ثنائية اقتصادية: حديث الأربعاء الاقتصادي

بقلم الدكتور “عامر خربوطلي”

الثنائية هي جوهر الكون والحياة فمنها الخير والشر والنور والظلام والحزن والسعادة إلى ما هنالك من أمثلة نعيشها ونعرفها.

فهل للاقتصاد ثنائية، نعم بالتأكيد لأن الاقتصاد هو انعكاس عملي لوجوه عديدة من الحياة فلا يمكن للاقتصاد أن يسير في طريق واحد أو وجهة واحدة أو أسلوب وحيد، فالميزان التجاري على سبيل المثال له كفتين الاستيراد والتصدير ولا يمكن أن يعيش التصدير لوحده دون عمليات استيراد مقابلة لتأمين احتياجات الصناعة والزراعة والاستهلاك ولا يمكن الاعتماد على الاستيراد بشكل مطلق وتلاشي الصادرات لأن العجز سيكون قاسياً على الاقتصاد و ينعكس ارتفاعاً في أسعار الصرف وهي من الثنائيات الاقتصادية.

الانفاق لا يمكن أن يستمر ويلبي احتياجات التنمية دون تدفق للايرادات بأشكالها المحلية وهي أيضاً
ثنائية اقتصادية ومنها العجز والفائض والكساد والانتعاش والتضخم والانكماش والقائمة تطول…

ومن الثنائيات الغريبة (الركود التضخمي) وهما ظاهرتين متناقضين أصلاً ولا يجوز أن يجتمعا معاً كما هو الحال في الاقتصاد السوري نتيجة تداعيات الأزمة و هي اي الظاهرة تمثل تراجع المبيعات وانخفاض الطلب مع ارتفاع الأسعار.

ومن الثنائيات الأهم في هذا الحديث أن سعر الصرف الحقيقي والواقعي والمطلوب هو الذي يحقق طرفي معادلة البيع والشراء معاً، ولا يمكن أن يتحدد السعر بطريق وحيد وهو شراء القطع الأجنبي ولابد من جانب آخر وهو بيع هذا القطع، وهذه هي الثنائية التي تضمن أسعار صرف حقيقية واستخدام صحيح للقطع الأجنبي لتسديد المدفوعات الخارجية من استيراد واستشفاء أو دراسة أو سفر وتمنع بهذه الحالة أي عمليات مضاربة أو اكتناز غير محمودة لأن الطريق مفتوح باتجاهين ذهاب وإياب دون أية إشارة مرور أو تقاطعات إلا توجهات المصلحة الوطنية، ومن هنا تأتي اهمية وجود فوارق لسعر بيع القطع الأجنبي عن سعر الشراء حسب قوى العرض والطلب في السوق المحلية.

 

من سلسلة حديث الأربعاء الاقتصادي /231/ – العيادة الاقتصادية السورية

شاهد أيضاً

“روان بن حسين” تدفع مبلغاً من المال من أجل صورة مع فنان

شام تايمز- متابعة زعمت وسائل إعلامية تركية، أن النجمة العربية “روان بن حسين” دفعت للممثل …