في يوم السعادة العالمي.. السّوريون غارقون بالبحث عن “حياةٍ كريمة” و”يوم.. عادي”!

شام تايمز – مارلين علي

كيف حالك؟ سؤال يسأله السوريون عند اللقاء، وإجابته غالباً يشوبها الكذب، “بخير، منيح، ماشي الحال”، في كل مرة نسأل عن أحوالنا نترك لدى الآخر ولدينا أيضاً ألف إشارة تعجب، كأن تسأل نفسك، هل أنا سعيد؟، ماذا ينقصني لأصل إلى السعادة التي يتحدث عنها العالم، ما هو مفهوم السعادة، وكيف نعززها، وهل بمقدورنا أن ننشد السعادة ونحن الذين صارت أحلامنا “كيلو بصل” من السورية للتجارة وتخفيض مدة انتظار استلام رسالة الغاز وتخفيض ساعات التقنين الكهربائي ومقعد في المواصلات وتخفيض الأسعار ورفع الأجور والرواتب….

وبينما يحتفل العالم كلّه في 20 آذار بيوم السعادة العالمي الذي اعتمدته الأمم المتحدة، يغرق السوريون بالتفاصيل اليومية حتى “قراقيش الأذن” وهم المعروفون أساساً أنهم شعبٌ يمتلك ثقافة الحياة، وتمنعهم هذه التفاصيل غالباً من التفكير بطريقة إيجابية أو السماح للشعور بالرضا في حياتهم، وهم يريدون فقط “يوماً عادياً”.

عموماً يختلف الناس حول العالم بتحديد مفهوم وماهية السعادة وذلك وفقاً للشخص والظروف المحيطة به والبلد التي يسكنها، فالبعض يراها الشعور بالبهجة والطمأنينة، فيما يصفها آخرون أنها الإحساس بالخير القادم من الذّات أو الحياة أو المستقبل وتحديد المصير.

فيما يرى علماء النفس أن السعادة هي “الشعور باعتدال المزاج، والشعور بالرضا والإشباع، وطمأنينة النفس وتحقيق الذات، والشعور بالبهجة، واللذة والاستمتاع، وهي باختصار: الشعور بالرضا الشامل”.

في 18 آذار من العام الماضي، صدر تقرير عن شبكة “حلول التنمية المستدامة” والذي يخضع لإشراف الأمم المتحدة، وقد غابت سورية للعام الثاني على التوالي عن مؤشر السعادة العالمي، إذ نالت “فنلندا” لقب أسعد دولة في العالم.

وفي تقرير لمؤشر السعادة العالمي لعام 2018، جاءت سورية في المرتبة 150 من أصل 156 دولة في العالم شملها التصنيف، وجاءت قبيل الأخيرة عربية، متفوقةً على اليمن حينها.

وتعتمد معايير قياس السعادة على الحالة النفسية للسكان، ومعدل طول حياتهم، وحرية اتخاذ القرارات الحياتية، والدعم الاجتماعي، ومعدل الصحة العامة، والناتج الإجمالي المحلي للفرد، ونسبة انتشار الفساد ومكافحته، وظروف العمل، والموازنة بين الحياة الاجتماعية والعملية، وفرص العمل المتاحة واستقلالية الأفراد في عملهم.

في الواقع، ليست السعادة المنشودة التي يتم الوصول لها بعد تحقيق الرغبات والأحلام وإشباع الحاجات هي ما يهم السوريون ولكن ما يشغل بالهم حقاً هو الحياة الكريمة ولو بأبسط الأشياء التي تعزز لديهم الشعور أن هناك ما يستحق أن نحيا لأجله، كوننا شعب محكوم بالأمل.

شاهد أيضاً

كشف حالات تزوير أوراق ووثائق في جامعة حلب

شام تايمز – متابعة كشف فرع الأمن الجنائي بحلب حالات تزوير أوراق ووثائق خاصة بجامعة …