رئيس مجلس أمناء صناع الريادة: أمام الكارثة تحولنا من ريادة الحياة إلى صناعة الحياة

شام تايمز – متابعة

أحدث الزلزال الكبير في سورية تغييرات كبيرة وعميقة في برامج وخطط العمل لدى الكثير من المؤسسات لاسيما المجتمعية منها، فالضرورة فرضت على الجميع توجيه الجهود ومفاعيل العمل باتجاه إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتخفيف آثار الفاجعة ولملة الجراح التي ألمت بالكثير من الأسر السورية المنكوبة نتيجة هذه الكارثة.

وفي خضم ما نشرته وسائل الإعلام والاتصال والتواصل عن هول هذا المصاب السوري، والأضرار الكبيرة التي نتجت عنه، وبروز الحاجة إلى كوادر شابة متطوعة قادرة على المساعدة الحالية والمستقبلية في هذا الإطار، وجدت مؤسسة صناع الريادة أن الواجب الوطني والإنساني يفرض نمطاً جديداً من التفكير والعمل يرتقي إلى مستوى هذا الحدث الجلل، ومستوى المسؤولية التي تتحملها مؤسسات المجتمع وأفراده كذلك، وانطلاقاً من هذه الرؤية وبهدف تهيئة فرق إسعاف وإطفاء وإنقاذ وإخلاء أدخلت المؤسسة إلى نطاق عملها مفردة جديدة من العمل تركز على تمكين المتطوعين من إتقان الجهود الإغاثية ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من فرق الدفاع الوطني السوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

في هذا السياق أوضحت “ريم شيخ حمدان” رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الريادة أن إقامة دورات الدفاع المدني تنبع من الاحتياجات الأساسية نتيجة كارثة الزلزال الذي ضرب عدداً المحافظات السورية، ومن حماس الشباب المتطوعين الذين يتواصلون مع المؤسسة، وقالت: “تحولنا في هذا الظرف كمؤسسة تقود ريادة الحياة إلى مؤسسة لصناعة الحياة خلال الكوارث، إذا لايمكن أن نتجه إلى التكنولوجيا والإنسان نفسه غير موجود أو يتعرض للخطر، مما اقتضى أن نذهب لنصنع الحياة بشكل عام، فالريادة ليست معنية فقط بالتكنولوجيا، إنها تحاكي الواقع العملي والميداني وتحاكي الحياة البشرية لنا جميعاً، وفي حالة حدوث الكوارث كلنا يجب أن نكون في خدمة الناس الذين يحتاجون إلينا”.

وأضافت “شيخ حمدان”: “لمسنا أن ثمة احتياجات لتهيئة فرق الإنقاذ، وخصوصاً بعد كارثة الزلزال وبعد الحرب الطويلة التي عانت منها سورية، والتي تعرض خلالها العنصر البشري لنقص في العدد نتيجة استشهاد الكثير من الكوادر الطبية وعناصر فرق الإنقاذ والإطفاء والإسعاف، وفي المقابل تلقينا في المؤسسة رغبة ملحة من الشباب السوري الواعي والمنتمي في تقديم شيء لبلدهم، وضمن مناخ من التكاتف الوطني في الاتجاهات كافة فكرنا كمؤسسة أن نؤطر هذه الجهود الشبابية، ضمن عمل مفيد يواكب ما يجري اليوم نتيجة الكارثة التي حصلت، واتجهنا لتهيئة وتدريب فرق لتكون جاهزة لأداء مهام الإنقاذ والإسعاف والإطفاء عبر دورات مكثفة يتلقى فيها المتدربون أساسيات هذه المهام، ومن ثم يمكن صقل هذه الخبرات لاحقاً لمن يرغب من متطوعي المؤسسة، حتى نتمكن من تأهيل وتجهيز فرق تكون بمثابة زمر إسعافية متخصصة في أعمال الإنقاذ والإسعاف والإطفاء”.

