القفز فوق الحواجز.. طريقك لتصعد السيرفيس

شام تايمز – دينا القطان

نواجه في حياتنا اليومية كمواطنين سوريين يعيشون في هذه الرقعة الجغرافية من كوكب الأرض الكثير من التحديات، ابتداءً من الدوران في عجلة البحث عن لقمة العيش وليس انتهاءً بصعوبة تأمين تكلفة اقتناء هاتف محمول من حيث ثمن الجهاز وتكلفة خدمات الاتصال والانترنت، وخلال مسيرة المواطن السوري في خضم كل هذه التحديات اليومية لا بد من المرور بمرحلة تخطي الحواجز والقفز إلى السيرفيس أو باص النقل الداخلي.

بعد استخدام تقنية GPS لا يمكننا إنكار حقيقة التحسن الحاصل في عملية النقل من حيث ازدياد عدد السرافيس والباصات على المواقف المخصصة للنقل ولكن ليس هذا بيت القصيد، والذي يتجلى في قدرتك على الصعود إلى السيرفيس دون أن تفقد أحد أسنانك، أو أن تجلس دون فقدٍ لشيء من أغراضك، ودون أن تتعرض للسرقة أو النشل، وهذا النوع من المعاناة اليومية المقيتة أصبح عبءً إضافياً فوق أعبائنا.

إحدى السيدات قالت لـ “شام تايمز”: إن المشكلة لا تكمن في أن تجد وسيلة نقل، بل في الصعود إليها، لأنك ستتعرض للدفش ويداس على قدمك ويخلع كتفك وأنت تحاول صعود الباص.

في حين قالت أخرى إن الشبان لا يفرقون بين امرأة أو طفلة أو مسنة بل يدفعون بالجنس اللطيف بعيداً، ليتسنى لهم الصعود في الباص، هذا غير حالات حجز المقاعد من قبل الركاب حتى تشعر وكأنك في إحدى دور السينما.

إمرأة ثالثة تعرضت للضرب من قبل شاب، بعد أن دفعها للخلف وصعد قبلها للسيرفيس لأنها جابهته بجملة “ليش عم تدفش”، وسط صمت مخيف من بقية الركاب إلا رجل ستيني تشاجر مع الشاب فتعرض للضرب والدفع هو الأخر، وهنا خيم طبعاً صمتٌ مطبق، لأنه وكما قال المثل القديم “الفاجر بياكل مال التاجر”.

ويقول أحدهم: “بتكون عايف حالك وأنت عم تشتغل كل النهار وبتفرح وكأنك ربحان ورقة يانصيب انك لقيت مقعد بالباص، بتجي صبية بتطلع على الواقف لان مالها محل، بتلزق بكرسيك وبتصير تتطلع فيك بنظرات الاحتقار بما معناه قوم و قعدني، أحياناً أنت بتقوم وأحياناً ما بتقدر تعطي مكانك من كثر التعب، أما قمة الإزعاج لما بتجي صبية ما بدها تنتظر الباص الثاني لتطلع على القاعد و تقول لك بكل ثقة “قعدني مكانك”.

شاب أخر يقول: “مو بدكن المساواة أيها الجنس اللطيف تحملوا وطلعوا على الواقف مثلكن مثلنا”، شاب ثالث قال:” الأنوثة تنتهي عند باب الباص، كلنا عند مواقف السرافيس والباصات منصير رجال” بما معناه أن الجنس اللطيف يتحول لجنس خشن “بيطاحش وبيدفش والله أعلم شو ممكن يطلع منن للصبايا”.

بالمحصلة يبقى السؤال: هل يا ترى المشكلة تكمن فعلياً في تواجد وسائل النقل، أو أننا كشعب أنهكته المعارك اليومية للبقاء فلم يعد بإمكاننا تحمّل بعضنا البعض، أو أن يساعد بعضنا الآخر لتخفيف ضغوط الحياة؟!.

شاهد أيضاً

العدل الدولية: انعقاد جلسات حول الهجوم الإسرائيلي على رفح خلال يومين

شام تايمز – متابعة أعلنت محكمة العدل الدولية، اليوم الثلاثاء، أنها ستعقد جلسات يومي الخميس …