بعد كارثة الزلزال الذي ضرب سورية.. كيف هي صحتنا النفسية؟!

شام تايمز – لينا فرهودة

عاش السوريون، فجر أمس، ليلةً قاسية أشبه بالكابوس، إثر هزة أرضية شهدتها محافظات سورية عدة، والتي أودت بحياة الكثير من المواطنين، وشردت الآلاف منهم جراء انهيار عدد من المباني، مخلّفةً وراءها آثاراً نفسية وجسدية يعيشها المواطنون حتى اللحظة.

وتفاعل المواطنون مع الأخبار التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلّق الكثير منهم متسائلاً عن الحالات التي تلت الهزة من صداع ودوار ودوخة، حيثُ شعر البعض بتلك الأعراض والوساوس حتى بعد انتهاء الهزة.

وحول هذا الموضوع، أوضح الدكتور “محمد العبد الله” أستاذ الصحة النفسية بجامعة حلب ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية، أن جميع الأعراض التي شعر بها الناس من دوخة وعدم ثبات تسمى بأعراض اضطراب الشدة “PTSD”، والتي تلي الصدمة النفسية

وبيّن “العبد الله” لـ “شام تايمز” أن الشخص وبعد تعرضه لصدمة سواء طبيعية “كالزلازل والبراكين والفيضانات” أو بشرية كما في الحروب، تصيبه عدة أعراض متمثلةً بالهلع وتشوش الوعي وخدر حسي حركي، مشيراً إلى وجود حالات أخرى كأعراض حشوية في الجهاز الهضمي والتنفسي.

وعن سبب تكرار تلك الأعراض، لفت “العبد الله” إلى أن تذكر الشخص للأحداث المرتبطة بالصدمة تؤدي إلى معاودة الخوف والهلع، مما يؤدي بدوره إلى أعراض جسمية كضعف الشهية واضطرابات النوم.

ونوّه “العبد الله” إلى أن شدة آثار الصدمة ترتبط بنمط الشخصية ومستوى الدعم الاجتماعي الذي يتلقاه الشخص، مبيّناً أن مهارات التعامل مع الضغوط تختلف من شخص لآخر.

وفيما يخص طرق العلاج السليمة، كشف “العبد الله” أن الدعم النفسي والاجتماعي للشخص الذي تعرض للصدمة يساهم في تخفيف الأعراض مع مرور الزمن، لافتاً إلى أن الاسترخاء والتدريب على التنفس الصحيح من أهم الطرق في مواجهة الأزمة، إلى جانب العلاج المعرفي والسلوكي.

بدوره، أكد الدكتور “نبوغ العوا” عميد كلية الطب سابقاً، أنه يوجد خلط ما بين مصطلح الدوار و”الدوخة”، مبيّناً أن الدوار هو مرض سببه فيروسي، ويصيب منطقة التوازن بالأذن الداخلية أو “العصب الدهليزي”، مشيراً إلى أنه عند الإصابة بالفيروس يلتهب القسم الدهليزي المسؤول عن التوازن فيحدث الدوار.

أما “الدوخة” بحسب الدكتور “العوا” فتنتج عن حالة نفسية أو تعب وإجهاد، مبيّناً أن ما شعر به الناس هو “دوخة” جاءت نتيجةً تعرضهم لصدمة الزلزال، مع مخاوف بتكرار الأمر، ومن الممكن أيضاً أن تكون حصيلة لكثرة المنبهات وقلة النوم، مؤكداً أنها تختلف عن الدوار المرضي.

ولفت “العوا” إلى أن العلاج يكمن في قناعة الشخص أن العامل المسبب للاضطراب النفسي قد زال، ومن الممكن أيضاً أن نتخذ من “التطمين الشفوي” طريقاً للتحكم بسلوكياته، موضحاً أنه في حال استمرار الأعراض أكثر من يومين ممكن إعطاء الشخص المصاب بالقلق بعض المهدئات، والتي تساعده في استرداد اتزانه العاطفي.

وشدد “العوا” على ضرورة الابتعاد عن مواقع التواصل والشبكات الإعلامية التي تحمل رسائل كاذبة وشائعات عن وجود زلازل أخرى بمواعيد محددة، مؤكداً أنه لا يمكن التنبؤ بموعد محدد للزلزال، ومثل هذه الأكاذيب تجدد لدينا حالة الخوف والتوتر.

وكان زلزال بقوة 7.7 ضرب، أمس الاثنين، منطقة لواء إسكندرون، تلاه زلزال آخر بقوة 6.4 درجات في منطقة طوروس على الحدود السورية التركية، وتبعها هزات ارتدادية أضعف شدة، تأثرت بها محافظات سورية عدة أبرزها حلب وحماة واللاذقية.

وأعلنت وزارة الصحة اليوم، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 812 وفاة وألف و449 إصابة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس، وذلك ضمن حصيلة غير نهائية.

شاهد أيضاً

وفاة عمدة الدراما المصرية “صلاح السعدني”

شام تايمز- متابعة غيب الموت الفنان المصري “صلاح السعدني”،اليوم الجمعة، عن عمر 81 عاماً بعد …