وحول خطة مؤسسة صناع الريادة للفترة المقبلة في هذا المجال التدريبي تابعت “شيخ حمدان” قائلةً: “فتحت مؤسسة صناع الريادة باب الانتساب والتطوع أمام حالة الإقبال الكبير من قبل الشباب والشابات المتطوعين وكنا نتوقع إقامة دورة واحدة تضم /65/ متطوع ومتطوعة، وتفاجأنا بالعدد الكبير للراغبين في اتباع هذه الدورات والذي وصل إلى /2000/ شخص على قائمة انتظار الدورات القادمة، أما الدورة الحالية فتشكل فيها نسبة الشباب الجامعي 99% وهم متحمسون لكي يتعلموا المهارات المطلوبة لكي يسخروا قدراتهم وخبراتهم في المجتمع سواء في جامعاتهم أو مناطقهم، والتي تركز على كيفية التصرف الصحيح أثناء حدوث الكوارث وأمام أي حالة مشابهة قد تحدث لتقديم المساعدة اللازمة والمفيدة”.

وأضافت “شيخ حمدان”: “قررنا كمؤسسة الاستمرار والتوسع في إقامة هي الدورات بشكل يتناسب مع الطاقات الاستيعابية في مديرية الدفاع المدني بدمشق، لإقامة سلسلة من الدورات التي تغطي الاحتياجات”.

بدوره أوضح العقيد “محمد شعبان” أن الغاية من إقامة دورات الدفاع المدني هي إعطاء مبادئ أولية لكيفية الإسعاف والإنقاذ والإخلاء، وتعليم الموظفين و العمال في المنشآت كيفية التصرف تجاه أي موقف طارئ قد يتعرضون له، كإسعاف المصاب والمبادئ الأولية في هذا المجال، والتي تفيد هؤلاء في حياتهم العملية وضمن نطاق عملهم ومنشآتهم وأماكن إقامتهم، فكل مؤسسة بحاجة بشكل دائم أن يكون لديها نسبة 15% من العمال تتقن مهارات الإنقاذ و15% تتقن مهارات الإسعاف و10% تتقن مهارات الإخلاء بشكل، ونحن بحاجة فمثلاً إذا كان لدينا 50 عاملاً يجب أن يكون 15 منهم متخصصين بالإنقاذ و15 بالإسعاف و10 بالإخلاء، في حال التعرض لأي طارئ، ففي حال حدوث حريق سيكون للتأخير عواقف وخيمة، فقد يكون ينتج عنه وقوع ضحايا أو قد يكبر وينتشر بشكل أكبر، وحتى لو كانت المنشأة تحتوي على مطفأة حريق، إذا لم نكن نعلم كيف نستخدمها، فما الغاية منها؟، ولذلك يجب أن نتعلم كيف نستخدمها ريثما تصل فرق الإنقاذ.

من جانبه أوضح “مهند قزحلي” رئيس دائرة التدريب في مديرية الدفاع المدني بدمشق أن الهدف من إقامة دورات الدفاع المدني هو نشر التوعية حول ضرورة ضبط الأعصاب خلال حدوث أي طارئ، فذلك يشكل 50% من التصرف حيال المشكلة، وحين نكون متدربين ومؤهلين سنتمتلك الـ50% الثانية، حين نقوم بتدريب الأهالي على الإسعاف والإنقاذ، وليكونوا جاهزين في أي وقت للتدخل سواء لإطفاء الحريق أو القيام بأعمال الإنقاذ والإسعاف، فالتدريبات تؤهلهم لكي يعتمدوا على أنفسهم ويقومون بحماية محيطهم في المجتمع ويكونوا رديفاً حقيقياً لعناصر الدفاع المدني للتصرف عند حدوث أي كارثة كبيرة تحتاج إلى مساعدتهم، لافتاً إلى ضرورة أن يأخذ التدريب الوقت الكافي ليعطي نتيجة أفضل للمتدربين ويلبي احتايجاتهم بشكل كامل، وحين يكون التدريب مكثفاً فذلك يعني تلقي الأساسيات في هذه المجالات ولذلك يفضل التدريب المستمر، انطلاقاً من الرغبة الشخصية، ومن المفيد أن يكون المتدرب من حملة الشهادات العلمية، فهذا يسهل كثيراً إعطاء المعلومة بشكل أسرع من بقية الفئات، فالشخص المتعلم يحسن التصرف حيال المواقف الطارئة أكثر من الشخص غير المتعلم.

