بقلم الدكتور “عامر خربوطلي”
شديد العاطفة، مرهف الإحساس، قوي الشخصية،مغرم بالمطالعة المفيدة والأسفار الممتعة، عطوف على الفقراء والمحتاجين، يعشق العلم ويحث عليه، يكره إضاعة الوقت بلا فائدة، لا حدود للهفته على الضعفاء والمساكين والمرضى، في السياسة له رأي وحضور، وفي الإيمان يقين وعمل، وفي المجتمع له مكانة وتقدير، أحبه كل من تعرف عليه وتمنى لو عاش فترة أطول ليستمتع بكلامه وذكرياته عن الوطن والسياسة، وشعر نزار قباني لم يرد ذكره عند من يعرفه إلا وترحم عليه وقال عنه إنه الحكيم والطبيب الطيب الحنون المحترم دون تصنع أو تكلف والمثقف المفوه دون غرور، و الحازق في الطب دون تعالي.
إنه والدي المرحوم الدكتور محمد وجيه خربوطلي والذي ورغم قصر عمره الذي لم يتجاوز السابعة والخمسين حتى وفاته، إلا أن تأثيره وذكره مازال حتى الآن، ولا أنسى من نصائحه أن العلم لا حدود له وهو قيمة ورأسمال عمل، وأن مسيرة الحياة شاقة وصعبة والرجل الرجل هو الذي يستطيع مواجهتها دون خوف أو وجل أو مساعدة وأن في كل محنة درس وحكمة وفي كل تحدي صلابة جديدة تتولد وتكبر.
وعندما التقيت بالشاعر الكبير نزار قباني في سابقات الأيام ذكرتّه ببيت شعر له ولكنه يعنيني أكثر يقول فيه :
أتى أيلول أماه
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
أتى أيلول
أين أبي وعيناه
أين حرير نظرته
أين عبير قهوته
سقى الرحمن مثواه
رحمك الله يا أبي رحمة واسعة فقد كنت ومازلت لي قدوة وسمعة وفخر.
من سلسلة حديث الأربعاء الاقتصادي /232/ – العيادة الاقتصادية السورية