“شبح الفقر” يطارد السوريين.. القهوة بالغلوة والخضار بالحبة واللحوم ضرب من الخيال!

شام تايمز – لينا فرهودة
يدخل “سامر” موظف حكومي “مغلوب على أمره” إحدى محلات الأغذية محمّلاً بالرغبات المنزلية بدءاً من طلبات زوجته وانتهاءً بأطفاله الذين حُمّلوا أعباء الحياة باكراً دون ذنبٍ منهم، ليصطدم بواقع الأسعار المتذبذب ويكتشف بعد النظر طويلاً على رفوف المحل المليئة بما تشتهي الأعين بأن جيبه مصاب بحمّى الإفلاس لينتهي به المطاف قائلاً: “عطيني بـ 2000 زعتر، وبيضتين”، علّه يؤمن وجبة اليوم دون التفكير بالغد.

أما بالنسبة للقهوة والتي باتت من الرفاهيات، فلم تستطع “أم أحمد” التخلي عنها في ظل ارتفاع الأسعار “المشؤوم” مما جعلها تلجأ للشراء “بالغلوة”، لتقع ضحيةً لقرار البائع والذي ينطق بالموافقة على بيعها أو لا، ليجيب ضاحكاً: “بالمصاري يلي معك بيطلعلك شفّة”.

بينما يلجأ “أبو محمد” أباً لعائلة مكونة من 5 أفراد، إلى شراء الخضراوات “بالحبة” بعد أن أصبح راتبه عاجز عن تأمين لقمة يومه، فحتّى الأكلات البسيطة كـ “الفلافل” خرجت من عباءة ما يسمى بالأكلات الشعبية، وبات هم المواطن الوحيد وشغله الشاغل “بماذا سيملأ مائدته غداً”؟.

ومع الالتزامات الكثيرة القادمة المترتّبة على الآباء وخاصةً مع بدء العام الدراسي، لا يمكن إغفال عبء “خرجية” الطفل اليومية والتي تجاوزت الـ 5000 آلاف في هذا الغلاء، ما يجعل رب المنزل بحاجة إلى راتبين مع راتبه الأصلي لتغطية النفقات دون التأثير على الطفل “غير المسؤول” عما يجري حوله، وحرمانه من شرائه للشيبس والبسكويت وغيرها من المسلّيات والتي تعد من أبسط حقوقه.

“خلينا نمشيّا حواضر اليوم”، عبارة كانت تلازم أفواه العائلات مؤخراً، إلّا أن كلفتها اليوم أثقلت كواهل الأسر، فعلى سبيل المثال “اللبنة” تُطلب بالـ 4000 والـ 5000 ليرة أي ما يعادل صحن واحد “ما بشبّع زلمة”، واذا استمرت الأسعار بالتحليق سيضطر المواطن لطلبها بالملعقة والملعقتين.

وإذا أردنا الحديث عن الفواكه والتي ودّعت معظم البيوت السورية، أصبح شراؤها بالنسبة لمحدودي الدخل “جريمة” يعاقب عليها “جنون الأسعار”، في حين أن موجة الأسعار أغرقت باقي المواد الغذائية كالسكر والرز والسمنة وغيرها، ليقصدها المواطن بكميات محدودة تلبي حاجة “طبخته” التي لم تعد يومية وإنما حسب الميزانية، أما مجرّد التفكير في شراء اللحوم بات ضرباً من الخيال.

و”المضحك المبكي” أنه في ظل انتشار التقارير التي تتحدّث عن السعرات الحرارية التي يحتاجها الفرد يومياً، فإن معظم السوريين “في عالم آخر” حيث تم تقليص الوجبات الثلاثة والاكتفاء بوجبة واحدة، وفي تلك المعركة الدائرة بين المواطن وصراعه على البقاء، يعتلي الأذهان سؤال واحد “ما الذي فعلته الحكومة في ظل “فوبيا الجوع” التي أصابت المواطنين؟، وهل هي في طريقها لإلغاء ما تبقى من الدعم؟.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي تأتي سورية في المرتبة السادسة عالمياً من حيث عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حيث تشير تقديراته إلى أن 12.1 مليون سوري يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي، ويشكل هذا الرقم أكثر من نصف عدد السكان، بينما هناك 2.9 مليون مهددون بانعدام الأمن الغذائي بزيادة تقدر بحوالي 52 % خلال عام واحد.

شاهد أيضاً

الأونروا: مساعي حل الوكالة تقوض قيام دولة فلسطين

شام تايمز – متابعة أكد “فيليب لازاريني” المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، …