وقفة مع كتاب (النهايات النصية.. البنية والدلالة.. “نماذج من الخطاب الروائي السوري من عام 1980 – 2000”) للدكتورة “ديمة عزيز بركات”

شام تايمز – رغد عيسى

صدر كتاب (النهايات النصية.. البنية والدلالة “نماذج من الخطاب الروائي السوري من عام 1980 – 2000”) عن الهيئة العامة السورية للكتاب، من تأليف الدكتورة “ديمة عزيز بركات”، يتضمن 592 صفحة من القطع الكبير، مرفقاَ بقرص مرن يحتوي المخططات البيانية التي ارتكزت عليها الدراسة.

وكتبت الدكتورة “بركات” في مقدمة الكتاب: “تكتسب النهاية -بصفتها نصاً موازياً- موقعاً استراتيجياًّ متميّزاً في تكوين الأثر واكتمال معالم هوّيته المتفرّدة، وهي بذلك لا تقبل إلاّ لأن تكون ضرورة واختلافاً عن المواقع الأخرى في إكمال المشهد الكتابيّ وفق شروط عتبتها والوظائف المنوطة بها..”.

وتوزعت الدراسة (النهايات النصّيّة..البنية والدلالة “نماذج من الخطاب الروائيّ السوريّ من عام 1980 – 2000”)، على مدخل وثلاثة أبواب، إضافة إلى قسم الملاحق، وعُنون المدخل العام بـ«الرّواية العربيّة السّوريّة بين الحداثة والتّقليد»، وتناول مبحثين: أوّلهما؛ الرّواية السّوريّة من النّشوء إلى التّجريب، وثانيهما؛ السّمات الفنيّة للرّواية السّوريّة خلال الفترة المدروسة، وقد نحا فيهما نحو قراءة المدوّنة السّوريّة بطريقة تحليليّة معتمداً توظيف المخططات والرّسوم البيانيّة الخاصّة بهذه الدّراسة لتكون أول دراسة أدبية تعتمد هذا المنهج، واستقراء مضامين ما توافر من الرّوايات السّوريّة التي صدرت خلال هذه الفترة.

وحمل الباب الأوّل عنوان «عتبات النّصّ وإشكالية النّهاية النّصّيّة»، متشكّلاً من فصلين: اهتم الفصل الأوّل بـ”سيميائيّة العتبات النّصّيّة”، متناولاً إشكالية المصطلح، والمفاهيم الإجرائيّة التي دفعت بالبحث نحو فضاء “السّيميائيّة” و”التّأويل”، و”التّفكيك” لاستنطاق ظاهرة “النّهايات”، ومفهوم “النّهاية النّصّيّة” مستعرضاً أهم التّنظيرات النقديّة التي جاءت في الدّراسات الغربيّة مبرزاً افتقار الخطاب النّقديّ العربيّ الخوض في غمارها، بينما توقف الفصل الثاني عند ثيمة “النّهاية” وعلاقتها بفعل القراءة، وقدّم الفصل في محوره الثّالث استراتيجية القراءة النّصّيّة لعتبة “النّهاية” في النّصوص قيد القراءة.

وجاء الباب الثّاني تحت عنوان «النّهايات النّصّيّة في الرّواية التّقليديّة»، وتوزع إلى عتبة وثلاثة فصول، ركّزت العتبة على مناقشة حضور الرّواية التّقليديّة في المدوّنة السّوريّة خلال الفترة المدروسة، أمّا الفصول الثلاثة فخصصت لقراءة أنواع من “النّهايات” التي احتضنتها الرّواية السّوريّة ذات البنية التّقليديّة في الثّمانينيّات والتّسعينيّات. وقد خُصّ الفصل الأوّل بـ«النهايات في الرّواية التّعليميّة»،، أما الفصل الثّاني فقد تناول «النهايات المشهديّة/ الدّراميّة» في المدوّنة السّوريّة، وقد أُفرد الفصل الثّالث لمقاربة «النهايات المُستبقة»، من خلال دراسة الرّواية المستقبليّة التي اختصت بها روايات الخيال العلميّ مبينة طبيعتها ووظائفها وحضورها في السّاحة العربيّة والسّوريّة.

وعنون الباب الثالث بـ «النّهايات النّصّيّة في الرّواية الجديدة»، وقد أُفرد لمقاربة أشكال تمظهر النّهايات في نماذج من الأعمال الرّوائيّة التي أفرزتها الحساسية الجديدة لكتّابنا في مقاربتهم واقعهم وقضاياه، وقد توزع الباب إلى عتبة تمهيديّة وثلاثة فصول، تناولت العتبة قضايا تيار “الرواية الجديدة” الوافد إلى أوساط النّقد العربيّ الحديث، وخاض الفصل الأول في شؤون “النّهايات الأيديولوجية ورؤية العالم” منطلقاً من عتبة تمهيديّة تناولت مفهوم “الأيديولوجيّة” وتمظهرها في النّصّ الرّوائيّ السّوريّ، ثم قارب مفهوم “رؤية العالم” وأهم منظريها، وصولاً إلى تسليط الضّوء على التّيارات الأدبيّة والفكريّة التي عرفتها الرّواية السّوريّة عبر مسيرتها، وقد كان للحامل الأيديولوجيّ التّاريخي والسياسي أهميته في استخلاص جملة من أنواع “النّهايات” القائمة على الحامل الأيديولوجيّ التي عرفتها المدوّنة السّورية خلال الفترة المدروسة تجلّت ضمن ثنائيات ضديّة (السّعيدة/ الحزينة)، والنّهايات (التّفاؤليّة/ والتّشاؤميّة)، والنّهايات (الانتمائيّة/ اللاانتمائيّة)، والنّهايات (السّكونيّة/ اللاسكونيّة).. وغيرها من النّهايات المتنوّعة، وخُصّ الفصل الثّاني بـ”النّهايات التّرابطيّة” التي مُهّد لها بعتبة تستعرض فيها الأعمال ذات الأجزاء وخصوصية خطاب هذا النّمط السّرديّ كاشفة عن النّسيج العلائقيّ والدّلاليّ الذي يقوم عليه، متناولاً بالتحليل “ثلاثيّة البحر” للأديب (حنّا مينة).