وأشار “حنا حمص” المدرب في مديرية الدفاع المدني بدمشق إلى أهمية إقامة الدورات التدريبية الخاصة بمهارات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ بالنسبة للعاملين في المؤسسات والمنشآت في ضوء البرامج التدريبية في مديرية الدفاع المدني وقال: “بالنسبة لموظفي القطاع العام أو الخاص كل سنة نركز معهم كمدربين على نشر التوعية من خلال هذه الدورات، بحيث نحقق مع المتدربين النسبة المطلوبة من الوعي ضمن كل منشأة، وذلك من خلال تنفيذ بيانات عملية حول أعمال الإسعاف والإخلاء والإطفاء بهدف رفع جاهزية الموظفين للتدخل السريع عند حدوث أي طارئ”.

وأضاف “حمص”: “الغاية من نشر الوعي خلال هذه الدورات التدريبية أن يدرك المتدرب كيف يتدخل ويتصرف سواء في البيت أو الشارع أو المنشأة، سواء أكان الحادث حريق أو فيضان أو تهدم، وفي هذا الجانب يجب أن تتحقق نسب معينة من تدريب الموظفين ضمن كل منشأة يتدريب بحيث يتم تشكيل فرق إنقاذ وإطفاء وإسعاف إلى جانب عملهم الأساسي، ففي حالات الطوارئ الجميع معني بالتدخل حسب طبيعة الموقف الذي قد تتعرض له المنشأة، بحيث يكون هؤلاء الموظفين والعاملين المعنيين بالدرجة الأولى إلى حين وصول الجهات المعنية، متابعاً قوله: “هذه الدورة تتضمن تدريبات على مهام الإسعاف والاطفاء والإنقاذ والإخلاء، وسيقوم المتدربون بتنفيذ بيانات عملية حول ذلك”.

وحول الاجراءات الأولية التي ينصح بها الأهالي عند حدوث أي طارئ في المنزل قال “حمص”: “للأسف تفتقد الكثير من الأسر إلى موضوع السلامة في المنازل وأماكن العمل ولهذا من المهم جداً أن يكون لدينا عتاد طبي يضم معقمات وشاش قطن ولو بكمية صغيرة وأن نتدرب على كيفية استخدامها، مثلا في الإسعاف عند الإصابة بالجروح البسيطة لا يجوز التعقيم فوق مكان الجرح مباشرة، بل يكون التعقيم على حواف الجرح، كما أن وجود جهاز الإطفاء ضروري جداً في المنزل، فقد تحدث حرائق بسيطة ربما تتفاقم وتكبر إذا لم تتوافر الخبرة والمعدات اللازمة، ومنها هذا الجهاز الذي يحمي المنزل والأسرة من خطر الحريق، ومن المهم أيضاً تدريب أفراد الأسرة على مهارات الاخلاء عند حدوث أي كارثة أو طارئ”.

من جانبه قائد الدفاع المدني بدمشق العميد “أحمد حامد عباس” أشاد بجهود مؤسسة صناع الريادة في حشد جهود المتطوعين الشباب واستثمارها في العمل الإغاثي، منوهاً بالحماس الذي أبداه هؤلاء الشباب في الدورة التدريبية الأولى في مجالات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ والإخلاء لتعلم وإتقان المهارات اللازمة في هذه المجالات بما يمكنهم في مراحل لاحقة من أداء دور فاعل ومهم عند حدوث أي طارئ.

وأعرب “عباس” عن استعداد مديرية الدفاع المدني لتعزيز التعاون مع مؤسسة صناع الريادة في إقامة هذه الدورات التديبية التي تهيء الظروف والأرضية المناسبة، لتشكيل فرق إسعاف وإنقاذ وإطفاء دائمة في المؤسسات والمنشآت تكون جاهزة للتدخل السريع عند أي ظرف طارئ، وكانت الدورة التدريبية الأولى قد اختتمت أعمالها أمس ببيانات وتطبيقات عملية نفذها المشاركون حول عدد من مهارات إسعاف وإنقاذ وإخلاء المصابين وإطفاء الحرائق بإشراف مدربي مديرية الدفاع المدني بدمشق.

شاهد أيضاً

منتخب سورية العسكري للفروسية يتوج ببرونزية الفرق بالبطولة العربية

شام تايمز – متابعة تُوج منتخب سورية العسكري للفروسية بالميدالية البرونزية على مستوى الفرق ضمن …