على وقع الوعود الحكومية.. المواصلات أم الأزمة إلى الزوال؟

شام تايمز – رغد عيسى

تساؤل يراود أذهاننا مرةً بالعلن ومرات سراً، مفاده، من هو المسؤول عن أزماتنا؟ وعلى من يقع اللوم؟، وأين هي الحلول في ظل صراع الأزمات الذي نعيشه؟.. ولنفترض “جدلاً” أن أزمة المواصلات وضعت على طاولة الحوار من سيتحمل المسؤولية وكيف سيكون الحل ومتى؟.

ثلاث حوادث سير على مدار أيامٍ متتالية راح ضحيتها شاب إثر سقوطه من باص النقل الداخلي في دمشق، وتعرض سيدة في اللاذقية لإصابة جسدية خلال محاولتها الركوب في باص النقل الداخلي، ووفاة شاب إثر سقوطه من باص لنقل الركاب بمدينة حلب، هذه الحوادث أثارت تعاطف ومخاوف الشارع السوري إزاء أزمة المواصلات التي نشهدها وسط وعود في تطبيق الحلول.

أصحاب الحلول تناسوا الجوهر الرئيسي لتلك الأزمات، متلهفين للعقوبات الإدارية والإجراءات اللازمة، والبحث عن العقوبات، وفي منطقية بسيطة، وإن سار أحدهم على شوارعنا في ساعات الصباح الباكر وفي الذروة وعند العشية حيث ينتظر الناس من كل حدب المواصلات وما إن يطل الباص “الأخضر، الأحمر، الأزرق، البيج، الأسود، الأصفر، السيرقوني”، حتى تبدأ الوفود المحملة بالأكياس لا الورود والمثقلة بالهموم لا الابتسامات في الاستقبال على أنغام أغنية “جوليا بطرس”: “طل وشرف.. ضيف كبير علينا حل بيلبقلو هالاستقبال”.

ولنتابع مرحلة العراك بين الصاعد والنازل من الركاب، وتهافت الركاب متراصين وراء بعضهم كصف الدبكة أو قطرميز المكدوس أو المخلل المكبوس، لا فرق في اختلاف الكنايات ولكن المشهد واحد ويتكرر يومياً، ولهذا السبب يتمسك الشبان بأطراف الباب للوصول إلى مقصدهم.

في هذا المشهد تحديداً على من يُلقى اللوم.. على السائق الذي لاحول له ولا قوة وينطبق عليه العقوبات في حال التسبب بأي أذى غير مقصود، أو على الشاب الذي استنظر الساعات؟، الاثنين لا يملكون الحلول ولا تسقط عليهم دائرة الاتهام، إلا ما ندر من حالات الاستهتار الغائبة في ظل الوضع الحالي، فالجميع خرج قاصداً لقمة العيش التي باتت تحسب بـ “الحريرات”.

ولكن في العودة للتساؤل الرئيسي، من هو المسؤول في ظل أزمة النقل الحادة التي تشهدها العاصمة دمشق على جميع الخطوط وعلى مدار الساعات، لتمتد الأزمة على نطاق المحافظات وحوادث الموت أكبر دليل، فما حال الأرياف؟.

وفي الأول من الشهر الجاري، أكد محافظ دمشق المهندس “محمد طارق كريشاتي” لإذاعة “شام اف ام” بدء تطبيق نظام التتبع الالكتروني لوسائل النقل العامة، الأحد الفائت على ثلاثة خطوط مع إضافة خط جديد كل يومين.

وأوضح “كريشاتي” أنه تم تركيب أجهزة التتبع الالكتروني إلى 6300 آلية من أصل 8500 بدمشق، والبرنامج مرتبط ارتباطاً كاملاً ببطاقة تكامل وسيتم تزويد كل آلية بالمحروقات على حسب المسافة التي تسيرها.

وأشار “كريشاتي” إلى أنه مع الانتهاء من تطبيق هذه الآلية على كل الخطوط ستنتهي أزمة المواصلات في دمشق بشكل كامل، منوهاً إلى أن الآليات التي كانت خارج الخطوط وتستفيد من المحروقات المدعومة دون استعمالها للنقل لن تحصل عليها إلا لتخديم المواطنين.

وحول عمل باصات النقل الحكومي في 26 أيلول الفائت، أكد مدير عام الشركة “موريس حداد” لموقع “الوطن أون لاين” أن باصات الشركة تعمل بطاقتها العظمى، منوهاً أن الباصات تبدأ العمل من الصباح الباكر وحتى الساعة 11 ليلاً.

وأشار “حداد” إلى تخديم الشركة لنحو 40 خطاً مزدحماً في ريف دمشق، كما يتم تسيير رحلات إسعافية للخطوط المزدحمة، في ظل غياب السرافيس التي تخدمها.

ولفت “حداد” إلى وضع باصات إضافية على خطوط دمشق من قبل إحدى شركات القطاع الخاص، وعودة تشغيل خطوط لشركات أخرى منها خط الزاهرة- المزة، منوهاً بوعود المحافظة بأن يحل تطبيق نظام التتبع للسرافيس GPS المشكلة.

شاهد أيضاً

المقاومة العراقية تستهدف موقعين للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة

شام تايمز – متابعة استهدفت المقاومة العراقية، اليوم الخميس، بواسطة الطيران المسير موقعين للعدو الإسرائيلي في …