“الحكيم” يسرُد حكايته في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق  

شام تايمز – لينا فرهودة

أطلقت المؤسسة العامة للسينما، مساء الأربعاء، العرض الرسمي الخاص للفيلم الروائي الطويل “الحكيم”، بتعاون ثنائي بين المخرج “باسل الخطيب” والكاتبة “ديانا جبور”، وذلك في قاعة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون في دمشق.

ويعتبر الفيلم أول تجربة سينمائية للكاتبة “ديانا جبور” في الأفلام الروائية الطويلة، من بطولة الفنان “دريد لحام”، والذي يجسّد شخصية “جابر” طبيب كرّس خبراته وحياته في خدمة أهل بلدته الريفية.

أحداث الفيلم تأرجحت ما بين تداعيات الحرب والتي كانت بمثابة الأساس لبناء سلوكيات الناس ورسم أخلاقياتهم بريشة الألم والفقر، وبين التأكيد على أن الحب والعطاء بمثابة الماء التي تروي بذار المحبة والعاطفة داخل كل إنسان.

وتتصاعد أحداث الفيلم لتصل بالحكيم إلى ذروة الفقدان بعد أن تعرّض لأزمة شخصية طالت حفيدته، ليفرض الفيلم على المشاهد أن يخضع لتلك المشاعر ويتأثر بها في اللاوعي، ويثير التساؤلات حول إذا ما كان “جابر” سيبقى وحيداً في أزمته بعد سنوات من العطاء ليس فقط مهنياً، وإنما اجتماعياً أيضاً، ببناءٍ فني عفوي للمبدع “باسل الخطيب” والذي استطاع من خلال المشاهد التفصيلية القريبة وعفوية أداء الممثلين من الوصول إلى قلب كل من شاهد العمل.

وفي تصريح لها قبل بداية العرض، أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة “لبانة مشوّح” أن هذا اليوم هو للاحتفال بالعرض الخاص لفيلم “الحكيم” من إخراج “باسل الخطيب”، مشيدةً بهذا العمل من كافة الجوانب، لافتةً إلى أن العمل وقبل عرضه في دمشق، حصد عدة جوائز في العديد من الدول العربية والمهرجانات، مضيفةً: “نتشوّق لمعرفة المزيد عن العمل ومتابعته”، منوّهةً بأن الأفلام التي تنتجها المؤسسة العامة للسينما على مدار السنوات الأخيرة، حجزت مكانة وحضور خاص في الساحة السينمائية العربية، آملةً أن تنطلق إلى العالمية قريباً.

ووجهت الوزيرة “مشوّح” الشكر لجميع المشاركين في الفيلم على الجهود المبذولة لإنجاحه، قائلةً: “رغم أن الحرب والحصار فرضا شروطهما على العمل الفني والثقافي وكل النشاطات والقطاعات بشكل عام، إلّا أن الأبداع لا يقف عند حدّ، ويتحدّى الظروف ويخرج من رحم الألم أحياناً”.

المخرج “باسل الخطيب” أكد لـ “شام تايمز” أنه حاول من خلال الفيلم تقديم رسالة بسيطة دون تعقيدات درامية، عن طريق سرد حكاية تلامس قلوب المشاهدين وعواطفهم، متمنياً أن يصل الأثر المطلوب من هذا العمل، مشيراً إلى السعي الدائم لتناول الأفلام التي تحاكي الواقع السوري وفترة ما بعد الحرب.

وأضاف “الخطيب” أن افتتاح الفيلم في دار الأوبرا بدمشق له نكهة خاصة، لافتاً إلى أن الدار منجزٌ حضاري يُفتخر به، مضيفاً: “كل فيلم سينمائي سوري يستحق أن يُحتفى به في هذا المكان”.

الكاتبة “ديانا جبور” وصفت التجربة بالصعبة والممتعة في آنٍ معاً، موضحةً أن كل نوع من الأنواع الفنية يتمتع بخصوصية تميّزه عن غيره، ويعطي الكاتب مساحة خاصة لتوصيل أفكاره وعواطفه بالشكل الأمثل، مؤكدةً أن الأهم هو الإخلاص لهذا النوع دون الخلط مع بقية الأنواع، لأن مزاج التلقي مختلف، لافتةً إلى أن التعاون مع المخرج “باسل الخطيب” كان مليئاً بالحوارات وتبادل الآراء وأثمر بالوصول إلى نتيجة مرضية للجميع.

