“خبز التنور” سفير الصباحات الديرية

شام تايمز – ديرالزور – مالك الجاسم

يبقى لخبز التنور حكايا لا يعرفها إلا من عاشها على أرض الواقع وهذا المكان له حكايا وارتباطات كثيرة فكانت النسوة في ريف ديرالزور تتسابقن من توقد تنورها أولاً لأنه دليل النشاط، ومع خيوط الصباح الأولى تنبعث الروائح أما الطعم فهذا حديث آخر ومع التطور الحاصل في حياتنا ما زال التنور محافظاً عل حضوره في قرى وبلدات ريف ديرالزور وإن كان بأعداد قليلة لأنه بات مرتبط بالتراث ولكن كثير من الأسر حافظت على هذا المكون الذي يجمع النسوة اللواتي يتبادلن أطراف الحديث، وفي بعض الأحيان نسمع القصائد.

وما يميز رغيف خبز التنور بأن طريقة تجهيزه تعتمد على اليد من الزراعة إلى الحصان والطحن والعجن ومن ثم الخبز على التنور ليكون هذا الرغيف جاهزاً وبعضهم يفضله مع كاسة شاي عندما يكن ساخن، والمعروف في محافظة ديرالزور عندما يكون موعد إعداد الخبز وتجهيزه في الصباح الباكر تتوقف السيارات وحافلات النقل وعندما تتوقف أية سيارة يسارع الأهالي لإعطاء الخبز وهي عادة حاضرة إلى يومنا هذا برغم الظروف التي عانت منها محافظة ديرالزور عامة وريفها خاصة.

يقول الباحث بالتراث الفراتي “غسان رمضان” خلال حديثه لـ “شام تايمز” بأن خبز التنور له حكايا كثيرة فهذا المكان الأسرة والجيران ويتبادلون الحديث فيما بينهم وهناك نوع من خبز التنور يسمى “جعجة” أو “جعيجة” وعادة ما تصنع للأطفال ويذر عليها الحوائج وهي مكونة من حبة البركة واليانسون والشمرا والكمون وكما هو معروف لهذه المواد فوائد طبية كبيرة.

ويضيف رمضان في كل منزل ريفي كانت “الرحى” موجودة وهي مخصصة لطحن الحبوب، وأيضاً طحن الحب طقس من الطقوس الجميلة بخاصة عندما تجلس النسوة مع قصائد تسمع من المكان المخصص للطحن.

أما طريقة تجهيز خبز التنور فقد تحدثت “أم أحمد” بأن كمية الطحين تحدد ومن ثم يتم العجن ويوضع في مكان حتى يتخمر مع غطاء الطحين، بعد ذلك يتم تقطيع العجين إلى قطع وفي هذه الأثناء يتم سجر التنور أي إشعاله وكثير من الأسر يعتمد على بقايا المحاصيل الزراعية مثل القطن ومن ثم تتم عملية الخبز من خلال ترقيق قطعة العجين وهذا يتم يدوياً وتوضع على “الكارة” وهذه يتم تجهيزها من قبل السيدات ليتم وضع العجين عليها، ومن ثم توضع داخل التنور وتحتاج إلى دقائق قليلة ليكون الرغيف جاهزاً وتتم العملية مرات عدة حتى انتهاء كامل كمية العجين وهذا التنور يتم خبز “المحمرة” ولحم بعجين و “المشحمية” كما يتم تجهيز الشاي وفي ديرالزور وريفها تلفظ “جاي” بقلب الشين جيم وما اطيبها في ساعات الصباح الأولى.

وفي الفترة الأخيرة انتشرت كثير من التنانير ضمن أحياء المدينة وقرى وبلدات الريف لبيع الخبز، ولكن يبقى للتنور في الريف وقع خاص لأنه موجود في كل منزل، وبات هذا الرغيف حديث حاضر في كل جلسة وفي كل مناسبة.

شاهد أيضاً

“روان بن حسين” تدفع مبلغاً من المال من أجل صورة مع فنان

شام تايمز- متابعة زعمت وسائل إعلامية تركية، أن النجمة العربية “روان بن حسين” دفعت للممثل …