الحياة لمن يجرؤ..

كم منّا اليوم يجد نفسه من دون أدنى حافز يساعده على إكمال يومه المشابه لأمسه؟

إن عدم الارتياح بالإضافة للشك الذي يشعر به معظم الناس هو ما يمنعنا من التحرك بقصد التغيّر، فالتغيّر يتطلب جرأة وثقة عالية بالنفس وهذا لا يتحقق إلا بالتخلّي عن التفكير المفرط، حيث أنّ إطالة الوقت بالتفكير تجعل الأمور أكثر تعقيداً وتجعلنا أكثر خوفاً.

فكلما زاد الخوف زادت معه المشكلات، إنّه يضخمها ويدفعها الى شل دوافعنا نحو التغيّر بإبقائنا في السرير لساعات أطول وتشجيعنا على إكمال أحلام بعيدة عن الواقع.

مهما بدت حياتك سيئة، فإنك قادر على جعلها أكثر سوءاً. بإمكانك أن تكون لئيماً مع الآخرين وقد تجد نفسك مستسهلاً بأن تطلق الأحكام عليهم من دون النظر الى حالك، كما أنك قادر على لوم نفسك في كل لحظة تطلق بها أنفاسك، وبإمكانك سماع المثبطين من حولك وهذا لن يوصلك إلّا للانهزام الداخلي.

جميعنا لديه رغبة وإحساس غريزي في التغيّر ولكنّ ليس من السهل إيجاد طريق التغيّر. قد تبدو لك أحاسيسك الغريزية غبيّة لأول وهلة، لكنها قادرة على تغيير حياتك إذا احتفيت بها وأكرمتها بفعل مقصود يساعدها.

إن مسألة الثقة بإحساسك والتصرف من خلاله يتجاوز ما نستطيع أن نفهمه، هنالك دراسة لجامعة أريزونا بالشراكة مع جامعة ديوك تبيّن أن هنالك صلة قوية بين دماغك وذلك الإحساس الغريزي الذي يطالبك بفعل ما. عندما تضع لنفسك هدفاً، فإن دماغك بفتح ما يشبه قائمة مهمات وكلما اقتربت من إنجاز ما يقربك من تحقيق الهدف، كلما أطلق دماغك إشارات غريزية من أجل تحقيق الهدف.

ومن الأمثلة البسيطة على ذلك: لنقل أنك تريد النجاح في مقرراتك الدراسية، ومررت في أحد الأيام بجانب مكتبة سترى من خلالها مصباحاً أضاء لك طريقك بأنه عليك أن تدرس وهذا ينطبق على كل غاياتنا وقراراتنا.

أثبت التاريخ بأنك لا تعلم متى يأتيك أعظم إلهام في حياتك، وأين يمكن أن يقودك سبيل الاكتشاف إذا كانت لك الثقة الكافية بنفسك والجرأة حتى تتصرف بناء على تلك الأحاسيس والدوافع فالجرأة تطلب أحياناً الابتعاد عن منطقة الراحة والمجازف لنيل ما تستحق.

هاني أسامة ساطع

شاهد أيضاً

ازدياد التبادل التجاري بين إيران والصين بنسبة 37%

شام تايمز – متابعة أعلنت الجمارك الصينية ازدياد حجم التبادل التجاري بين إيران والصين خلال …