وفي كلمة له قبل العرض، أكد مدير المؤسسة العامة للسينما “مراد شاهين” أن المؤسسة تسعى دائماً إلى تطوير إنتاجها من الأفلام الطويلة والقصيرة، ومختلف المشاريع والفعاليات، رغم الظروف التي تمر بها، محوّلةً الصعوبات إلى فرص لتبقى السينما مصدر لتاريخ الأمة.

 

الفنان “دريد لحام” والذي يؤدي شخصية “الحكيم” اعتبر الفيلم ولادة جديدة لأحلامه والتي اعتقد بأنها انتهت مع فيلم “دمشق – حلب”، معبّراً عن سعادته بالتعاون مع المخرج “باسل الخطيب”، ومشيداً بجهود المؤسسة العامة للسينما، كاشفاً عن شعوره بعد نهاية كل عمل، قائلاً: “أصعب اللحظات تكمن في نهاية العمل، لأننا نبدأ كغرباء وننتهي كعائلة واحدة”.

بدورها، عبّرت الفنانة “صباح الجزائري” عن سعادتها بالأصداء الإيجابية التي حصدها الفيلم في بغداد، متمنيةً أن ينال إعجاب الجمهور السوري في عرضه الخاص بدار الأوبرا، مبيّنةً أن الإنسانية هي رسالة العرض الأساسية، مضيفةً: “متأكدة من وصول رسالة العرض للمشاهدين لأنها قُدمت من القلب”.

وحول شخصيتها في الفيلم، كشفت الفنانة “ليا مباردي” عن الصعوبات التي واجهتها، واصفةً الشخصية بالسهل الممتنع لأنها تدور ما بين العفوية والبساطة والجدية لإبراز ملامحها بالشكل المطلوب، معبرةً عن سعادتها بالمشاركة الثانية مع المخرج “باسل الخطيب”، مضيفة: “الأستاذ باسل قادر دائماً على الوصول بفريق العمل لنتيجة جميلة، وما يميز العمل بالسينما أنه يبقى في الذاكرة، وأتمنى أن يكون حُكم الجمهور على الشخصية إيجابي”.

وقال الفنان “رامي أحمر”: “العمل للسينما متمع وله خصوصية حيث يحمّل الممثل مسؤولية أكبر لإعطاء الشخصية حقها، لافتاً إلى أن جمهور السينما ذوّاق وينتقي ما يريد متابعته بدقة، وأن حضوره لافتتاح فيلم “الحكيم”، الذي يشارك في بطولته، في سورية له مكانة ونكهة خاصة وسيبقى راسخاً في ذاكرته ومحطة جميلة في تاريخه القادم.

من جانبه، أعرب الفنان “وليد حصوة” عن سعادته بالمشاركة في فيلم الحكيم إلى جانب الفنان “دريد لحام” ومع المخرج “باسل الخطيب”، منوّهاً بأن رسالة شخصيته في العرض تتمحور حول المحبة والأمل بالحياة، وأن الإنسان بالرغم من الظروف التي يمر بها قادر على الوصول لما يحبه ويبعد عنه اليأس، لافتاً إلى  ضرورة تواجد العاطفة عند جميع البشر.

وشارك في بطولة الفيلم “ربى الحلبي، روبين عيسى، ليا مباردي، إيلين عيسى، تسنيم الباشا، محمد قنوع، أحمد رافع، عاصم حواط، رامي الأحمر، وفاء عبد الله”، وعدد من الممثلين السوريين منهم “وليد حصوة، إبراهيم عيسى، عبد السلام غبور، وليم فارس، وليم العبدون، مغيث صقر، راما الزين، كريستين عشي”، وهو من إخراج باسل الخطيب، تأليف ديانا جبور، وبطولة دريد لحام، وصباح جزائري، مدير التصوير “ناصر الركا”.

وحاز الفيلم مؤخراً، على جائزتين دوليتين، الأولى ذهبية مهرجان سينمانا العُماني كأفضل عمل متكامل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في القسم الدولي في مهرجان الفجر السينمائي في العاصمة الإيرانية طهران، إضافةً إلى تكريم مهرجان أيام السينما العراقية الثاني في بغداد.

 

شاهد أيضاً

كشف حالات تزوير أوراق ووثائق في جامعة حلب

شام تايمز – متابعة كشف فرع الأمن الجنائي بحلب حالات تزوير أوراق ووثائق خاصة بجامعة …