واختتم الباب بالحديث عن “النّهايات المجاليّة” مفتتحاً إياه بمقاربة مفهوم “النّص المفتوح” و”النّصّ المغلق”، ومستعرضاً حضور “النّهايات المغلقة”، و”النّهايات المفتوحة” في المدوّنة السّوريّة، ومختاراً روايات الكاتب (حيد حيدر) “وليمة لأعشاب البحر، نشيد الموت”، و”مرايا النّار”، و”شموس الغجر” نماذج لدراسة “النّهايات المجاليّة” متطرقاً للحديث عن “النّهايات الحداثيّة” التي تظهرها تجربة (حيدر حيدر) الإبداعيّة.

وخلصت الدكتورة “ديمة عزيز بركات” إلى مجموعة من النتائج، أبرزها بأنه كان على “النّهاية النّصّيّة” بوصفها عتبة نصّيّة موازية الانتظار طويلاً لتأخذ موقعها في القراءة النّقديّة العربية، بعد أن همّشت لحساب الموازيات النّصّيّة الأخرى التي وجدت طريقها إلى البروز والاحتفال بها أخيراً في الاشتغال النّقديّ الحداثيّ بعد أن أغفلت لصالح المتن وقضاياه. وبأنّ هذه الدراسة في مقاربتها لـ”النّهايات النّصّيّة” كشفت عن الفجوة الكبيرة في الخطاب النّقديّ بخصوص الخلط المصطلحيّ والمفهوميّ والإجرائيّ بين دراسة ظاهرة “النّهايات” و”الخواتم”، وعدم قدرته على بلورة رؤية كاملة لخطاب “النّهايات” واختزاله بمفهومي “المغلق” و”المفتوح” اللذين ركّزت عليهما مجمل الدّراسات التي تطرقت لتلك العتبة، مشيرة إلى أنّ أهمية “النّهايات” تنبثق، ليس بوصفها إعلاماً باختتام النّصّ، بقدر ما تشكل جزءاً أساسيّاً في الهيكل المعماريّ للنّصّ، وعنصراً مهمّاً على صعيد البنيّة السّرديّة والحكائيّة على حدّ سواء، وركيزة أساسيّة من ركائز النّصّ التي يستند إليها القارئ في تأويله.

والدكتورة “ديمة عزيز بركات” حاصلة على شهادة الدكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها من جامعة دمشق، وعضو هيئة تدريسية في الجامعات السوريّة الخاصّة، وعملت مدير عام شركة “مدماك” الدوليّة للاستشارات وتطوير التدريب الاحترافيّ، ومدير عام مجلس تعليم اللّغة العربيّة للناطقين بغيرها “كافل” فرجينيا، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة “وجود” لتمكين اللّغة العربيّة، وعضو مجلس أمناء مؤسسة صُنّاع الريادة، وعضو في الاتحاد الدوليّ للغة العربيّة في بيروت، وعضو في المجلس الأمريكيّ لتعليم اللّغات الأجنبيّة “أكتفل” واشنطن، وعضو رئيس في الفريق البحثيّ العربيّ الذي أشرفت عليه وزارة الثقافة في الإمارات العربية المتحدة.

كمّا عملت مدير تدريب معتمد من اتحاد المدربين العرب (الوحدة الاقتصاديّة العربية)، ومديرة ضمان الجودة والاعتماد، ومديرة شؤون الطلاب، ومديرة العلاقات العامة والإعلام في جامعة الجزيرة الخاصّة، ومديرة وحدة متطلبات الجامعة في الجامعة السوريّة الخاصّة، ورئيسة قسم متطلبات الجامعات في جامعة الجزيرة الخاصة، والمديرة المقيمة والمنسقة الأكاديميّة ومنسقة التدريب العملي لبرنامج الدراسات العليا في تعليم اللّغة العربيّة (فلاغشيب) الأمريكي في سورية بجامعة دمشق.

و”بركات” ممتحنة رسمية لقياس الكفاءة اللّغوية في اختبار اللفة الدولي (LTI) في الولايات المتحدة الأمريكية، ومدرّبة معتمدة لتدريب المعلمين من مجلس تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية (كافل) في الولايات المتحدة الأمريكية، ومدّرسة زائرة في جامعة مريلاند الأمريكية، والمنسقة الأكاديمية والمدرّبة لأساتذة قسم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في المعهد العالي للغات بجامعة دمشق، ومطوّرة مناهج تعليم اللّغة العربيّة كلغة ثانية في جامعات (مريلاند – ويل- وتكساس) الأمريكية، وكلية (آل مكتوم) البريطانية، ودار (زايد للثقافة) ووزارة الثقافة في الإمارات العربية المتحدة، ومطوّرة اختبار لقياس الكفاءة باللغة العربية في المهارات الثلاث ( القراءة والاستماع والكتابة) وفق معايير السلم الأمريكي الحكومي في جامعة (الملك سعود).

شاهد أيضاً

وزارة الإعلام: إيقاف عمل شركة “آفاق” للخدمات الإعلامية مؤقّتاً

شام تايمز- متابعة  أوقفت وزارة الإعلام ،اليوم السبت، بشكل مؤقت عمل شركة “آفاق” للخدمات الإعلامية. وبينت …