“عيد الدني”.. عيد ميلاد “قيثارة السماء” فيروز

“عيد الدني”.. عيد ميلاد “قيثارة السماء” فيروز

شام تايمز – متابعة

“قيثارة السماء” و”جارة القمر” وأبرز عمالقة الأغنية العربية في العصر الحديث إنها السيدة “فيروز” التي غنت للإنسان والحب والوطن والشعوب والحرية، حيث يصادف اليوم 21 تشرين الثاني ذكرى ميلادها الـ 87.

“نهاد رزق وديع حداد” الملقبة بـ”فيروز” ولدت يوم 21 تشرين الثاني 1935 وترعرعت في حارة زقاق البلاط في العاصمة اللبنانية بيروت وسط أُسرة بسيطة الحال، وهي أكبر عيالها كان والدها عاملاً في مطبعة وكانت والدتها “ليزا البستاني” ربّة منزل.

وبرزت موهبتها الغنائية منذ طفولتها، وكانت المدرسة الابتدائية المنطلق الأول في رحلتها مع الغناء، حيث برعت في أداء الأناشيد المدرسية وحازت لقب “أجمل صوت” في المدرسة وهي في الخامسة من عُمرها.

وفي إحدى الحفلات المدرسية المقامة عام 1946 سمع الموسيقار والملحن محمد فليفل صوتها، فأشار عليها بأن تلتحق بالمعهد الموسيقي الذي كان يدرس فيه، فتعلّمت الغناء والنوتة الموسيقية وتجلّت موهبتها في سرعة التقاطها الألحان وجودة تأديتها.

انضمت إلى فرقة الأخوين فليفل التي كانت تقدم الأناشيد المدرسية والوطنية في الإذاعة اللبنانية في أوائل شباط 1950، فأعجب رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة حليم الرومي بصوتها، وعرض عليها أن تعمل مُرددةً في الكورال. ومن ثم تعهدها وأطلق عليها لقب “فيروز”.

وفي أوائل نيسان 1950 لحّن لها أغنيتها الأولى “تركت قلبي وطاوعت حبك”، وبدأت في تسجيل أغانيها على الأسطوانات عام 1952، وفي مطلع خمسينيات القرن العشرين التقت بالموسيقي عاصي الرحباني وبدآ مشوارهما الفنيّ معاً ثم تزوجا عام 1955.

وإذا كان اكتشاف صوتها يعود إلى الرومي، فإن انطلاق الصوت الفيروزي يعود إلى عاصي الرحباني، إذ جاء إطلاق الأخوين رحباني (عاصي ومنصور) أعمالهما الغنائية بالتزامن مع توسع موجات البث الإذاعي، فأحدث صوتها ثورة في الموسيقى العربية عبر الإذاعة اللبنانية في بيروت، وإذاعة الشرق الأدنى، والإذاعة السورية في دمشق.

وفي أواسط الستينيات، اشتركت فيروز في ثلاثة أفلام سينمائية، هي “سفر برلك” و”بياع الخواتم” و”بنت الحارس” من إنتاج المؤسسة الرحبانية الفيروزية. وقد جاءت أعمالها السينمائية بالتزامن مع أعمالها المسرحية بمسرح البيكاديلي في بيروت ومعرض دمشق الدولي في سورية، فاشتركت في أكثر من 20 عملاً مسرحياً غنائياً عُرضت خلال 1957-1977.

أصبحت بطلة أول مهرجان شعبي لبناني للغناء والرقص أقيم في بعلبك سنة 1957، كما كانت أول من دشن مهرجانات معرض دمشق الدولي، ومن مسرحياتها: جسر القمر، أيام فخر الدين، حكاية الإسوارة.

وقد دفعها طموحها الفنّي للانطلاق خارج حدود اللغة العربية، فكانت لها تجارب غنائية بالفرنسية والإنجليزية وبعض التراتيل الدينية باللغة اليونانية، وبدأت عام 1961 جولاتها العالمية فسافرت إلى البرازيل والأرجنتين وأميركا وبريطانيا وفرنسا.

خاضت تجارب جديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين مثل فلمون وهبة وزكي ناصيف، وغنت للعديد من الشعراء منهم ميخائيل نعيمة وسعيد عقل الذي أطلق عليها لقب “سفيرتنا إلى النجوم”، كما أُطلقت عليها ألقاب كثيرة منها: “أسطورة العرب” و”سفيرة الفنانين العرب”.

بعد سنوات عديدة من الاحتجاب أحيت حفلاً في ساحة الشهداء وسط بيروت صيف عام 1995، كما أحيت “الليالي اللبنانية” في مهرجانات بعلبك الدولية صيف عام 1998.

بدأت فيروز في العمل على أسطوانتها مع ابنها زياد الرحباني في نهاية التسعينيات، فأصدرت بعض الألبومات أبرزها: “كيفك أنت”، “فيروز في بيت الدين 2000″، وآخرها كان “ألبوم أيه في أمل” 2010.

وظفت قدراتها الغنائية للقضية الفلسطينية عقب نكسة حزيران 1967، فغنت “أوبريت عائدون” ومجموعة من الأغاني لفلسطين منها “زهرة المدائن”.

نالت فيروز ما يزيد على 15 وساماً منها: وسام الشرف من الرئيس اللبناني كميل شمعون 1957، ووساما الاستحقاق والأرز من الرئيس فؤاد شهاب عامي 1962-1963، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى 1963، وميدالية الشرف الذهبية عام 1975.

وفي سورية أصدرت 1961 طوابع بريدية تذكارية عليها صورتها، ونالت وسام الاستحقاق من الرئيس السوري نور الدين الأناسي 1967، وحصلت على مفتاح مدينة القدس 1968 وجائزة القدس 1997.

تسلّمت عام 1988 وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس جاك شيراك 1998، ومفتاح مدينة لاس فيغاس الأميركية 1999، ومنحتها الجامعة الأميركية في بيروت الدكتوراه الفخرية عام 2005.

اختارها الصليب الأحمر الدولي سفيرة لتُمثل العرب في العيد الخمسين لاتفاقية جنيف حيث غنَّت “الأرض لكم”، ومنحتها الجامعة العربية عام 2012 لقب “سفيرة الفنانين العرب”.

شاهد أيضاً

كشف حالات تزوير أوراق ووثائق في جامعة حلب

شام تايمز – متابعة كشف فرع الأمن الجنائي بحلب حالات تزوير أوراق ووثائق خاصة بجامعة …