شعلةٌ اتخذت شكل برنامجٍ فريدٍ يُدعى “دورات التدريب المهني ودعم المشاريع الصغيرة”.

في دورته الرابعة، يضيء البرنامج دروبَ 200 شابٍ وشابةٍ من متضرري الحرب والزلزال، ممهداً الطريقَ أمامَ 200 مشروعٍ صغيرٍ يعيد الحياةَ إلى شوارعِ المدينةِ المُتعَبة. حيث يُقدم البرنامج للشباب فرصةَ التعلّم واكتساب المهارات في 17 مهنةً صناعيةً وإنتاجيةً وتقنيةً. رحلةٌ تبدأ بالتدريب والتمكين، وتُتوّجُ بتوزيعِ معداتِ الإنتاج على المُتفوقين، بعد تدريبهم عملياً ونظرياً في معاهد متخصصة.

يُمثّل برنامج “دورات التدريب المهني ودعم المشاريع الصغيرة” منارةً للأمل في مدينة حلب، من خلالِ 200 شابٍ وشابةٍ، ليستمروا بكتابة قصةِ المدينة، قصةُ التحدّي والصمودِ والنهوضِ من جديد، لتكون قصّة تُلهمُ الأجيالَ القادمة وتُؤكّدُ على أنّ الأملَ يُمكن أن يُضيءَ عتمةَ الحاضرِ ويُبني مستقبلٌ أفضل.

في حفل افتتاح الدورةِ الرابعة، أشادَ محافظ حلب “حسين دياب” بأهمية شريحة الشباب ودورهم في بناءِ المستقبل، مُؤكداً على دعم الحكومة والجهود الأهلية لتعزيزِ دور هذه الفئة المهمة، لافتاً إلى أهمية هذه المبادرات التي تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع السوري الذي يتصف بالتكافل والتضامن الاجتماعي بين جميع أطيافه.

وأضاف محافظ حلب أن الصورة الحقيقية للمجتمع تجلت هذه الحقيقة بأبهى صورها خلال الاستجابة الطارئة لتداعيات الزلزال من خلال فتح المساجد والكنائس أبوابها لجميع أبناء المدينة وتقديم كل ما يحتاجونه لتجاوز الآثار الناجمة عن هذه الكارثة، وأن أهميةَ هذه المبادرات تكمن في توفير فرص العمل للشباب عبرَ تأسيس مشاريع اقتصادية وإنتاجية، تسهمُ في كسر الحصار وتجاوز آثارهِ السلبية.

في كلمتهِ التشجيعية، رحّبَ القس الدكتور “هاروتيون سليميان” رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية، بالحضور ونوّهَ إلى أهميةِ البرنامجِ في تمكين الشباب ودمجهم في عجلةِ الاقتصاد.

وأكّدَ “سليميان” على استمرار دعم الطائفةِ بالتشاركية مع مجلس كنائس الشرق الأوسط لفئةِ الشباب كركيزةٍ أساسيةٍ في إعادة إعمار سورية وتعافيها، مبيناً أن الطائفة تمثل منهجاً عملياً لشعار الرئيس الدكتور بشار الأسد: “الأمل بالعمل”.

وفي كلمة مسجلة أوضح الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور “ميشيل عبس” أهمية هذه الدورات التدريبية والمشاريع الإنتاجية ، كونها تشكل حجر الأساس في بناء الاقتصاد وتشاهم بشكل مباشر في التنمية المستدامة.

منسقة برنامج التدريب “ماريا بوشكزانيان” أشارت إلى أن المشروع سيقدم على نطاق عريض من التدريب المهني في أفضل المعاهد التدريبية في حلب وينال المتدربون على الشهادة الدولية ويمنح المتفوقون العدد المناسبة ليتمكنوا من العمل ويكونوا أصحاب مهن، مبيناً أن النسخة الحالية من المشروع تقدم إليها أكثر من ألف شاب وشابة.

حماسٌ كبير لخوض غمار ريادة الأعمال حيث عبّرَ العديد من المشاركينَ عن حماسهم لخوض غمار تأسيس مشاريعَ صغيرةٍ، مُؤكدينَ على أهمية البرنامج في اكتسابِ الخبراتِ والقدراتِ المهنيةِ.

يُنفّذُ البرنامج بنسخته الرابعة بشراكة بناءة بينَ طائفة الأرمن البروتستانت في سورية ومجلس كنائس الشرق الأوسط ومنظمة Kerk in actie، بالتعاون مع المعاهد والمراكز التدريبية المختصة.

حفلٌ يُتوّج بقصص النجاح إذ تخلّل الحفل شهادات لمستفيدين من البرنامج وفلماً وثائقياً عن أعمال ومراحلِ المشروع في الدورة السابقة، بالإضافة إلى فقراتٍ فنيةٍ وطنية، قدمتها الفنانة “لوسي هوفانيسيان”.

حضر الحفل أعضاء المجلس التنفيذي في محافظة حلب وممثلون عن مجلس الشعب السوري وغرفة صناعة حلب وأساتذة مدارس الطائفة.

شاهد أيضاً

الاحتلال يهدم منزلين شرق “قلقيلية” بالضفة الغربية

شام تايمز – متابعة هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، منزلين في بلدة “عزون” شرق …