وداع عام واستقبال عام جديد.. خسارات متتالية للمنتخب السوري والوجع ما زال مستمراً

ودعنا العام 2022 ودخلنا إلى العام 2023 ونحن الرياضيين والإعلاميين نقف “متأملين” وربما “متألمين” لأن مفرداتنا وتفاصيلنا الكروية ليست كلها مفرحة فبعضها “موجع” , ورغم ذلك فالأمل ما زال قائماً، وجواز الخروج من هكذا وضع ما زال موجوداً إذا ما زدنا من عزيمة الأمل وقبضنا على الفرص المتاحة والمتوفرة لنخرج من واقع راوح نوعاً ما في مكانه إلى واقع أفضل فيه خطوات وإنجازات أكثر.
وعلى ما يبدو أن الخسائر وتراجع الأداء أصبحا ثقافة وعادة للكرة السورية اعتادهما الجمهور الذي أصبحت أحلامه ممنوعة، أو بصريح العبارة أصبح الجمهور يرفض الأحلام الجميلة لكرتنا لأنه اعتاد خيباتها.
ويبدو أن الانجاز الوحيد الذي يمكن لكرة القدم السورية ان تذكره هذا العام هو تقدم ترتيب منتخب سورية من 91 عالمياً في بداية 2022 إلى 90 مع آخر تصنيف للفيفا.
خاض لاعبو المنتخب السوري خلال 2022 ما مجموعه 11 مباراة بين مواجهات تحضيرية وأخرى رسمية تعاقب عليها 3 مدربين هم الروماني تيتا فاليريو ثم المحليان غسان معتوق و حسام السيد بمعدل مدرب كل 4 مباريات تقريباً.
بدأ المنتخب مشواره في 2022 باستكمال ما تبقى له من مباريات ضمن تصفيات كأس العالم لعب فيها 4 مباريات مسجلاً فوزاً وتعادلا و خسارتين.
استكمال التصفيات كان مع خسارتين متتاليتين أمام الإمارات 0/2 و كوريا الجنوبية 0/2 ليخرج بذلك من حسابات التأهل حتى للملحق المونديالي ويغادر المدرب الروماني تيتا في كانون الثاني 2022.
وفي آذار تولى غسان معتوق مهمة الإشراف على المنتخب في المباراتين الختاميتين للتصفيات، حينها انتصر المنتخب مرة في الدور الحاسم على لبنان 3/0 وتعادل مع العراق 1/1 ليختتم معتوق مشواره مع المنتخب بفوز على طاجكستان وديا بهدف نظيف.
ومع تولي اتحاد جديد للكرة السورية برئاسة صلاح رمضان تمّ تعيين حسام السيد مدرباً للمنتخب قاده حتى الآن في 7 مباريات خسرها كلها و تلقى فيها المنتخب 10 أهداف مقابل تسجيله لهدفين فقط في تكريس لحالة العقم الهجومي للعام الحالي.
بداية عهد السيد كانت مع بطولة الأردن الدولية الودية التي خسر فيها أمام المستضيف 0/2 وأمام العراق 0/1 ليتابع المنتخب تحت قيادته سلسلة الهزائم مع محليي الجزائر 0/1 و بيلاروسيا 0/1 وفنزويلا 1/2 وآخرها مع عُمان 1/2 و1/0
إجمالاً وبالأرقام لعب منتخب سورية 11 مباراة 2022، حقق فيها فوزين فقط على حساب منتخبي لبنان و طاجكستان مقابل 8 هزائم وتعادل وحيد و سجل فيها 7 أهداف واستقبلت شباكه فيها 14 هدفاً.
ختاماً.. لا يجب أن نتعامل مع هذه الخيبات الكروية على أنها النهاية بل يجب أن تكون البداية الحقيقية لنا للعودة للمكانة التي نسعى إليها على المستويين الإقليمي والقاري، لقد دفع منتخبنا الوطني ثمن الأخطاء التي وقع فيها الجهازان الفني والإداري واتحاد الكرة في المرحلة الماضية وكان اللاعبون ومن خلفهم الجماهير هم الضحية لتلك الأخطاء التي يجب أن نعترف بها ونواجهها بكل شجاعة.
إذا ما أردنا بالفعل أن نصحح مسار الكرة السورية والمنتخب الذي تاه ولم يعرف طريق الدوحة التي كانت حلماً ولكنه تبخر منذ اليوم الأول لنا في التصفيات الحاسمة، فخروجنا كان كافياً لكي نكشف المستور وحالة التصدع التي أصابت جدران المنتخب الذي كان ضحية في هذه التصفيات.
عموماً وكما أسلفت لا يجب أن نقف كثيراً أمام تلك النهاية ولتكن بدايتنا من اليوم ومن هذه اللحظة حيث أن لدينا مجموعة من اللاعبين الشباب والناشئين المميزين وكل ذلك يمنحنا مساحة كبيرة من التفاؤل بأن القاعدة سليمة ومبشرة وكل ما هو مطلوب منا العمل بفكر وبعقلية واقعية حتى نتمكن من استثمار تلك القاعدة من أجل إعادة المنتخب والكرة السورية للواجهة الدولية من جديد.

 

شاهد أيضاً

لأول مرة بتاريخه.. منتخب جورجيا يتأهل إلى “اليورو”

شام تايمز – متابعة تأهل منتخب جورجيا إلى بطولة أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بتخطيه …